أَلَسْتَ بِجاعِلِي كَبَنِي جُعَيْلٍ

هداك الله: 

القصيدة في عتاب سعيد بن العاصي على إغلاقِ الأبوابِ دون مدحه وفتحها أمام شعراءَ آخرين كـ"كعب بن جعيل التّغلبيّ".

قال: بينا سعد بن العاص-وهو على المدينة مدينة الرسول عليه السلام- يُعشى الناس، فلما فرغ وخفّ النّاس إلاّ حُدَّاثُه، فإذا رجلٌ على البساط، أعرابيّ قبيح الوجه كبيرُ السّن سيئُ الهيئة قال: فانتهى إليه الشّرط ليقيموه، فأبى أن يقوم، وحانت من سعيد التفاته فقال: دعوا الإنسان وخاضوا في الحديث والأشعار، فقال الحطيئة- وهم لا يعرفونه- ما أصبتم جيد الشعر ولا شاعر العرب، فقال سعيد: فهل عندك من ذلك علم؟ 

الأبيات 4
أَلَسـْتَ بِجـاعِلِي كَبَنِـي جُعَيْلٍ هَـداكَ اللـهُ أَوْ كَبَنِي جَنابِ
أَدِبُّ وَراءَ نُقْـدَةَ أَنْ تَرانِـي وَدُونَـكَ بِالْمَدِينَـةِ أَلْفُ بابِ
وَأَحْبِسُ بِالْعَراءِ الْمَحْلِ بَيْتِي وَدُونَـكَ عـازِبٌ صـَخْبُ الذُّبابِ
أُحـاذِرُ إِنْ قَـدَرْتَ عَلَيَّ يَوْماً عِقابَـكَ وَالْأَلِيـمَ مِنَ الْعَذابِ
الحُطيئةُ
125 قصيدة
1 ديوان

الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.

665م-
45هـ-