في ظَلامِ اللَّيلِ يَمشي مُبطِئاً
الأبيات 20
فـي ظَلامِ اللَّيـلِ يَمشـي مُبطِئاً وَهـوَ مِثـلُ اللَّيلِ هَولاً قَد بَدا
وَحــدَهُ يَمشـي كَـأَنَّ الأَرضَ لَـم تـــبرِ إِلّاهُ عَظيمـــاً ســَيِّدا
وَيَـدوس التُّـربَ مَرفوعـاً كَمـا تَلمـس الأَطلالَ أَطـرافُ السـَّحاب
فَكــأنَّ الجســمَ فـي أَثـوابِه مِــن شــُعاعٍ وَســَديمٍ وَضـَباب
قُلـتُ يا طَيفاً يعيقُ اللَّيل في سـَيره هَـل أَنـتَ جـنٌّ أَم بَشـَر
قــالَ مُغتاظـاً وَفـي أَلفـاظِهِ رَنّـة الهـزء أَنـا ظـلُّ القَدَر
قُلـت لا يا طَيف قَد ماتَ القَضا يَــومَ ضـَمّتني ذِراع القـابِلَه
قـال محتـاراً أَنا الحُبّ الَّذي لا يَنــال العَيــش إِلّا نـائِلَه
قُلـت لا فَـالحُبُّ زَهـرٌ لا يَعيـش بَعـدَ أَن تَـذبل أَزهار الرَّبيع
قــالَ غضــباناً وَفـي لَهجَتِـهِ ضَجَّة البَحر أَنا المَوتُ المُريع
قُلـتُ لا فَـالمَوتُ صـُبحٌ إِن أَتى أَيقَــظَ النّــائم مِـن غَفلَتِـهِ
قـالَ مُختـالاً أَنـا المَجد فَمَن لَــم يَنَلنـي مـاتَ فـي عِلّتِـهِ
قُلــتُ لا فَـالمَوتُ ظِـلٌّ يَنثَنـي مُضــمَحِلّاً بَيــنَ لَحــدٍ وَكَفَــن
قـالَ مُرتابـاً أَنا السرّ الَّذي يَتَهـــادى بَيــنَ رُوحٍ وَبَــدَن
قُلـتُ لا فَالسـرّ إِن بـاحَت بِـهِ يَقظَـة الفكـرِ تَـوَلّى كَالمَنام
قــالَ مُلتاعـاً كَفـى تَسـأَلني مَـن أَنـا قلتُ أَفي السّؤل ملام
قـالَ محجوبـاً أَنـا أَنـتَ فَلا تَســأَلَنّ الأَرضَ عَنّــي وَالسـَّما
فَــإِذا مـا شـِئتَ أَن تَعرِفَنـي فَـاِرقبِ المـرآةَ صـُبحاً وَمَسـا
قـال هَـذا وَاِختَفـى عَن ناظِري مِثلَمـا الدُّخانُ تذريهِ الرِّياح
تارِكـاً ما بي مِنَ الفِكرِ يَهيم بَينَ أَشباحِ الدُّجى حَتّى الصَّباح
جبران خليل جبران
16 قصيدة
1 ديوان

جبران بن خليل جبران بن ميخائيل بن سعد، من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني اللبناني. نابغة الكتاب المعاصرين في المهجر الأمريكي، وأوسعهم خيالاً أصله من دمشق، نزح أحد أجداده إلى بعلبك ثم إلى قرية بشعلا في لبنان وانتقل جده يوسف جبران إلى قرية (بشري)، وفيها ولد جبران. تعلم ببيروت وأقام أشهراً بباريس، ورحل إلى الولايات المتحدة سنة 1895 مع بعض أقاربه. ثم عاد إلى بيروت فتثقف بالعربية أربع سنوات، وسافر إلى باريس سنة 1908، فمكث ثلاث سنوات حاز في آخرها إجازة الفنون في التصوير وتوجه إلى أمريكا فأقام في نيويورك إلى أن توفي ونقل رفاته إلى مسقط رأسه في لبنان. امتاز بسعة خياله وعمق تفكيره، وقبلت رسومه في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا. وفي. ونقل رفاته إلى مسقط رأسه (بشري). امتاز بسعة في خياله وعمق في تفكيره، وقبلت رسومه في المعرض الدولي الرسمي بفرنسا. واختير (عضو شرف) في جمعية (المصورين) الانكليزية. من كتبه (دمعة وابتسامة - ط) و (عرائس المروج - ط) و (الارواح المتمردة ط) و (الاجنحة المتكسرة - ط) و (العواصف - ط) و (المواكب - ط) نظم، وهو شاعر في نثره لا في نظمه، و (ما وراء الخيال - ط) و (في مواكب الامم والشعوب - ط) و (نبذة في الموسيقى - ط) وجمع أحد الأدباء فقرات من كتاباته سماها (كلمات جبران - ط) وكان يجيد الانكليزية ككتابها، وله فيها كتب، منها (النبي - ط) و (السابق - ط) و (المجنون - ط) ترجمت إلى العربية ونشرت بها (عن الأعلام للزركلي)

1931م-
1349هـ-

قصائد أخرى لجبران خليل جبران

جبران خليل جبران
جبران خليل جبران
هذه القصيدة أشهر شعر جبران وقد نشرها لأول مرة عام 1919 في نيويورك (مطبعة مرآة الغرب) بعنوان (المواكب) وقدم لها الشاعر نسيب عريضة،وهي القصيدة الوحيدة التي نشرها جبران في حياته، وما تبقى من شعره المنشور في الموسوعة، فشعر جمعه الباحثون الذين