الأبيات 50
وأبيـــك لا حـــيٌّ يـــدومُ فعلام ترمضــــك الهمـــومُ
لا تجزعــــــنَّ لضـــــاعنٍ وانظـر هـديت مَـن المقيـم
إنَّــا بنـو الـدنيا تطيـبُ لنـــا ومربعُهـــا وخيــم
نرجــو الشــفا لســقيمنا وصـــحيحنا فيهــا ســقيم
ونـــرومُ أن نبقــى بهــا والمــوتُ غايـةُ مـا نـروم
هــذا الحســينُ وكـانَ يـس تســقي بطلعتــه الغيــوم
ســــائل بـــه محرابـــهُ إن شــئتَ فهــو بـه عليـم
يخـــبرك كــم بســناه أم سـى يزهـر الليـل البهيـم
متهجـــــداً للـــــه ودَّت لثـــمَ مســـجده النجــوم
هــو واحـد التقـوى الـذي هــي بعــد مولــده عقيـم
رحــل الحمــام بـه فتلـك معـــالم التقــوى رســوم
رُفعــتْ برفــعِ ســريره ال بركــات وافتُقِــدَ النعيـم
حملـــوه والتقــوى تنــا شـــده ومـــدمعُها ســجوم
يـــا ذاهبـــاً لا يُرتجــى أبــد الزمــان لـه قـدوم
فاللحــد هــل يــدري أأن تَ أم الصــلاحُ بــه مقيــم
قمــرُ السـماء بـه تـوارى أم محيَّـــــاك الكريــــم
إن يــوصِ غيــرك مَـن بـإر ثِ يـــتيمه ورعــاً يقــوم
فالنســــك إرثٌ والوصـــيُّ تقــاك والزهــدُ اليــتيم
ومقيـــم مأتمــك التقــى إن التقــى نعــمَ المقيـم
وبــك المعــزِّي مــن أتـى فـي مـدحه الـذكر الحكيـم
القـــائمُ المهـــديُّ مَــن تُجلــى بطلعتــه الهمــوم
ورثَ النبــــوَّة علمهــــا فهـو الخـبيرُ بهـا العليم
مــــولًى بنـــادي عـــزِّه تتضــاءل الصــيدُ القـروم
نـــادٍ ملائكـــةُ الســماء علـــى ســـرادقه تحـــوم
وبشـــمِّ آنـــاف الملــوك تـــرابُ عتبتـــه شـــميم
فــي صــدره المهــديُّ تـص در للــورى منــه العلـوم
ملأتْ نتــــائجه الزمـــان وغيــره الشــكل العقيــم
فلـه الزعامـة فـي الهُـدى وسـواه فـي الـدعوى أثيـم
يا مَن لهُ النسبُ الصريح ال محـــض والحســبُ الكريــم
عجبـــاً يـــرومُ عُلاك مــن لـك فـوقه الشـرفُ القـديم
فـوقَ الرغـام وتحـتَ نعلـك أنــــف همَّتــــه رغيـــم
هبــه يــرومُ فــأين مِــن يـد مَـن علـى الأرض النجوم
مثلان خلقُــــك والنســـيمُ ونــداكَ والغيــثُ العميـم
ولأنــــت واســــطةُ العلاء وولــدُك العقــدُ النظيــم
قــومٌ بهــم أمِـنَ المـروعُ وفيهـــم أثــرى العــديم
كلاً تــــــراه جعفـــــراً فـي الجـودِ وهـو لهم زعيم
أرجُ الســــيادة فيهــــم كالمســك ينشــره النسـيم
رضــعوا الإِمامـة فـالجميعُ بنـــور عصـــمتها فطيــم
فــــولاؤهم فـــرضٌ وهـــد يُهــم الصــراطُ المسـتقيم
لبـــس الزمــان بهــاءهم فبهـــم محيَّـــاه وســـيم
وبهــم لنـا الأيـامُ يقطـر مـــن غضــارتها النعيــم
تهـــوى الســماءُ بأنهــا لصـــعيد أرضـــهم أديــم
وإذا مشــوا فــوقَ الـثرى حســدت نعــالهم النجــوم
يــا ســادة العلمـا ومَـن تــزن الجبـال لهـم حلـوم
بكـــم العــزاءُ وحســبُنا مــن كـلِّ مـاضٍ أن تـدوموا
أمحمــــدٌ فــــي ظلّهـــم ســتنال أقصــى مـا تـروم
فـــأبوك إنْ يفقــدْ فكــلّ هــــم أبٌ بــــرٌّ رحيـــم
ســيقرّ عينــاً فـي الـثرى إذ فيـــك جــودُهم يقــوم
حيَّـــــا الملائك قــــبره مـن حيـث فيـه هـو المقيم
وســقته مــن أنـواء عفـو اللـــه واكفـــةٌ ســـجوم
حيدر الحلي
283 قصيدة
1 ديوان

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.

شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.

مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.

شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.

له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.

له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).

1886م-
1304هـ-