ما في الجواهر والأجسام منجمها
الأبيات 15
مـا فـي الجـواهر والأجسام منجمها إلا قــوى هــي تَبنيهــا وَتهـدمها
وَهــذه لســت بــالتَحقيق أَعلمهـا
لا جســم إلا ويفنــي بعــد أَزمنـة فَلا جـــواهره تبقـــى ولا الصــوَرُ
فيهـا القـوى وَهي ما بالسلب يتصف كهيربــات إلــى الأضــداد تنصـرف
تــدور مـن حولهـا وَثبـاً وَلا تَقِـف
فـي حبـة الرَمـل فـوق الأرض ساكنة مـن القـوى مـا بـه الأطواد تنفطر
فـي جرعـة المـاء للظمـآن يشربها وَكســرة الخـبز للجوعـان يقضـبها
وَنســمة الريــح للحـران يطلبهـا
وَفــي جــواهر مــن تفاحـة صـغرت قــوىً إذا ثُــرنَ لا تُبقـي وَلا تـذر
لَيسَ القُوى غير بعض الجسم قد لطفا وَالجســم إلا قــوى مجموعـة كثفـا
وَلَيـسَ شـيء عَـن النـاموس منحرفـا
إلــى الأثيــر بفعـل منـه مرجعـه فهـو المـؤثر فـي الأشـياء والأثـر
إنَّ النجــوم وإن الشـمس وَالقَمَـرا والأرض تَمشـي عَلَيهـا تائِهـاً بطـرا
لَيسـَت سـِوى أُكَـرٍ أَعجـب بهـا أكَرا
وَللأثيــر يــد فـي الكـون قـاهرة تـــدحرجت بعصــاها هــذه الأكــر
جميل صدقي الزهاوي
956 قصيدة
1 ديوان

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.

شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.

وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).

1936م-
1354هـ-

قصائد أخرى لجميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي الزهاوي
جميل صدقي الزهاوي

البيتان من مجزوء الرمل، وفهمي في البيت الثاني المرحوم فهمي المدرس وكان قد دعاه إلى حفلة بحضور الملك، فلم يحسن اختيار مقعد له في جوار الملك فارتجل البيتين، فرد عليه فهمي بقوله: