أصوتُ ساجعةٍ من منطقٍ عذبٍ
الأبيات 28
أصــوتُ ســاجعةٍ مــن منطــقٍ عـذبٍ شـوقاً إلى الإلفِ قد غنَّت على القضبِ
أم طيـب غانيـةٍ في الروضِ قد نفحتْ أم نــثرُ غانيــةٍ مـن عنـبرٍ رطـبِ
أم فتــحُ قنديـةَ الزاهـي بشـائرهُ مـرَّتْ علـى البانِ تمشي مشيةَ الخببِ
للَّـهِ فتـحٌ شـريفُ القـدرِ قـد جنحتْ مـن طيـبِ أخبـارهِ الورقـاءُ للطربِ
وأصــبحَ الــدَّهرُ مسـروراً ببهجتـهِ يفــترُّ عـن لؤلـؤٍ مـن مبسـمٍ شـنبِ
هـذا هو النصرُ والفتحُ المبين وما أضـحى بـه السيفُ يعلو رتبةَ الشهبِ
قـد طبَّـقَ الأرضَ مولانـا الوزيرُ على محـاربِ الدين دينِ المصطفى العربي
حكـى رضـاباً بـدا فـي ثغرِ ذي شنبٍ مــذ لاحَ فــوقَ عقيــقٍ ضـمنهُ حبـبُ
شـهدٌ أضـيفَ لمـاء الـوردِ فـي قدحٍ لــه شـعاعٌ إلـى اليـاقوتِ ينتسـبُ
فقلــتُ مبتسـماً والقلـبُ فـي قلـقٍ لقــد حكيــتَ ولكـنْ فاتـك الشـنبُ
أثــارَ نقعــاً وأردى كــلَّ طاغيـةٍ مــن العلــوجِ ذوي الأزلامِ والنُّصـبِ
وأضـرمَ الحـربَ بالبأسِ الشديدِ ولم يـرضَ بمـا بـذلَ الأعـداءُ مـن ذهـبِ
فسـلَّموا القلعةَ العذراءَ مذ أيسوا مـن الحيـاةِ وقـد ماتوا من الرهبِ
والنصـرُ بالفتـحِ قـد وافتْ بشائِرُهُ بجلــقٍ وكُفينــا البـأسَ فـي رجـبِ
ويـح النصـارى بمـا قد حلَّ ساحتَهم مـن النكـالِ الذي أفضى إلى العطبِ
لـم تغـنِ رُهبانُهم عنهم وقد وفدوا علـى الكنـائسِ فـي صـوبٍ من الوصبِ
لهـم ضـجيجٌ إلـى الصلبان لا رحموا هـل يسـمعُ الصـوتَ تمثالٌ من الخشبِ
ولا الكنــائسُ فيمـا نـالهم أبـداً ولا الســجودُ لأصــنامٍ علـى الـتربِ
ولا القمامـةُ بيـتُ الشرك مذ وقَدوا مجـامرَ العـودِ فيهـا موضـع الحطبِ
كلا ولا النــارُ مـن قلفونـةٍ صـعدتْ إلـى القناديل تطفي النارَ باللهبِ
والفصحُ والذبحُ والصومُ اللعينُ ولا عيـدُ الغطـاسِ ليالي البردِ والسحبِ
كـم راحَ يحسـبُ في التقويم كاهنُهم ويجمـعُ الـرأس أحيانـاً إلى الذنبِ
يقـوم النجـمَ مـن تسـديس طـالعِهم يلقــاهُ منعكسـاً فـي بـرجِ منقلـبِ
وبــاتَ يحسـو مـداماً وهـو معتكـفٌ يَظنُّهــا قربــةً مـن أعظـمِ القـربِ
كـم أنبـأتُهمْ بنيـلِ القصـدِ كتبهُم كـم بشـّرَتهمْ بمـا يبغـونَ مـن أربِ
فصـدَّقَ القـومُ بـالكتبِ الـتي بُدلتْ وحـاربوا اللَّـهَ مغروريـنَ بالكـذبِ
وجـادلوا الدينَ ظلماً بالذي وضعوا وبـدَّلوا الجـد وهـو الحـقُّ باللعبِ
والحـقُّ سـيفٌ بـذا التاريخِ أهلكَهمْ والسـيفُ أصـدقُ أنبـاءً مـن الكتـبِ
عبد الرحمن الموصلي
90 قصيدة
1 ديوان

عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الفضل الموصلي الشيباني الكوكباني القادري الصوفي.

شيخ شاعر، وأستاذ بليغ، أحد أشهر المشايخ الواعظين ، ومن أعيان الصوفية بدمشق ولد في دمشق في حي الميدان، ألف وطلب العلم ومهر وساد وأقبل على مطالعة الدواوين الشعرية وله فيها نظم حسن كثير وديوان متداول مشهور.

وقد توفي إلى رحمه الله يوم الجمعة الواقع 14 من محرم سنة 1118ه‍.

له (ديوان شعر -ط).

1706م-
1118هـ-