جــائِعٌ
لَفَّــهُ
الضــَنى
بِـرِدائِهْ
|
أَيـنَ
نـارُ
الجَحيـمِ
مِـن
أَحشائِهْ
|
لَفَظَتــهُ
الحَيــاةُ
فَهــوَ
شـَريدٌ
|
يَصــِلُ
البُــؤسُ
صــُبحَهُ
بِمَسـائِه
|
شـاحِبُ
الـوَجهِ
ناحِـلُ
الجِسمِ
طاوٍ
|
تَتَمَشــّى
الأَوصــابُ
فـي
أَعضـائِه
|
وَعَلـــى
جِســـمِهِ
بَقايــا
رِداءٍ
|
تَتَبَــدّى
العِظــامُ
مِـن
أَجـزائِه
|
بـاهِتِ
اللَـونِ
مِثـل
بَشـرَتِهِ
شـَك
|
لاً
يَضــُمُّ
الشــَقاءَ
فـي
أَنضـائِه
|
هَلهَـل
النَسـجِ
لَيـسَ
يَسـتُرُ
مِنـهُ
|
عَــورَةً
أَو
يَصــونُ
مـن
سـَوءائِه
|
خِــرَقٌ
رَثَّــةٌ
عَلــى
جَســَدٍ
بــا
|
لٍ
وَقَـدٍّ
زادَ
الضـَنى
في
اِلتِوائِه
|
شــَبَحٌ
مُنطَــوٍ
عَلــى
كَبِــدٍ
حَـر
|
رى
وَنَفــس
قَــد
رُوّعَـت
بِشـَقائِه
|
ضـارِبٌ
فـي
النِجادِ
لا
جادَهُ
الغَي
|
ثُ
وَلا
شـَوكُها
اِرتَـوى
مِـن
دِمائِه
|
غـائِرُ
المُقلَتَيـنِ
أَنهَكَـهُ
الجـو
|
عُ
وَأَذكــى
الأُوارَ
مِــن
دِمــائِه
|
فَكــأَنَّ
الســَقامَ
مــا
يَرتَـديهِ
|
وَكَــأَنَّ
الشــَقاءَ
مِــن
أَسـمائِه
|
وَكَــأَنَّ
الجَحيــمَ
مـا
هُـوَ
فيـهِ
|
وَكَــأَنَّ
الزَمــانَ
مِــن
أعـدائِه
|
كُلَّمــا
شـامَ
بارِقـاً
مِـن
رَجـاءٍ
|
فَجَــعَ
اليَــأسُ
قَلبَــهُ
بِرَجـائِه
|
ضــائِعٌ
فــي
الوُجـودِ
جِـدُّ
شـَقِيٍّ
|
يَجمَـعُ
البُـؤسَ
كُلَّـهُ
فـي
كِسـائِه
|
رَكِــبَ
العُمـرَ
لُجَّـةً
وَهـوَ
فيهـا
|
زَورَقٌ
نــازِحُ
الشــَواطِئِ
تــائِه
|
هَشــَّمَ
المَــوجُ
جـانِبَيهِ
وَأَلقـى
|
بِشــِراعَيهِ
فــي
غَيــاهِبِ
مـائِه
|
أَغرَقَتـهُ
هـوجُ
الرِيـاحِ
السَوافي
|
فَــاِحتَواهُ
الخِضـَمُّ
فـي
أَنـوائِه
|
نــالَ
مِنـهُ
القُنـوطُ
كُـلّ
مَنـالٍ
|
وَتَخَلّـــى
خُلّانُــهُ
عَــن
عَــزائِه
|
هـائِمٌ
فـي
القِفـارِ
لَم
يُؤوِهِ
عُش
|
شٌ
وَلا
رَقَّ
مُنصـــــِفٌ
لِبُكــــائِه
|
يَتَلَــوّى
عَلــى
الهَجيــرِ
شـَقِيّاً
|
أَيـنَ
لَفـحُ
الهَجيـرِ
مِـن
بُرَحائِه
|
لائِذٌ
بِـالفِرارِ
مِـن
دَهـرِهِ
الطـا
|
غــي
وَأَيـنَ
المَفَـرُّ
مِـن
أَرزائِه
|
آبِــقٌ
وَالشــَقاءُ
جَيــشٌ
لُهــامٌ
|
زاحِـــفٌ
مِـــن
أَمــامِهِ
وَورائِه
|
كُلَّمـــا
هَــزَّ
لِلزَمــانِ
قَنــاةً
|
حَطَّمَتهــا
الأَيّــامُ
فـي
أَحشـائِه
|
أَنكَـرَ
النـاسُ
ما
يُقاسي
وَقالوا
|
