الأبيات 35
نـدب الـروح الأميـن فاســتفز العـالمين
قـم مـن القبر حزين يـا أميـر المؤمنين
ودعـا فـي الحرميـن يـا كـرام الثقليـن
يـا لثـارات الحسين وبنيــه الطــاهرين
ذبحـوا حـول الفرات عطشــاً بالمرهفــات
فانهضوا يال الثبات بـــدماهم طــالبين
أنـا لا أنسى الطفوف حيـن حفـت بـالحتوف
وبنــي حــربٍ الـوف بـابن طاهـا محدقين
وتجلـــت كالصــباح أوجـه البيض الصفاح
فاســتعدوا للكفـاح وتنــادوا مصــبحين
فـــدعاهم معلنـــا يــال حـرب اللعنـا
إنســبوني مـن أنـا إن تكونـوا مسـلمين
ودعـوا يابن الرسول أحمـدٍ وابـن البتول
لا نــرى إِلا القبـول بيزيـــدٍ واليميــن
فــأبى وهــو الأبـي شــــأن جــــدٍ وأب
وســطا فـي المقنـب هكـذا ليـث العريـن
دأبـه يـوم النـزال نهـب أرواح الرجـال
كـم لـه فوق الرمال مــن قتيــلٍ وطعيـن
فتهــــادى طربـــا غصــناً بيـن الصـبا
للقـاء بيـض الظـبى وقــراع الــدارعين
مـذ طغى بحر الحتوف بـالعوالي والسـيوف
غار فاستقصى الصفوف فتولـــوا مــدبرين
خائضـاً تلـك الغمار فـوق مـأمون العثار
فـي يديه ذو الفقار وهـو بالنصـر قميـن
فــــدعاه ذو الجلال لازدلافٍ ووصـــــــال
فرمـى السـيف شـمال وهـوى فـوق اليميـن
أنـا لا أنـس الحسين وهـو دامـي الودجين
فاحصــاً بالقــدمين وهـو متلـول الجبين
لســت أنسـى زينبـا وهـي فـي ذل السـبا
أبـرزت بعـد الخبـا لعيــون النــاظرين
والبهاليـل الصـباح وذوي الـوحي المبين
ابـــن كمونـــة لا زال صـــباً معــولا
لزرايـــا كـــربلا خاضـع القلـب حزيـن
فــارحموه بـالحبور واحضـروه في الحضور
وانـدبوه في الظهور فهـو بالنصـر قميـن
ابن كمونة
64 قصيدة
1 ديوان

محمد علي بن محمد الأسدي الحائري النجفي، آل كمونة.

شاعر فحل، من مشاهير شعراء كربلاء ووجهائها، أكثر شعره في آل البيت.

ينتمي إلى بيت زعامة ورئاسة وثروة ووجاهة، توفي بمرض الوباء في كربلاء ودفن في الحائر الحسيني.

جمع أحفاده من بعده مجموع أشعاره في ديوان أسموه اللآلي المكنونة في منظومات ابن كمونة.

1865م-
1282هـ-