أَهـيَ
الجِبـالُ
رَسـت
بهـا
الغبراءُ
|
أَم
أَنجــمٌ
حرســَت
بِهـا
الخضـراءُ
|
شــمٌّ
تَهــول
علـى
نضـارةِ
حُسـنِها
|
فيــح
كــأنّ
رِحابهــا
الــدهماءُ
|
تَبــدو
عَليهــا
لِلحُصــونِ
ركانـةٌ
|
ويَـــروقُ
منهـــا
لِلقُصــورِ
رواءُ
|
قَــد
أَغربـت
فـي
وَضـعها
وَتطـوّقت
|
ســوراً
وَهــل
تتطــوّق
العنقــاءُ
|
لــو
ضـمّها
بيـنَ
المحافـلِ
محفـلٌ
|
وَهَــوى
الخورنـق
وَاِسـتحَت
صـنعاءُ
|
وَلَقــامَ
ســندادٌ
يســدّد
أَمرهــا
|
وَالحضــر
يَشــهد
فيـه
والزهـراءُ
|
وَاِهــتزّ
مِـن
أهـرامِ
مِصـر
قواعـدٌ
|
وَاِبــتزّ
مـن
إيـوان
كسـرى
بهـاءُ
|
هَــذي
عَلــى
تَقـوى
تأسـّس
مَجـدُها
|
وَعلــى
الضـّرارِ
أَشـادت
القـدماءُ
|
ملئت
بآســادِ
الكفــاحِ
وغابُهــا
|
وَزَئِيرهــا
البــارودُ
والهيجــاءُ
|
ومـــدافعٌ
لا
يســـتهلُّ
جنينُهـــا
|
إِلّا
إِذا
اِهـــتزّت
لــه
الغــبراءُ
|
مــا
أطرقــت
لِمَخاضــِها
إلّا
وَقَـد
|
صــُعِقَت
بنفخــةِ
صــوره
الأحيــاءُ
|
مــا
أبرَقــت
أَو
أَرعَـدت
إلّا
رَمَـت
|
شــهباً
لَهــنّ
مـن
الـدخانِ
سـماءُ
|
قُــل
للّــذي
جَهـلَ
الأميـر
مقـامهُ
|
لكـــنّ
إِفــراط
الظهــورِ
خَفــاءُ
|
يَختــالُ
بيــنَ
طَريفــهِ
وتليــدهِ
|
وَتَجــولُ
فــي
أعطــافِهِ
العليـاءُ
|
جَمـع
النظـامُ
مفـاخِرَ
الدولِ
الأُلى
|
فَتقلّـــدتها
الدولَــةُ
الحســناءُ
|
ســـَتعودُ
للإســـلامِ
كــلُّ
فضــيلةٍ
|
وَالعــودُ
أحمــدُ
مـا
لـه
شـركاءُ
|
ملـــك
منـــابرُهُ
رؤوسُ
عـــداتهِ
|
وَســـيوفه
مــن
فوقهــا
خطبــاءُ
|
يُغنيــهِ
خــوفه
أَن
تســلَّ
سـُيوفه
|
لَكِنّهــــا
أَغمادهـــا
الأحشـــاءُ
|
شـَرُفت
بـهِ
الخضـراءُ
واِنبَسـَطت
له
|
مُنقـــادةً
فكأنّهـــا
الغـــبراءُ
|
مَلــك
أُعــزَّ
بــهِ
السـلاحُ
وأهلـهُ
|
والعِلــمُ
ثــمّ
أذيلــتِ
الأشــياءُ
|
وَرَأت
محاســنه
الملــوكُ
فـأَذعَنت
|
لكنّهــــا
بِعيــــونهم
أقـــذاءُ
|
خَطبـوا
بـهِ
فـوقَ
الدسوتِ
وباِسمِهم
|
فَــوقَ
المنــابرِ
تخطـبُ
الخطبـاءُ
|
وَلَـه
مزايـا
الملـكِ
مُنفـرداً
بِها
|
وَلِغَيـــرِه
الألقـــابُ
والأســـماءُ
|
وتكــاد
تنطـق
فـي
مديـح
صـفاته
|
عجــم
وكــادت
تخــرس
الفصــحاءُ
|
تكســو
محاسـنه
القريـض
جمالهـا
|
فتكـــاد
لا
تتفاضـــل
الشــعراءُ
|
ويكـاد
يغفـر
فـي
قوافي
مدحه
ال
|
إكفـــاء
والإقـــواء
والإيطـــاءُ
|
ويجيـء
بالمعنى
الغريب
مشاهد
ال
|
أمــر
العجيــب
إذا
أعـان
ذكـاءُ
|
ملــك
يريــه
الحــزم
أن
منـامه
|
خطـــأ
فليـــس
لعينــه
إغفــاءُ
|
ويكــاد
رأيــه
أن
يبـاري
رؤيـة
|
فتلــوح
قبــل
وجودهــا
الأشـياءُ
|
ولقــد
تواضــع
أن
يكـون
سـريره
|
فــي
الأرض
وهـو
مكـانه
الخضـراءُ
|
ملــك
إذا
نبــت
السـيوف
