لك الخير خبر يا هبوب النسائم
الأبيات 42
لـك الخيـر خـبر يـا هبـوب النسائم وهـات احـك لـي أحـوال تلك المعالم
هـل الروضـة الغنـا الأريضـة بعـدنا علــى ماعهـدنا فـي خيـار المواسـم
وهــل تلكمـو الأدواح دانيـة الجنـى وهـــل دبجتهــا هــاطلات الغمــائم
وهــل رقصـت تلـك الغصـونن وبـاكرت تغنــي عليهــا ســاجعات الحمــائم
وهــل قبلــت منـك الثغـور زهورهـا وجريــت ذيلاً فــوق خضــر العمــائم
وهــل بكـت الحيضـان فيهـا وأعـولت فأضــحكت الأنــوار جــوف الكمــائم
وهــل لســواقيها هــدير وهــل رأت عيونــك مــا فـي مائهـا مـن تلاطـم
وهــل لــك رشــت بالميــاه وبللـت ذيولــك مــن ترقيصــها المتفــاقم
وهــل تلكــم الظبيـات راتعـة بهـا وتختــال فــي أنجادهــا والتهـائم
وهــو علــوة مــرت تجــر ذيولهــا وهــل عنـدها ذكـرى عهـود التنـادم
فبـت الـذي شـاهدت فـي ذلـك الحمـى فإنــك عنــدي اليــوم أصـدق قـادم
وحقــق رعــاك اللــه أخبـار بلـدة بهـا مـن لهـا غيـد الحمى كالخوادم
فتـاة بـروض الطـائف الزاهـر السنا تجلــت بحســن مالهــا مــن مزاحـم
فتــاة بهــا الصــب المشـوق مـتيم ملــى الحشــى مـن شـوقه المـتراكم
فتــاة فتاهــا تــاه غيرهــا وفـي هواهــا أصــم السـمع عـن لـوم لائم
أحــاديث وجــدي فـي هواهـا قديمـة وعشـقي لهـا مـن قبـل حبـل التمائم
نهــاي نهــاني عــن ســواها لأنــا فريــدة ربــات الخــدود النــواعم
فللـــه هيفـــاء القــوام تملكــت فــؤادي بقــد زاهــر الحسـن نـاعم
وللـــه خـــال حـــارس ورد خــدها وللــه ذاك الثغــر حلــو المباسـم
محاســنه مــا بيــن شــهد ولؤلــؤ وطلـــع ومرجـــان وخمـــر وخــاتم
ومــا الحســن إلا مــا حـوته لأنهـا علـى كـل حـال مـا لهـا مـن مقاسـم
تغزلــت فيهـا وامتـدحت المهـذب ال ملاذ العفيــف الحـبر بحـر المكـارم
رحيـب الفنـا حرب لمن كان ذا اعتدا علــى الـدين سـلم للمحـب المسـالم
أمـام البرايـا الغـوث والسيد الذي فيوضـــاته تنســيك أخبــار حــاتم
تســير إليـه النـاس مـن كـل جـانب فينجـــح فـــي مطلــوبه كــل رائم
تقاصــرت الأقطــاب عــن عظـم مـاله مــن الفيـض فـي أعرابنـا والأعـاجم
حــبيب حــبيب المصـطفى وابـن عمـه بــه حــل عقــد المعضـلات العظـائم
عظيـم الحجـا والعلم والغوث والعطا محاســنه لــم يحصــها كــل راقــم
ومـاذا عسـى أبـديه من وصف ضيغم ال معـالي الـذي قـد سـاد كـل الضراغم
إليــك أخـا الغـارات أبيـات عـاجز حليــف الــدموع الهـاطلات السـواجم
ومـــا ذاك إلا مــن بعــاد وكربــة وأحــوال دهــر بــالرز أيــا ملازم
يبــدلني بــالقرب بعـد أو باللقـا جفـــاء ويبــدولي بحــال الأراقــم
وقــد كنـت قـدماً فـي سـرورٍ وغبطـة وعيــش هنــي كامــل الصــفو نـاعم
أغــازل مــن أهـواه يـومي وليلـتي علــى رغـم أنـف العـاذلات اللـوائم
وأرفــل فـي بـرد الصـفا مـع أحبـة غــذوا بــالعلا مـن كـل أروع عـالم
أغثنــي فــإني فـي ملا ليـس عنـدهم شـريف سـوى مـن حـاز بعـض الـدراهم
لقــد خلفـوا عنهـم قريشـاً وقـدموا قريشـــاً وســموا أهلــه بالأعــاظم
أنـا عبـدك المنسـوب يـا خيـر سـيد حكـى البـدر في أفق السراة الهواشم
وهــي جلــدي مــولاي والحـال واضـح لـديكم فيـادر كـاه يـا ابن الأكارم
ألا فاقمعوا جيش البعاد بمقمع الرِما حِ العـــوالي والســـيوف الصــوارم
وكونـوا لنـا فـي الضـرتين فجـاهكم يفــوق إذا قنــاه فيــض الغمــائم
عليــك صــلاة اللَـه مـن بعـد أحمـد أمـام الهـدى المختـار مـن آل هاشم
عبد الرحمن العيدروس
227 قصيدة
1 ديوان

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني.

أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر.

له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و(تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و(تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و(ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط)، و(العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.

1778م-
1192هـ-