كُل شَيء في الكَون ران وَقرا
الأبيات 28
كُـل شـَيء فـي الكَون ران وَقرا وَسـَرى فـي جَوانـح النَفس سحرا
أَسـفَر الجَو وَاِنجَلَت صَفحة الأُفق وَفــاحَت مَنــاكب الأَرض بشــرا
فـي رُبـوع يَطـول عمـر شـَتاها إِذ يُـوافى وَيقصـر الزَهر عُمرا
نَحمـد الشـَمس يَـوم تَطلَع فيها بِضــِياء وَنَحمــد اللَـه عَشـرا
رف فيهـا الخَريـف حُسنا وَطيبا فَتَســامى عَلـى الرَبيـع وَأَزرى
نَفضـت يَومَهـا الحَيـاة وَقـامَت بَعـد طُـول الحِجـاب تَرفَع سترا
أَبــرَزت مِــن جَمالهـا وَحلاهـا كُــل ســر فَمــا تَكتُــم سـرا
ذَهبـت تَنثر الجَمال فَلم تَستثن فـي المـاء أَو عَلى الأَرض شبرا
نَثَرتـه بِلا نِظـام فَأَرضـى الفَن فَوضــى وَأَعجَــب العَيـن نَـثرا
أَودَعـت سـحرها هَـواء وَحَصـباء وَمــاء يَســرى وَعُشـبا وَصـَخرا
بسـرح الطَـرف حَيـث شـاء فَمـا يَسـرح إِلا مِـن فتنـة صَوب أُخرى
مَـــزج حســن وَرقــة وَبَهــاء أَلفتــه لَونـا وَضـُوءا وَعُطـرا
هُـوَ فـي العَين ما أَرَق وَأَنداه وَفـي الصـَدر مـا أَلـذ وَأَطـرى
تَرتَـوي الـرُوح مِنـهُ نَهلاً وَعلاً فَهِــيَ نَشـوى إِذا تنقـل سـَكرى
كَســـَت الأَرض خضـــرة وَتَغشــت رَبــوة رَبــوة وَغُـورا فَغُـورا
فَزَكـا النَبـت فـي قِلاع وَقِيعان تَـوالى فـي الأُفـق طَيِبا وَنَشرا
راق مِنهـا مـا قَـد تَهادى عَلى الأَرض نَـديا وَمـا تَشـامخ كبرا
وَذَكــاء وَسـَط الفَضـاء تَـوارى خَلـف غَـم يَمـر فـي الجَـو مرا
ثُـمَ تَبدو فَتَغمر الكَون إِيناسا إِذا الغَيـم مِـن سـَناها تَفـرى
فـي سـَماء نَقيـة تَأخُـذ العَين اِغتِراقـا وَتَفعـم العَيـن بَشرا
مَعـرض النُور سَرَت فيهِ الهُوَينى مُطلَقـاً فـي الخَيال نَفسي حَيرى
تَتَملـى بَـدائع الكَون أَو تَنظم فــي صــَفحة الخَــواطر شـعرا
عِنـدَ نَهـر عَـذب التَسلسـُل مـا تـابعته بِالمَسـير إِلّا اسـبطرا
حفــه العشــب كاسـيا ضـفتيه مَطلَعــا حَـولَه قتـادا وَزَهـرا
أَرسَل العَين تَجتَلي الحُسن صَفواً أَو تَقصـى مِن سالف العُمر ذكرا
فَهِـيَ فـي مَسـرَح الطَبيعة جَذلى آنــة أَو مَــع التَـذَكُر عـبرى
وَرَفيقـي فـي السـَير سفر بكفى لَـم أُطـالع مِمـا يَحـدُث سـَطرا
مَن تَهادى سَفر الطَبيعة مَبسوطا إِلَيــهِ فَكَيــفَ يَحفــل ســَفَرا
فخري أبو السعود
15 قصيدة
1 ديوان

فخري أبو السعود.

مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره.

له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و(الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و(التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.

1940م-
1359هـ-