القصيدة في تهنئة كافور الإخشيدي بمقتل شبيب بن جرير العُقَيلي سنة (348هـ) وفي النقاد من يرى أن القصيدة في ظاهرها تهنئة لكافور وفي باطنها رثاء لشبيب. ومنهم المرحوم علي الجارم في كتابه (الشاعر الطموح) بل ذهب الشيخ حسام زاده (ت1281هـ) في كتابه (قلب الكافوريات) إلى أن القصيدة في هجاء كافور، ونقل فيه عن أبي العلاء المعري هذا الرأي في شرح البيت الأول قال: (وقال يذكر خروج العُقَيْلي ومخالفته لكافور ومسيره إلى دمشق وكونه مقتولاً هناك. وطلب الأسود أَبا الطيب ذكره فقال وأَنشدها يوم السبت لست خلَوْنَ من جُمادى الآخرة سنة ثمانٍ وأَربعين وثلاثمائة.
عَدُوُّكَ مَذْمُومُ بِكُلَّ لِسانِ ولو كانَ من أَعدائِك القَمَران
قال المعري: (وقد صرف هذا المعنى إلى الذم كأَنه قال: أَنت ساقط رذل ومن كان كذلك لا يعاديه إلى مثله، فلو عاداك القمران لكانا مذمومين لمشاحتهما إياك). هذا ظاهر لا شكَّ فيه وقد وقع لي التوارد في هذا المعنى قبل أَن أَراه. والقرينة فيه وفي أمثاله أَنَّ مِن دأْبِه في الكافوريات اختراع مضامين أَبياته من الظلمة والنور والسَّواد والبياض، ثم لا يبعد أَن يريد بالقمرين الفاتك والشبيب لذلك المعنى أَيضاً.
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
القطعة ليست من شعر المتنبي هي مما تمثل به في القصة المشهورة مع سيف الدولة وقد ضمها الناس قديما إلى ديوان المتنبي انظر في ذلك (ديوان المتنبي دار بيروت للطباعة والنشر 1403هـ/1983م