تولُستويُ تُجري آيَةُ العِلمِ دَمعَها

الشوقيات 3/87 ومجلة سركيس اول يناير 1911 والهلال اول يناير 1911

ديوان شوقي للدكتور أحمد الحوفي ج 2 ص463 بعنوان ( تولستوي).

والقصيدة من رثاء أحمد شوقي في تولستوي:.

الأبيات 53
تولُسـتويُ تُجـري آيَـةُ العِلمِ دَمعَها عَلَيـــكَ وَيَبكـــي بــائِسٌ وَفَقيــرُ
وَشــَعبٌ ضــَعيفُ الرُكـنِ زالَ نَصـيرُهُ وَمــا كُــلُّ يَــومٍ لِلضــَعيفِ نَصـيرُ
وَيَنـــدُبُ فَلّاحــونَ أَنــتَ مَنــارُهُم وَأَنـــتَ ســـِراجٌ غَيَّبـــوهُ مُنيــرُ
يُعـانونَ فـي الأَكـواخِ ظُلمـاً وَظُلمَةً وَلا يَملُكــونَ البَــثَّ وَهــوَ يَســيرُ
تَطــوفُ كَعيسـى بِالحَنـانِ وَبِالرِضـى عَلَيهِــم وَتَغشــى دورَهُــم وَتَــزورُ
وَيَأسـى عَلَيـكَ الـدينُ إِذ لَـكَ لُبُّـهُ وَلِلخـــادِمينَ النـــاقِمينَ قُشــورُ
أَيَكفُــرُ بِالإِنجيـلِ مَـن تِلـكَ كُتبُـهُ أَناجيـــلُ مِنهــا مُنــذِرٌ وَبَشــيرُ
وَيَبكيــكَ إِلـفٌ فَـوقَ لَيلـى نَدامَـةً غَـــداةَ مَشــى بِالعــامِرِيِّ ســَريرُ
تَنـــاوَلَ ناعيـــكَ البِلادَ كَـــأَنَّهُ يَــراعٌ لَــهُ فــي راحَتَيــكَ صـَريرُ
وَقيـلَ تَـوَلّى الشَيخُ في الأَرضِ هائِماً وَقيــلَ بِــدَيرِ الراهِبــاتِ أَســيرُ
وَقيـلَ قَضـى لَـم يُغـنِ عَنـهُ طَـبيبُهُ وَلِلطِــبِّ مَــن بَطـشِ القَضـاءِ عَـذيرُ
إِذ أَنـتَ جـاوَرتَ المَعَـرِّيَّ في الثَرى وَجــاوَرِ رَضـوى فـي التُـرابِ ثَـبيرُ
وَأَقبَــلَ جَمــعُ الخالِـدينَ عَلَيكُمـا وَغــالى بِمِقــدارِ النَظيــرِ نَظيـرُ
جَمــاجِمُ تَحــتَ الأَرضِ عَطَّرَهــا شـَذىً جَنـــاهُنَّ مِســـكٌ فَوقَهــا وَعَــبيرُ
بِهِــنَّ يُبـاهي بَطـنُ حَـوّاءَ وَاِحتَـوى عَلَيهُــنَّ بَطــنُ الأَرضِ وَهــوَ فَخــورُ
فَقُـل يا حَكيمَ الدَهرِ حَدِّث عَنِ البِلى فَـــأَنتَ عَليـــمٌ بِــالأُمورِ خَــبيرُ
أَحَطـتَ مِـنَ المَـوتى قَـديماً وَحادِثاً بِمــا لَــم يُحَصــِّل مُنكِــرٌ وَنَكيـرُ
طَوانـا الَّـذي يَطوي السَمَواتِ في غَدٍ وَيَنشــُرُ بَعــدَ الطَــيِّ وَهـوَ قَـديرُ
تَقـادَمَ عَهـدانا عَلى المَوتِ وَاِستَوى طَويــلُ زَمــانٍ فـي البِلـى وَقَصـيرُ
كَـأَن لَـم تَضـِق بِـالأَمسِ عِنّـى كَنيسَةٌ وَلَــم يُــؤوِني دَيــرٌ هُنـاكَ طَهـورُ
أَرى راحَـةً بَيـنَ الجَنـادِلِ وَالحَصـى وَكُـــلُّ فِـــراشٍ قَــد أَراحَ وَثيــرُ
نَظَرنــا بِنـورِ المَـوتِ كُـلَّ حَقيقَـةٍ وَكُنّــا كِلانــا فـي الحَيـاةِ ضـَريرُ
إِلَيــكَ اِعتِرافــي لا لِقَــسٍَّ وَكـاهِنٍ وَنَجــوايَ بَعــدَ اللَـهِ وَهـوَ غَفـورُ
فَزُهـدُكَ لَـم يُنكِـرهُ فـي الأَرضِ عارِفٌ وَلا مُتَعــالٍ فــي الســَماءِ كَــبيرُ
بَيــانٌ يُشــَمُّ الـوَحيُ مِـن نَفَحـاتِهِ وَعِلـــمٌ كَعِلــمِ الأَنبِيــاءِ غَزيــرُ
ســَلَكتُ سـَبيلَ المُـترَفينَ وَلَـذَّ لـي بَنـــونَ وَمــالٌ وَالحَيــاةُ غُــرورُ
أَداةُ شـِتائي الـدِفءُ فـي ظِـلِّ شاهِقٍ وَعُـــدَّةُ صـــَيفي جَنَّـــةٌ وَغَـــديرُ
وَمُتِّعــتُ بِالــدُنيا ثَمــانينَ حِجَّـةً وَنَضـــَّرَ أَيّـــامي غِنـــىً وَحُبــورُ
وَذِكـرٌ كَضـَوءِ الشـَمسِ فـي كُـلِّ بَلدَةٍ وَلا حَــظَّ مِثــلُ الشـَمسِ حيـنَ تَسـيرُ
