لمجدي حمى لا ينبت اللؤم روضه
الأبيات 72
لمجـدي حمـى لا ينبـت اللـؤم روضه ولا وطنـت فـي أخمـص اللـؤم أرضـه
فقلــت وفضفاضــي تسلســل حوضــه إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكــــل رداء يرتــــديه جميـــل
ولـي نفـس حـرٍّ تمنـع العين نومها وتعتـاد عمـا يـوجب الـذم صـومها
وليـس الفـتى إلا مـن اعتاد لومها وان هـو لم يحمل على النفس ضيمها
فليــس إلــى حسـن الثنـاء سـبيل
لنـا مـن عـدي مـا نكيـد الاعاديا بـه مـن فخـار أو نفيـد المواليا
فكـم قـائل فـي غيرنـا راح هاذيا وقائلــة مــا بـال أسـرة عاديـا
تنـــازى وفيهـــا قلــة وخمــول
يعــدَّ بــألف مــن شـيوخ وليـدنا أجـل وبمـن تحـت السـموات صـيدنا
ومــن جهلــت أن الانــام عبيـدنا تعيرنـــا أنــا قليــل عديــدنا
فقلــت لهــا ان الكــرام قليــل
لئن نـــزرت أعــدادنا فنزارنــا حبنـا بمـا تحمـي به الجار دارنا
فعــز علـى كـل البرايـا جوارنـا ومــا ضــرنا أنـا قليـل وجارنـا
عزيــز وجــار الاكــثيرين ذليــل
بقايــا سـيوف سـاعد الجـد سـلنا ومـن جفـن عيـن العـز جـرِّد نصلنا
لقـد عـز شـيخ أورث المجـد طفلنا ومـا ذل مـن كـانت بقايـاه مثلنا
شــــباب تســـامى للعلا وكهـــول
نجيــر ثــبيرا مـن ثبـور يضـيره وممــا لــدينا مـن حلـوم نعيـره
كفـى الاوج فخـرا أن نقـول نظيـره لنــا جبــل يحتلــه مــن يجيـره
منيــع يــرد الطــرف وهـو كليـل
أنــوق المعـالي قـد تمهـد وكـره عليــه ونســر الفخـر طـاب مقـره
عقــوق مـن الاعلام مـا شـاع غيـره هـو الابلـق الفـرد الذي سار ذكره
يعــز علــى مــن رامــه ويطــول
قبـاب السـموات العلـى مـن هضابه تعــد ومجــرى نهرهـا مـع شـعابه
فيـــا لأشــم مــع علــو جنــابه رسـا أصـله تحـت الـثرى وسـما به
إلــى النجــم فـرع لاينـال طويـل
سـوانا يعاف القتل في العيش رغبة ويــزداد منـا حيـث نغشـاه رهبـة
أن حليــه الزاهــي نعطــل لبــة وإِنــا لقـوم لا نـرى القتـل سـبة
إذا مـــا رأتــه عــامر وســلول
نحـب المنايـا وهـي تخشـى وصالنا وتكرههــا قــوم تهــاب نزالنــا
فهـا نحـن لا عشـنا ثوى إن أهالنا يقــرَّب حــب المـوت آجالنـا لنـا
وتكرهــــه آجــــالهم فتطــــول
فكــم للعــدا جمـع لتفريـق صـفه دعـى الضـرب منـا الألف صفرا بكفه
وكـم عـاش منـا راغـم أنـف حتفـه ومـا مـات منـا واحـد حتـف أنفـه
ولا طــلَّ منــا حيــث كنــا قتيـل
ونحـن إذا مـا الناب أبدت ضروسنا وضــاحك بالسـيف الثغـور عبوسـنا
كمـا قـد أسـالت مـن لعاب شموسنا تســيل علـى حـد الطبـات نفوسـنا
وليســت علـى غيـر الزبـات تسـيل
نعـم حجـر إسـماعيل قد كان حجرنا وخنــدف كـانت زوج اليـاس ظئرنـا
وإنـا بمـن صـفى لمـن حـج برئنـا صــفونا فلـم نكـدر وأخلـص سـرنا
انـــاث أطــابت حملنــا وفحــول
أقمنــا بأصــلاب الاكــارم أزمنـا وفـي أطهـر الارحـام وقتـا معينـا
وفــي ســبب عـال ومـن سـبب دنـا علونـا إلـى خيـر الظهـور وحطنـا
لــوقت إلــى خيـر البطـون نـزول
غمــائم جــود صـعدت مـن عبابنـا فصـوَّبها صـوب الحيـا مـن سـحابنا
فلا تعتجـب مـن سـيبنا وانصـبابنا فنحـن كمـاء المـزن من في نصابنا
كهـــام ولا فينـــا يعــد بخيــل
بفـــرق ليالينـــا هلال علوَّنـــا غـدا مبـدرا يبني العدا من نمونا
فأعوامنـــا موســـومة بســـموَّنا وأيامنــا مشــهورة فــي عــدونا
لهـــا غـــرر معلومـــة وحجــول
ظــبي وقنـى قـد مزقـت كـل فيلـق وخــاطت مـن الآفـاق سـاقا بمفـرق
فأرماحنــا كـم فرَّجـت ضـيق مـأزق وأســيافنا فــي كـل غـرب ومشـرق
بهــا مـن قـراع الـدارعين فلـول
قبــائل شـتى قـد أبيحـت رجالهـا لنـا والملـوك الصـيد دان قذالها
فنحــن سـيوف اللـه طبعـا خلالهـا معــــوَّدة ان لا تســـلَّ نصـــالها
فتغمـــد حـــتى يســتباح قتيــل
إذا فــاه منـا مصـقع قـلَّ نـولهم بفصــل خطــاب فيـه يبطـل حـولهم
نقــرٍّ إذا شــئنا ونثبــت طـولهم وننكـر إن شـئنا على الناس قولهم
ولا ينكــرون القــول حيــن نقـول
ومواقــدنا مــن فـوق شـمٍّ شـواهق تلـــوح كتيجــان زهــت بمفــارق
فمــا حمــدت قــوم ســوانا بلائق ولا خمــدت نــار لنــا دون طـارق
ولا ذمَّنــا فــي النــازلين نزيـل
لســان لنـا بيـن الملا ولنـا يـد لقــول وفعــل كــل عضــو مؤيــد
كــواكب مجــد نحـن والكـل فرقـد إذا ســـيد منــا خلا قــام ســيد
قــؤل بمــا قــال الكـرام فعـول
تقــاس بنــا هيهـات عـاد وجرهـم ومـا هـم لـدى المقيـاس إلا تـوهم
فـإن كنـت ممـن عنـده الفرق مبهم سـلي إن جهلـت النـاس عنا وعنهمو
فليـــس ســـواء عـــالم وجهــول
زوينــا سـلولا عـن مسـاحة نـومهم فطـار مـع الأرواح عـن سـطح أطمـم
لئن دار قــوم حـول محـور لـومهم فــإن بنـي الـديان قطـب لقـومهم
تـــدور رحـــاهم حــوله وتجــول
عبد الباقي العمري
634 قصيدة
1 ديوان

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي.

شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد.

وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور.

والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:

(بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي).

له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و(نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر)، و(نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و(الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و(أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.

1862م-
1279هـ-