خلعت ردا التشبيب عن منكب الفكر
الأبيات 33
خلعـت ردا التشبيب عن منكب الفكر فقـد أخـذ الشيب الشبيبة من عمري
ولمـا رأيـت النسـر عز ابن دايرة وعشـعش فـي وكريـه جـاش لـه صدري
وجاوزتهــا ســبعاً وســبعين حجـة فقـد بيضـت شـعري وقـد سودت شعري
فأصــبح فحمــاً فـي رمـاد تفكـري وأضـحت أكـف الـذاريات لـه تـذري
ومـن صـحب الـدنيا رأى كـل عِبْـرَةٍ وفـي نفسـه يلقـى الْعُجَابَ من الأمر
سـهرت ومـا بـي علـة تمنـع الكرى وصـرت غريبـاً بيـن أهلي وفي قطري
إذا مـا لقيت الناس لم أدر من هُمُ لأنهــم أبنــاء أبنــاء مـنْ أدري
وهــم إن أرادوا أنكرونـي كـأنهم يقولـون هـذا جـاء مـن هَرَمَـيْ مِصْرِ
ومـا الشـعر إلا للشـبيبة والصـبا ومـن بعـد ذا مـا للشـيوخ وللشعر
ومـا الشـعر إلا كالغواني إذا رأت بشـعرك شـيباً لـم تزرك إلى الحشر
أمـن بعـد نـثر الشيب نظم شبيبتي أتـوق إلـى نظـم القريض أو النثر
ولا أرتضــي للشــيب ذمــاً فــإنه وقـار وفيـه الاعتبـار لمـن يـدري
ســلوت بـه عـن كـل غيـدا وأغْيَـدٍ فلا أشــتكي هجــراً لشـمس ولا بـدر
ولكــنَّ أبياتــاً ســَبَتْنِي كأنهــا عيـون المهـا بين الرصافة والجسر
إذا ارتشــفت مـن كأسـهن مسـامعي جلبـن الهوى من حيث أدري ولا أدري
تــذكرني عهـد الشـباب ولـم أكـن نســيت لكـن زدت جمـراً علـى جمـر
حبيبي أبِنْ لي ما الذي قد بعثت لي هـو الشعر أم نوعاً بعثت من السحر
أم الزهـر أم زهـر الرياض بعثتها فهـا هي تروي لي عن الزهر والزهر
فيـا ابـن علـي قـد علـوت وحبـذا فإنـك مـن قـوم لهـم رفعـة القدر
ملــوك وفــي كــل الفنـون أئمـة فـذكرهم قـد سـار في البر والبحر
فقـد سـبقوا السـباق فـي كل غاية فأوصــافهم فـي كـل ناحيـة تسـري
ســقى جـدثا قـد ضـمهم كـل ديمـة مـن الـروح والريحـان طيبة النشر
ومـا مـات مـن أبقـاك تحيي مآثراً لهـم وترينا وصف من حلَّى في القبر
لــه خلـق كـالروض بـاكره الحيـا فيفـتر منـه ضـاحكاً باسـم الثغـر
إذا جئتــه لاقـاك بالبشـر ضـاحكاً كأنـك تعطيـه الـذي أنـت تسـتقري
لـــه فطنـــة وقـــادة فكـــأنه رى مـا يراه الناس بالعين بالفكر
ويغشــاه طلاب القــراءة والقــرى فيقـري علـى كـل المعاني من يقري
تبــارك معطيــك الكمــال وإننـي أعيـذك بالسـبع المثـاني وبالذكر
وعـذراً إذا كـان الجـواب كما ترى وإنـي بالحصـباء أكـافي عـن الدُّرِّ
وأعجــب منــه أن فُلْــكَ قصــيدتي جـرى بـي فـي بحـر سوى ذلك البحر
ولـم يجر في البحر الذي قد ركبته خشـى غرقـاً إن كان في بحركم بحري
فإنـــك ربــان البحــور وإننــي إذا كنـت رُبانـاً ففي شاطىء البحر
ودم باقيـــاً فــي عــزة وســلامة تفـوز بمـا تهـوى إلـى آخر العمر
الأمير الصنعاني
434 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.

مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.

أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.

من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.

وله (ديوان شعر - ط).

1768م-
1182هـ-