مُجــرِمٌ
يَخــدَعُ
الـوَرى
بِرِيـائِه
|
وَأَشــاحَ
عِــبئاً
عَلَيهِــم
ثَقيلاً
|
وَهُــمُ
المُثقِلــونَ
مِـن
أَعبـائِه
|
حَمَّلـــوهُ
آثـــامَهُم
وَأَحَلّـــوا
|
دَمَـــهُ
لابتِئاســـِهِ
وَاِجتِــدائِه
|
عَـذَّبوهُ
بِـالجوعِ
ظُلمـاً
وَراحـوا
|
يُشــبِعونَ
الــذِئابَ
مِـن
أَشـلائِه
|
نَبَـــذوهُ
فَلا
يُشــارِكُ
حَتّــى
ال
|
كَلـبَ
فيمـا
يَعـافُهُ
مِـن
غِـذائِه
|
شـَرَّدوهُ
فـي
الأَرضِ
مِـن
خَوفِهِم
مِن
|
هُ
وَجَـدَّت
جُنـودُهُم
فـي
اِقتِفـائِه
|
أَيّ
شــَرٍّ
يَخشــَونَهُ
مِــن
شــَريدٍ
|
قَـد
تَبـارى
الجَميـعُ
في
إيذائِه
|
أَلِهَـذا
الطَريـدِ
أَنشـَأتُمُ
السـِج
|
نَ
وَأَعــدَدتُمُ
القَنــا
لِلِقــائِه
|
أَلِهَـذا
الضـَعيفِ
أَشـرَعتُمُ
الـرُم
|
حَ
وَخِفتُـم
مِـن
بَطشـِهِ
وَاِعتِـدائِه
|
أَلِهَــذا
الفَقيـرِ
هَيَّـأتُمُ
السـَو
|
طَ
وَحَــذَّرتُمُ
الـوَرى
مِـن
عَطـائِه
|
أَلِهَـذا
المَنبـوذِ
أَشـهَرتُمُ
السَي
|
فَ
وَقُلتُـــم
بِطَـــردِهِ
وَقَـــائِه
|
أَيّ
ذَنــبٍ
جَنــاهُ
كَــي
تُرهِقـوهُ
|
وَتَكــونَ
الســُجونُ
بَعـضَ
جَـزائِه
|
أَيُّهــا
المُفتَــرونَ
مِـمَّ
تَخـافو
|
نَ
أَمِــن
ذُلِّــهِ
وَطــولِ
عيــائِه
|
وَتَرَدّيــهِ
فـي
التَعاسـَةِ
وَالبُـؤ
|
سِ
وَفَــــرطِ
اِكتِئابِــــهِ
وَبَلائِه
|
أَم
هُوَ
الدَهرُ
قَد
أَعَزَّ
أولي
اليُس
|
رِ
وَأَخنــى
ظُلمـاً
عَلـى
فُقَـرائِه
|
ســـَفّهوا
رَأيَـــهُ
وَربَّ
فَقيـــرٍ
|
تُســــتَمَدُّ
الآراءُ
مِــــن
آرائِه
|
وَأَبــى
الأَغنِيــاءُ
أَن
يُنصــِفوهُ
|
وَيـحَ
هَـذا
الزَمـانِ
مِن
أَغنِيائِه
|
لا
تَلومــوهُ
إِن
تَمَــرَّدَ
أَو
ثــا
|
رَ
وَهَــزَّ
الوُجــودَ
مِـن
أَرجـائِه
|
أَنتُـمُ
شـِئتُم
لَـهُ
الغَـدرَ
دينـاً
|
إِذ
غَـــدَرتُم
دينـــه
وَوَفــائِه
|
وَخَلقتُـم
مِـن
تِلكُـمُ
الشاةِ
ذِئباً
|
وَأَثَرتُـم
مـا
كـان
مِـن
بَغضـائِه
|
أَنتُــم
ســُقتُموهُ
لِلإِثــمِ
سـَوقاً
|
فَاِعـذُروهُ
إِن
لَـجَّ
فـي
اِستِعصائِه
|
طَهِّــروا
هَـذِهِ
السـُجونَ
وَشـيدوا
|
لِأَخــي
الفُحـشِ
مَعقِلاً
مِـن
حَيـائِه
|
رَوّضـوهُ
عَلـى
الفَضـائِلِ
وَاِبنـوا
|
حَبســَهُ
مِــن
عَفــافِهِ
وَإِبــائِه
|
لا
تَكونــوا
أَحَـقَّ
بِالسـِجنِّ
مِمَّـن
|
ســاقَهُ
ظُلمُكُــم
إِلــى
ظَلمـائِه
|