فَمــا راعَنــي إِلّا عَـذارى أَجَرنَنـي وَرُبَّ ضــــَعيفٍ تَحتَمــــي فَيُجيـــرُ
أَرَدتُ جِــوارَ اللَـهِ وَالعُمـرُ مُنقَـضٍ وَجــاوَرتُهُ فـي العُمـرِ وَهـوَ نَضـيرُ
صــِباً وَنَعيــمٌ بَيــنَ أَهـلٍ وَمَـوطِنٍ وَلَـــذّاتُ دُنيــا كُــلُّ ذاكَ نَــزورُ
بِهِـنَّ وَمـا يَـدرينَ مـا الذَنبُ خَشيَةٌ وَمِــن عَجَــبٍ تَخشــى الخَطيئَةَ حـورُ
أَوانِـسُ فـي داجٍ مِـنَ اللَيـلِ مـوحِشٍ وَلِلَّــهِ أُنــسٌ فــي القُلـوبِ وَنـورُ
وَأَشــبَهُ طُهـرٍ فـي النِسـاءِ بِمَريَـمٍ فَتــاةٌ عَلــى نَهـجِ المَسـيحِ تَسـيرُ
تُسـائِلُني هَـل غَيَّـرَ النـاسُ ما بِهِم وَهَــل حَــدَثَت غَيــرَ الأُمـورِ أُمـورُ
وَهَـل آثَـرَ الإِحسـانَ وَالرِفـقَ عـالَمٌ دَواعــي الأَذى وَالشــَرِّ فيـهِ كَـثيرُ
وَهَـل سـَلَكوا سـُبلَ المَحَبَّـةِ بَينَهُـم كَمـــا يَتَصـــافى أُســرَةٌ وَعَشــيرُ
وَهَـل آنَ مِـن أَهـلِ الكِتـابِ تَسـامُحٌ خَليـــقٌ بِــآدابِ الكِتــابِ جَــديرُ
وَهَـل عالَـجَ الأَحيـاءُ بُؤسـاً وَشـِقوَةً وَقَـــلَّ فَســـادٌ بَينَهُـــم وَشــُرورُ
قُـمِ اِنظُـر وَأَنتَ المالِئُ الأَرضَ حِكمَةً أَأَجــدى نَظيــمٌ أَم أَفــادَ نَــثيرُ
أُنـاسٌ كَمـا تَـدري وَدُنيـا بِحالِهـا وَدَهـــرٌ رَخِـــيٌّ تـــارَةً وَعَســـيرُ
وَأَحـــوالُ خَلـــقٍ غــابِرٍ مُتَجَــدِّدٍ تَشــــابَهَ فيهــــا أَوَّلٌ وَأَخيـــرُ
تَمُــرُّ تِباعـاً فـي الحَيـاةِ كَأَنَّهـا مَلاعِـــبُ لا تُرخـــى لَهُـــنَّ ســُتورُ
وَحِـرصٌ عَلـى الدُنيا وَمَيلٌ مَعَ الهَوى وَغِــشٌّ وَإِفــكٌ فــي الحَيــاةِ وَزورُ
وَقـامَ مَقـامَ الفَـردِ فـي كُـلِّ أُمَّـةٍ عَلــى الحُكــمِ جَــمٌّ يَسـتَبِدُّ غَفيـرُ
وَحُــوِّرَ قَـولُ النـاسِ مَـولىً وَعَبـدُهُ إِلـــى قَــولِهِم مُســتَأجِرٌ وَأَجيــرُ
وَأَضحى نُفوذُ المالِ لا أَمرَ في الوَرى وَلا نَهـــيَ إِلّا مــا يَــرى وَيُشــيرُ
تُســـاسُ حُكومـــاتٌ بِــهِ وَمَمالِــكٌ وَيُـــذعِنُ أَقيـــالٌ لَـــهُ وَصــُدورُ
وَعَصــرٌ بَنــوهُ فـي السـِلاحِ وَحِرصـُهُ عَلــى السـِلمِ يُجـري ذِكـرَهُ وَيُـديرُ
وَمِــن عَجَــبٍ فـي ظِلِّهـا وَهـوَ وارِفٌ يُصـــادِفُ شـــَعباً آمِنــاً فَيُغيــرُ
وَيَأخُــذُ مِـن قـوتِ الفَقيـرِ وَكَسـبِهِ وَيُــؤوي جُيوشــاً كَالحَصــى وَيَميـرُ
وَلَمّـا اِسـتَقَلَّ البَـرَّ وَالبَحرَ مَذهَباً تَعَلَّـــقَ أَســبابَ الســَماءِ يَطيــرُ
أحمد شوقي
846 قصيدة
5 ديوان

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932

1932م-
1351هـ-

قصائد أخرى لأحمد شوقي

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة لم نقف عليها في الشوقيات وهي متداولية في الكثير من المواقع المعنية بأخبار مي زيادة وأردها الأستاذ خالد القشطيني في مقالة له منشورة على الشبكة بعنوان الشعراء في إخوانياتهم قال:

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة كما ورد في مقدمة الديوان إحدى مسرحيات شوقي وسماها "شريعة الغاب" موضوعها انتشار الطاعون في الغاب وكيف تعامل الحيوانات مع الطاعون

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تعالي نعش يا ليل في ظل قفرةٍ

أحمد شوقي
أحمد شوقي

أبثك وجدي: غناء طلال الملاح، لحن تراثي