أتت ليلى لوالدها

القصيدة أول قصائد ديوان مع الغرباء ص 17

(أذيعت من القدس سنة 1953) وهي رباعيات مختلفة القوافي من بحر الهزج

وقدم لها بقوله:

الأبيات 64
أتــت ليلـى لوالـدها وفــي أحـداقها ألـم
وفــي أحشـائها نـار مــن الأشـواق تضـطرم
وقـد غـامت بعينيهـا .طيـوف هزهـا السـقم
وقـد نام البريج أسى فلا صــــوت ولا نغـــم
أتـت ليلـى لوالـدها وقـد أهـوى بـه الهرم
وقـالت وهـي فـي لهف بهـــا الآلام تحتـــدم
لمـاذا نحـن يـا أبتي .لمـاذا نحـن أغـراب
أليس لنا بهذا الكون .أصـــحاب وأحبـــاب
أليـــس لنـــا أخلاء .أليــس لنـا أحبـاء
لمـاذانحن يـا أبـتي لمــاذا نحــن أغـراب
يمر العام إثر العام يــا أبـتي بلا جـدوى
فلا أمـــل ولا بشــرى ولا نجــوى ولا ســلوى
ســوى الآلام والشــجن سـوى الأحـزان والمحن
سـوى صـوت مـن الأقـدا ر يهتـف دائمـا وطني
لمـاذا نحـن يا أبتي لمــاذا نحـن أغـراب
لمـاذا نحـن فـي سقم وفـي بـؤس وفـي فقـر
نظــل نـتيه جـوّابين مــن قطـر الـى قطـر
أمـا كـانت لنـا أرض بهــا الآمــال تخضـرُّ
وفيهـا ترقـص البشرى ويشـدو فوقهـا الطير
أمـا كـان لنـا وطـن يسـبّح باسـمه الزمـن
لمـاذا نحـن يا أبتي لمــاذا نحـن أغـراب
أليسـت أرضـنا الخضرا ء ذات المنهـل العـذب
وذات الحلــم الحلـو الــذي أشـرق بـالحب
لمـاذا نحـن لا نـزرع أحـــرارا بأيــدينا
ونأكـل خيـر موطننـا ونعطيـــه ويعطينـــا
لمـا نحـن لا نسـقيه مــن جهــد ويســقينا
لمـاذا نحـن يا أبتي لمــاذا نحــن أغـراب
لماذا نحن في الخيمة فـي الحـرِّ وفـي البرد
ألا نرجــــع للـــبيت وللحقــــل وللمجـــد
لمـاذا نحن في الألم وفي الجوع وفي السقم
وفي البؤس وفي النقم ...
لمـاذا نحـن يا أبتي لمــاذا نحــن أغـراب
سـألتك أمـس عـن أمي الـتي ذهبت ولم ترجع
سـألت وخـافقي يشـكو سـألت ومقلـتي تـدمع
وأنت مغلغل في الصمت لا تحكـــي ولا تســمع
ويمعـن يـا أبي صمتك ولا ينقـــذني صـــوتك
فأصـرخ يا أبي قل لي لمــاذا نحـن أغـراب
ســألتك منــذ أيـام سـألتك عـن أخي أحمد
وكـدت تزيـح عـن عينيّ ذاك الخــاطر الأسـود
وكـدت تقول لي: قد ما ت يا ليلى قد استشهد
ولكنــك لــم تفعــل لمـاذا أنـت لم تفعل
لمـاذا نحـن يا أبتي لمــاذا نحـن أغـراب
أتـذكر يـا أبي سلوى لقــد أبصــرتها أمـس
تلـجّ شـريدة فـي الدر ب فـي حـزن وفـي بؤس
لقــد بـدّلها السـقم مـع الأيـام يـا أبتي
فهــذي غيرهــا لاشــك هــذى غيــر صــاحبتي
عيــون فيضــها ألـم وجســـم كلــه ســقم
لمـاذا نحـن يا أبتي لمــاذا نحـن أغـراب
أبـي قل لي بحق الله هـل نـأتي الـى يافا
فـإن خيالها المحبوب فـي عينـي قـد طافـا
أنــــدخلها أعـــزاء برغـم الـدهر أشرافا
أأدخـل غرفـتي قل لي أأدخلهـــا بــأحلامي
وألقاهــا وتلقــاني وتسـمع وقـع أقـدامي
أأدخلهـا بهذا القلب هـذا المـدنف الظامى
أبي لو أن لي كالطير أجنحـــة لتحملنـــي
لطـرت بلهفـة رعنـاء مــن شـوق الـى وطنـي
ولكنـــي مـــن الأرض تظــل الأرض تجــذبني
وترعــش دمعــة حـرّى وتــدفق خلفهـا دمعـه
وترعـد صـرخة ابنتـه وتطرق في الدجى سمعه
فيصــرخ سـوف نرجعـه سـنرجعه لـك الوطنـا
فلـن نرضـى لـه بـدلا ولـن نرضـى لـه ثمنا
ولــن يقتلنــا جـوع .ولــن يرهقنـا فقـر
لنــا أمـل سـيدفعنا إذا مـا لـوح الثـأر
فصبراً يا ابنتي صبرا غـداة غـد لنا النصر
هارون هاشم رشيد
12 قصيدة
1 ديوان

هارون هاشم رشيد : من كبار شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين مولده في حارة الزيتون بمدينة غزة سنة 1927م وكان حامل لواء ما عرف بشعراء النكبة وكان يشغل منصب مندوب فلسطين المناوب بجامعة الدول العربية وتوفي يوم 27 يوليو تموز عام 2020 أصدر طوال حياته الشعرية عشرين ديوانا هي

عودة الغرباء (بيروت، 1956م).

غزة في خط النار (بيروت، 1957م).

أرض الثورات ملحمة شعرية (بيروت، 1958م).

حتى يعود شعبنا (بيروت، 1965م).

سفينة الغضب (الكويت، 1968م).

رسالتان (القاهرة، 1969م).

رحلة العاصفة (القاهرة، 1969م).

فدائيون (عمّان، 1970م).

مزامير الأرض والدم (بيروت، 1970م).

السؤال - مسرحية شعرية (القاهرة، 1971م).

الرجوع (بيروت، 1977م).

مفكرة عاشق (تونس، 1980م).

المجموعة الشعرية الكاملة (بيروت، 1981م).

يوميات الصمود والحزن (تونس، 1983م).

النقش في الظلام (عمان، 1984م).

المزّة - غزة (1988م).

عصافير الشوك / مسرحية شعرية (القاهرة، 1990م).

ثورة الحجارة (تونس، 1991م).

طيور الجنة (عمان، 1998م).

وردة على جبين القدس (القاهرة، 1998م).

جذور أعماله الروائية: 

سنوات العذاب (القاهرة، 1970م).

2020م-
1441هـ-

قصائد أخرى لهارون هاشم رشيد

هارون هاشم رشيد
هارون هاشم رشيد

سنرجع مرة أخرى     

هارون هاشم رشيد
هارون هاشم رشيد

القصيدة العاشرة من ديوان مع الغرباء ص74

هارون هاشم رشيد
هارون هاشم رشيد

القصيدة التاسعة من ديوان مع الغرباء ص 71

هارون هاشم رشيد
هارون هاشم رشيد

القصيدة الثامنة من ديوان مع الغرباء ص 67