فحكمـه
|
عزمــــــاته
وســــــلاحه
الآراءُ
|
لـم
تحمـل
الغـبراء
قبـل
وجـوده
|
أحــدا
تطيــق
لحملــه
الخضـراءُ
|
لا
تَقربــوا
الخضـراء
إنّ
رجومهـا
|
موصـــودة
وكفتكـــم
الغـــبراءُ
|
وإذا
أبيتــم
فابشــروا
بصـواعقٍ
|
غيـر
الّـتي
يطفـي
لظاهـا
المـاءُ
|
تـأتي
وقـد
ضـاقت
بكـم
أرجاؤهـا
|
وتعـــود
لمــا
تقفــر
الأرجــاءُ
|
أســد
تــوافيكم
علــى
أمثالهـا
|
شــاكي
الســلاح
نهــارهم
ظلمـاءُ
|
مــن
كــلّ
منطيــق
بنـون
وقايـة
|
حفظــت
بــه
أفعالهــا
العليـاءُ
|
ألــف
الطلا
حتّــى
تناســى
عهـده
|
وأبــى
البيــاض
فخضــبته
دمـاءُ
|
قــاض
إذا
شــهد
النـزال
لغـائب
|
يمضــي
ولا
يمضــي
عليــه
قضــاءُ
|
يــروي
أحــاديث
الملاحــم
كلهـا
|
عمـــن
يجرحهـــم
وهــم
خصــماءُ
|
هــو
مـالكي
فـي
القتـال
وحكمـه
|
لكـــن
مــواليه
مــن
الحنفــاءُ
|
ألفـوا
السـلاح
فـأنت
لـو
كلفتهم
|
إلقــــاءه
لتعســــر
الإلقـــاءُ
|
هـــزّوه
حتّــى
للتحيّــة
بينهــم
|
وبــه
غــدا
إكرامهـم
إن
شـاؤوا
|
واِسـتَخدموا
منـه
المنايا
والمنى
|
فَكــــأنّه
لِجســــومهم
أعضـــاءُ
|
قوم
إِذا
اِعتقلوا
البنادق
طاعنوا
|
مســـتلحمين
وإن
جلـــت
فــدماءُ
|
شــوس
إذا
وردوا
غمــار
كريهــة
|
نهلــوا
وعلــوا
والسـيوف
ظمـاءُ
|
الحاســـرون
شـــهامة
فــدروعهم
|
بيـض
الظـبى
لا
الزغـف
والحربـاءُ
|
نظمـوا
البنادق
بالزجاج
وناضلوا
|
بالشـــهب
لا
قـــذذ
ولا
ســـمراءُ
|
رصــد
إذا
غضــب
السـلاح
تـذمروا
|
حــتى
يعــود
إلـى
السـلاح
رضـاءُ
|
ثبتـوا
على
الجرد
الجياد
تقودها
|
عزمـــاتهم
لا
القبــض
والإرخــاءُ
|
دهــم
إذا
مــا
زمجـرت
بصـهيلها
|
صــعقت
بنفخــة
صــوره
الأدمــاءُ
|
قـد
سـخروا
منهـا
الريـاح
تقلهم
|
إن
حـــال
أخـــدود
ولاح
نجـــاءُ
|
طرقــوكم
ركضـا
عليهـا
وانثنـوا
|
ســبحا
وصــوب
دمــائكم
دأمــاءُ
|
لبسـوا
السـواد
وأعلمـوا
بأهلـة
|
وعلا
الأســود
الليلــة
القمــراءُ
|
فــإذا
أهيــب
بهـم
بصـوت
واحـد
|
مثلــوا
ولمــا
ترجــع
الأصــداءُ
|
متناسـقي
الحركـات
فـي
أشخاصـهم
|
روح
كمــا
قــد
قــالت
الحكمـاءُ
|
نظمـت
قـوافي
الجـاهلين
سـيوفهم
|
عقــدا
زهــت
بنظــامه
العليـاءُ
|
ولقــد
أقــروا
حاســرين
وإنمـا
|
أعيـــاهم
فــي
نــوره
الإطفــاءُ
|
جيــل
علــى
الإفرنــج
منـه
ضـلة
|
ولحـــوزة
الإســلام
منــه
حمــاءُ
|
أتــراه
همــت
أرضــنا
بــتزلزل
|
مـــؤذ
فأعجلهــا
بــه
الإرســاءُ
|
جيــل
نســميه
النظـام
فكـم
بـه
|
نظمــــت
ألوفـــا
طعنـــة
نجلاءُ
|
إن
الفرنــج
علــى
تكـاثف
عـدهم
|
كالرمــل
إذ
لعبـت
بـه
النكبـاءُ
|
بـل
كالهبـاء
إذ
الرمـال
لربمـا
|
كــانت
بهـا
فـي
الأعيـن
الأقـذاءُ
|
قــل
للفرنسـيس
المجـاور
أرضـنا
|
مــا
قبلكــم
نطحـت
أسـودا
شـاءُ
|
لكنهـــا
أحلام
ســلم
قــد
مضــت
|
ســـتريكم
تأويلهـــا
الهيجــاءُ
|
ظنــوا
التغافــل
غـرة
فتطعمـوا
|
وتوهمـــوا
أن
الرجـــال
ســواءُ
|
قـد
كـان
إرخـاء
العنـان
حقـارة
|
منـــا
لهـــم
لكنهـــم
بلــداءُ
|
وعلـى
التنـزل
لـو
نقـول
كرامـة
|
فلقـــد
أبوهــا
إنهــم
لؤمــاءُ
|
لـو
كـان
مـن
قبـل
الإغـارة
غيره
|
قلنــا
البــواعث
جــرأة
وإبـاءُ
|
لا
للشـــجاعة
يقـــدمون
وإنمــا
|
فــي
غيــر
حـرب
يقـدم
الجبنـاءُ
|
فعليهــم
حمــل
السـيوف
وصـقلها
|
ولنــا
بهــن
الفخــر
والعليـاءُ
|
وفخارنـا
مـا
تنتـج
الهيجـاء
لا
|
مــــا
تنتـــج
الآلات
والأهـــواءُ
|
إن
المجــاوز
طـوره
يلقـى
الـذي
|
لاقـــى
يســـار
غــره
اســتهزاءُ
|
جمــدت
قرائحكــم
وسـوف
يـذيبها
|
نـــار
الـــوغى
فكـــأنكم
عقلاءُ
|
ولقــد
تثاقلنــا
علـى
طغيـانكم
|
عــن
قتلكـم
إذ
مـا
بكـم
أكفـاءُ
|
أقـذفتم
فـي
البحـر
جمـرة
غيظكم
|
ونفختــــم
هــــل
أنتـــم
عقلاءُ
|
أيــديكم
أوكــت
ومــن
أفـواهكم
|
نفــخ
فــبئس
النفــخ
والإيكــاءُ
|
ســنذيقكم
مـاء
السـيوف
ممازجـا
|
لــدم
الطلــى
فكــأنه
الصـهباءُ
|
قـد
كـان
فـي
حلـم
الأميـر
وصفحه
|
ردع
يظــــن
لمثلكـــم
إغـــراءُ
|
والآن
فــي
بطــش
الأميــر
وبأسـه
|
مــا
يختشــي
الأمــوات
والأحيـاءُ
|
هـذا
أبـو
العبـاس
والملـك
الذي
|
فخــرت
بــه
الخضـراء
والغـبراءُ
|
هــذا
المجـدد
قـد
أعيـد
بحزمـه
|
للــدين
والــدنيا
ســنى
وسـناءُ
|
محيـي
رسـوم
العلـم
بعـد
دروسها
|
ومميــت
مــا
قـد
أحـدث
الأعـداءُ
|
هــذا
المؤيـد
فـي
جنـود
مهابـة
|
عمريــــــة
راياتهـــــا
الآراءُ
|
الحـازم
الفطن
الكمي
الماجد
الس
|
ســفط
الأبــي
المنجــد
المعطـاءُ
|
فرحابــــة
ومهابـــة
وشـــجاعة
|
وفطانــــة
وفراســــة
ودهـــاءُ
|
وشــــجاعة
بســـكينة
وشـــهامة
|
وإغاثــــة
وحمايــــة
ووفـــاءُ
|
أكملــت
جامعهــا
فهــا
تـاريخه
|
هـو
والمقـدم
فـي
الصـنيع
سـواءُ
|
مــن
أخيفيــن
لكـل
نصـف
منهمـا
|
ولمهمــــل
ولمعجــــم
أنبـــاءُ
|
بالنصـف
مـن
رمضـان
نسـق
جامعـا
|
عملا
بــــــبر
ذاك
فهـــــو
علاءُ
|
دم
وارق
واسعد
وانتصر
وافتح
وسد
|
واحكــم
علـى
الأيـام
كيـف
تشـاءُ
|
يـا
أيهـا
الرائي
الغيوب
عواقبا
|
لا
تهتـــــدي
لصــــدورها
الآراءُ
|
أنــى
تفـي
الأقـوال
منـك
بمدحـة
|
ومــتى
تقــوم
بوصــفك
الشـعراءُ
|
إن
المديـــح
مناهـــج
مســلوكة
|
لكــــن
علاك
طريقــــة
عـــذراءُ
|
ولقــد
تضــاءلت
العقـول
بغايـة
|
فــالعي
فيهــا
والفصــيح
سـواءُ
|
وكلـت
إليـك
فلـو
هممـت
بـدفعها
|
شــفعت
لهـا
الخضـراء
والغـبراءُ
|
لا
حــدّ
إلّا
مــا
نـرى
مـن
مجـدكم
|
وَلَقـــد
تحــدّ
فَتــدرك
الأشــياءُ
|