أجزتكما يا أهل ودي روايتي
الأبيات 36
أجزتكمــا يـا أهـل ودي روايـتي لمـا أنـا مـن علم الحديث أرويه
علـى ذلـك الشـرط الذي بين أهله وفي شرحنا التوضيح تنقيح ما فيه
فأســند إلينـا بالإِجـازة راويـاً لغيـر الـذي منـي سـمعت سـترويه
وإن تَـرْوِ عنـي مـا سـمعت فـاروه بحـدثنا الشـيخ المشـافه من فيه
كــذاك أجزنـا مالنـا مـن مؤلـف إذا كنــت تقريــه وعنـي ترويـه
ألا واعلمـا والعلـم أشـرف مكسـب وقـد صـرتما شمسين في أفق أهليه
بــأن أسـاس العلـم تصـحيح نيـة وأخلاص مــا تخفيـه منـه وتبـديه
وبـذلكما منـه لمـا قـد عرفتمـا وحققتمــا مــن لفظــه ومعـانيه
مع الصبر في تفهيم من ليس فاهماً فكــم طـالب عـد الجلـي كخـافيه
وأوصـيكما بالصـبر والبر والتقى فهـذا الـذي بيـن الأنـام تواصيه
بـه أمرتنـا سورة العصر فاشكروا لمولاكمـا مـا جاكمـا مـن أياديه
وأن تلزمـا فـي الاعتقـاد طريقـة لأســلافنا مـن غيـر جـبر وتشـبيه
فعضـوا عليهـا بالنواجذ واصبروا فقـد فـرق النـاس الكلام بما فيه
ففيـه الـدواهي القـاتلات لأهلهـا وكـم فيـه مـن داء يعـز مـداويه
فكـم مقصـد تحـوي المقاصـد مظلم وكـم موقـف تحـوي المواقف تخزيه
كــذلك الغايــات غايـات بحثهـا شــكوك بلا شـك ومـن غيـر تمـويه
فيـا حبـذا القـرآن كـم من أدلة حواهــا لتوحيــد وعـدل وتنزيـه
فمـا كـان فـي عهد الرسول وصحبه ســـواه دليلاً قـــاهراً لأعــاديه
فلا تأخـــذا إلا مقــالته الــتي تنـادي إلـى دار النعيـم دواعيه
عسـانا نلبي من دعانا إلى الهدى ننـال غـداً مـن ربنـا مـا نرجيه
ومــا خلتمــاه مشــكلاً متشـابهاً فقـولا وكلنـاه إلـى علـم بـاريه
وقـف عند لفظ اللّه والراسخون قل هـو المبتـدأ مـا بعـده خبر فيه
وعنـدي فـي ذا فـوق عشـرين حجـة ولا يسـتطيع النظـم حصـر معـانيه
فقـد ضـل بالتأويـل قـوم جهالـة ويعـرف ذا النقـاد من غير تنبيه
فعطـــل أقـــوام وجســَّم فرقــة وفـاز امـرؤ مـا حام حول مبانيه
أتـى كـل مـا فيه من الأمر تاركاً ومجتنبـــاً إتيـــانه لنــواهيه
وقــد صــير الكشــاف جـل كلامـه مبــاحث تنفــي كـل داء وتشـفيه
وفيـــه ويـــا للّــه دَرُّ كلامــه تعـالى مجـازاً فاحـذر من دواهيه
خــذا واتركــا منـه وكـل مؤلـف كـذلك فيـه مـا يـروج ومـا فيـه
وليـس سـوى الرحمـن يجـذب عبـده إلـى كـل مـا يرضـيه منه ويهديه
أقيمـا علـى بـاب الإِلـه وداومـا علـى قرعـه فهـو المجيـب لداعيه
ودونكمـا نصـحاً أتـى فـي إجـازة ودأبـي نشـر العلم مع نصح أهليه
ولا تنســياني مـن دعائكمـا عسـى عسـى دعـوة تشـفى الفؤاد وتحييه
وتهـدي إلـى حسـن الختـام فـإنه مُنَـائى الـذي أدعـو بـه وأرجيـه
وأحمــد ربــي كــل حمـد مصـلياً علــى أحمـد والآل أقمـار نـاديه
ورضِّ علــى أصــحاب أحمـد متبعـاً لتــابعه أهــل الحـديث وراويـه
الأمير الصنعاني
434 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.

مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.

أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.

من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.

وله (ديوان شعر - ط).

1768م-
1182هـ-