الأبيات 21
أَقبَــلَ فـي بـرد العلا يخطـر فهلّـــل الأَزهـــر وَالمنبَــرُ
بـالأَمسِ قَـد أصـحر ليث الشَرى وَاليَــوم آب الأســد المصـحرُ
أَخلـى مـنَ الزأر عرين العلا ثُـمَّ اِنثَنـى فـي غيلـه يَـزأرُ
ضــرغامة يَخضــَع طوعــاً لـه إِمـا سـطا الضـرغامة القسورُ
يهــدر أَو يرجــع عــن غيّـه كـــلّ أَخــي شقشــقة يهــدرُ
ســَعى وَمــا كـلّ عَميـد سـعى يحمــد فـي مَسـعاهُ أَو يشـكرُ
مَــن ذا تَـرى ينكـر معروفـه مَعروفـه فـي النـاس لا ينكـرُ
لَيــسَ لمــا يجــبره كاســِر كَــذاكَ لا جــبر لمــا يكسـرُ
ذو هِمّــة يفــترّ مـن دونهـا صـرف اللَيـالي وَهـيَ لا تفـترُ
وَعزمـة لَـو قسـمت فـي الوَرى مــا ذكــر الأَبيَــض وَالأَسـمَرُ
اللَــهُ مــا أَكبرهــا همّــة بِجَنبهــــا الأَفلاك تستصـــغرُ
أَعظــم بِــهِ مـن سـيّد ماجـدٍ كـــلّ عَظيــمٍ دونــه يحقــرُ
يكــثر فــي أَفعـاله واحِـداً بهــا يقــلّ العــدد الأَكثَـرُ
هَـذي المَعـالي فأبصرنها وَقل هَــل بعــد هَـذا شـرف يبصـرُ
بــخ بــخ يــا عصـره إِنَّمـا قَــد حســدت بهجتــك الأعصـرُ
أَيّ عَلاء بـــــك لا يَعتَلــــي وَأَيّ فخـــر بـــك لا يفخـــرُ
رد واِصدرن في العزّ فى ظلّ من يَحلـو بِـهِ المـورد وَالمصـدرُ
جـاءَ فشـمنا البشـر في وَجهه يَكـــاد مــن رقّتــه يقطــرُ
يـا أيّهـا القـادِم مـن غيبة أَنـتَ المُنـى تَغيـب أَو تحضـرُ
مــا أَنــتَ إِلّا جبــل عاصــِمٌ يـأوي لـك البـادون وَالحضـرُ
دمـت عَلـى رغـم العدا سالِماً شــانئك اليَــوم هُـوَ الأَبتَـرُ
عبد المحسن الكاظمي
86 قصيدة
1 ديوان

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.

من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.

ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.

ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.

قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.

1935م-
1354هـ-