الأبيات 16
أبكـي ومثلـي بالبكـاء حقيـق آمــال شــعب مالهــا تحقيـق
ولقــد يــذكرني بعــز آفــل بــرق لهخلــل السـحاب خفـوق
وكـأن اشـباح الجـدود كتـائب للطيــر فـوق رؤوسـها تحليـق
لم يحسب النفر الألى قد ضيقوا مــاذا يجــر وراءه التضـييق
لـم ينـتزع مـن هـؤلاء غرورهم نسـب لهـم فـي الهالكين عريق
ضـيم العـراق فهل قضت ابناؤه ام هـل لابنـاء العـراق عقـوق
منــي العـراق بثملـة رجيعـة جــو العــراق بشـدهم مخنـوق
مـا بال دنيا المسلمين تأخرت أهنـاك شـيء فـي الخفاء يعوق
وقـد ابتلانـي اللَـه جـل جلاله بغــراب ســوء ذم منـه نعيـق
وبضــفدع لـولا اطـراد نقيقـه مــا كنـت اعلـم انـه مخلـوق
ولعـل مـن ضـل السبيل سيهتدي يومـا ومـن قـد نام سوف يفيق
ولعــل ايــام السـلام قريبـة ولعــل ايــام الســلام تـروق
انـي لاوطـاني وان لـم تحـترم ادبــي الـذي ابثثتـه لصـديق
بينـي وبيـن مـواطن احببتهـا عهـد كمـا شـاء الـولاء وثيـق
ايـام انـي قـد ثملـت بحبهـا مــا كــان لا كـأس ولا ابريـق
حـب الـديار ومن بها لي مسكر وكأنمــا حــب الـديار رحيـق
جميل صدقي الزهاوي
956 قصيدة
1 ديوان

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.

شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.

وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).

1936م-
1354هـ-

قصائد أخرى لجميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي الزهاوي
جميل صدقي الزهاوي

البيتان من مجزوء الرمل، وفهمي في البيت الثاني المرحوم فهمي المدرس وكان قد دعاه إلى حفلة بحضور الملك، فلم يحسن اختيار مقعد له في جوار الملك فارتجل البيتين، فرد عليه فهمي بقوله: