وعَدْتَ الذي يدعو وها أنا سيّدي
الأبيات 16
وعَـدْتَ الذي يدعو وها أنا سيّدي دعوتُــك مضــطرّاً وأنــتَ سـميعُ
وحقّقـتُ يأسـي مِـنْ سـواك لفقره وجئتُــك محتاجــاً فكيـف أضـيعُ
ونــاديتُ والآمــال فيـكَ قويّـةٌ وقَلْبِـيَ مـن ضـرب الـذّنوب وجيعُ
وفـي عَمَلِـي سـُقْمٌ وعِلْمـيَ شـهوةٌ وفـي الصـّدر رَوْعٌ للحسـاب مَرُوعُ
أَتُطْرِدُنِـي عـن بـاب فضـلك سيّدي وروضـك للعـافي الفقيـرِ مَريـعُ
وكيـف يُـرى ظنّـي لـديك مخيّبـا وعنـدي علـى طـردي إليـك رجوعُ
وهـل لِـيَ مـن مولى سواك أرومُه تَعَـالَيْتَ وَصـْلِي مـن سـواك قطيع
وأيُّ نَــوالٍ غَيْـرَ فَضـْلِكَ يُرْتَجَـى وأيّ حِمـــىً إلاّ حِمَـــاكَ منيــع
لئن حَجَبَتْنِــي عـن نَوَالِـكَ زَلَّـةٌ تَلَظَّــتْ لهـا منّـي حشـىً وضـلوعُ
وأَخْلَـدَني منهـا إلى الأرض شهوةٌ وَقَهْقَرَنــي وَجْــدٌ بهــا ووُلـوعُ
فمـا بِيَـدي حَـوْلٌ ولا لِـيَ حيلـةٌ سـوى أنّنـي نحـو الـدّعاء سريع
بإذنِــكَ تـوفيقي وفضـلُك واسـعٌ إذا لــم تُـوَفِّقْنِي فكيـف أطيـع
أُســَوِّفُ بــالإقلاع قلبـاً مقلّبـاً وعَــالَمُ حِلْـمٍ منـك فيـك طمـوعُ
وقـد صـَدَّنِي عـن ذاك قلـبٌ مُغَفَّلٌ لـه كُـلَّ يـوم فـي هـواه وُقـوعُ
عَسَى أَثَرُ العِصْيَان بالذّنب يمتحي وللّـه فـي أهـل الرّجـاء صـنيعُ
فكـم سـَعَةٍ وافـت علـى حين شدّةٍ وقـد يُرْتَجَـى بعـد الغروب طُلُوعُ
إبراهيم الرياحي
128 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي

أبو إسحاق.

فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها.

له رسائل وخطب جمع أكثرها في كتاب سمي (تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي - ط).

من كتبه (ديوان خطب منبرية)، و(حاشية على الفاكهي)، و(التحفة الإلهية -خ) نظم الأجرومية بدار الكتب، وله نظم في (ديوان - خ).

1850م-
1266هـ-