تحوي السَماء نجوماً ذات أَنظمة
الأبيات 17
تحـوي السـَماء نجومـاً ذات أَنظمـة مــن الشـموس كثـاراً لَيـسَ تنحصـر
تخالهــا ثابِتــات وَهــيَ مســرعة كأنهـا الخيـل فـي بيـداء تحتضـر
وَكــل شــمس لهــا جــرم بنسـبته يَجـري الأثيـر إِلَيهـا فَهـي تَسـتَعر
وَهْـوَ الَّـذي يوسـع الأجسـام قاطبـة دفعـاً عَلَيهـا بِـه الأجسـامُ تَنهَمِـر
فَيحســب النـاس أَن الشـمس جاذبـة لَهـا كَمـا هُـوَ بَيـنَ النـاسِ مُشتَهِر
وَهَكَــذا الأرض حــول الشـمس دائرة كَمـا يَـدورُ حَـوالي أَرضـنا القَمـر
وللأثيــر يــد فـي الكـون قـاهرة تَـــدَحرَجَت بِعصــاها هــذِه الأكــر
الجــرم يأخــذ منـه بعـض حـاجته وَلِلَّــذي زادَ عــن حاجــاتِه يَــذَر
وَعنــد ذلــك يَجــري فـي جـواهره كَالمـاءَ قَـد صـادَفتَه جارِيـاً حُفـر
رداً لمـا اختـل فيـه مـن موازنـة إن التَــوازُن فـي القـوات مُعتَـبر
وَالجوهر الفرد في الأجسام لَيسَ سوى كهيربــات بِهــا يَقــوى وَيَقتَــدِر
وَالبعض منه كَما في الراد يوم يَرى يَنحــل مــن نَفسـه فيهـا وَيَنتَـثر
والأرض لَـم تخـتزن نـاراً بباطنهـا إلا لأن القـــوى عَنهُـــن تنـــدحِر
وَمــا تــزال بقــاع الأرض ناميـة بِمــا عَلَيهـا مـن الأجسـامِ يَنحَـدِر
حَتّــى تَكــون مَـع الأزمـان واحـدة مـن الشـموس فَمِنهـا النـور يَنتَشِر
وَهَكَــذا شمســنا صــارَت لحالتهـا شَمسـاً تصـاعد مِنهـا النار وَالشرر
هَـذا الَّـذي أَنـا مبـديه لكم نظري وإنَّمــا كــل إِنســان لــهُ نَظــر
جميل صدقي الزهاوي
956 قصيدة
1 ديوان

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.

شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.

وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).

1936م-
1354هـ-

قصائد أخرى لجميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي الزهاوي
جميل صدقي الزهاوي

البيتان من مجزوء الرمل، وفهمي في البيت الثاني المرحوم فهمي المدرس وكان قد دعاه إلى حفلة بحضور الملك، فلم يحسن اختيار مقعد له في جوار الملك فارتجل البيتين، فرد عليه فهمي بقوله: