أَلَم يَأنِ تَركي لا عَلَيَّ وَلا لِيا
الأبيات 21
أَلَــم يَـأنِ تَركـي لا عَلَـيَّ وَلا لِيـا وَعَزمـي عَلـى مـا فيـهِ إِصلاحُ حالِيا
وَقَـد نـالَ مِنّي الشَيبُ وَاِبيَضَّ مَفرِقي وَغـالَت سـَوادي شـُهبَةٌ فـي قَـذالِيا
وَحـالَت بِـيَ الحـالاتُ عَمّـا عَهِـدتُها بِكَـرِّ اللَيـالي وَاللَيـالي كَما هِيا
أُصــَوِّتُ بِالــدُنيا وَلَيسـَت تُجيبُنـي أُحــاوِلُ أَن أَبقــى وَكَيـفَ بَقائِيـا
وَمــا تَــبرَحُ الأَيّـامُ تَحـذِفُ مُـدَّتي بِعَـــدِّ حِســـابٍ لا كَعَــدِّ حِســابِيا
لِتَمحُـــوَ آثــاري وَتُخلِــقَ جِــدَّتي وَتُخلِــيَ مِـن رَبعـي بِكُـرهٍ مَكانِيـا
كَمــا فَعَلَــت قَبلـي بِطَسـمٍ وَجُرهُـمٍ وَآلِ ثَمــودٍ بَعـدَ عـادِ بـنِ عادِيـا
وَأَبقـى صـَريعاً بَيـنَ أَهلـي جَنـازَةً وَيَحـوي ذَوو الميـراثِ خـالِصَ مالِيا
أَقـولُ لِنَفسـي حيـنَ مـالَت بِصـَغوِها إِلــى خَطَــراتٍ قَـد نَتَجـنَ أَمانِيـا
هَـبيني مِـنَ الـدُنيا ظَفِـرتُ بِكُلِّ ما تَمَنَّيــتُ أَو أُعطيــتُ فَـوقَ أَمانِيـا
أَلَيـسَ اللَيـالي غاصـِباتي بِمُهجَـتي كَمـا غَصـَبَت قَبلي القُرونَ الخَوالِيا
وَمُســكِنَتي لَحـداً لَـدى حُفـرَةٍ بِهـا يَطـولُ إِلـى أُخـرى اللَيالي ثَوائِيا
كَمـا أَسـكَنَت سـاماً وَحامـاً وَيافِثاً وَنوحــاً وَمَـن أَضـحى بِمَكَّـةَ ثاوِيـا
فَقَــد أَنِسـَت بِـالمَوتِ نَفسـي لِأَنَّنـي رَأَيــتُ المَنايـا يَختَرِمـنَ حَياتِيـا
فَيـا لَيتَنـي مِـن بَعدِ مَوتي وَمَبعَثي أَكــونُ رُفاتــاً لا عَلَــيَّ وَلا لِيــا
أَخــافُ إِلَهــي ثُــمَّ أَرجـو نَـوالَهُ وَلَكِـــنَّ خَــوفي قــاهِرٌ لِرَجائِيــا
وَلَـولا رَجـائي وَاِتِّكـالي عَلـى الَّذي تَوَحَّــدَ لــي بِالصـُنعِ كَهلاً وَناشـِيا
لَمـا سـاغَ لـي عَذبٌ مِنَ الماءِ بارِدٌ وَلا طـابَ لـي عَيـشٌ وَلا زِلـتُ باكِيـا
عَلـى إِثـرِ مـا قَـد كانَ مِنّي صَبابَةً لَيــالِيَ فيهــا كُنـتُ لِلَّـهِ عاصـِيا
فَــإِنّي جَــديرٌ أَن أَخــافَ وَأَتَّقــي وَإِن كُنتُ لَم أُشرِك بِذي العَرشِ ثانِيا
وَأَدَّخِــرَ التَقــوى بِمَجهـودِ طـاقَتي وَأَركَــبَ فــي رُشــدي خِلافَ هَوائِيـا
أَبو تَمّام
486 قصيدة
1 ديوان

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.

أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،

كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.

في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.

وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.

وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.

845م-
231هـ-

قصائد أخرى لأَبو تَمّام

أَبو تَمّام
أَبو تَمّام

عثرت على هذه الأبيات النادرة اليوم 10 أيلول / 2017 في تاريخ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري/ فصل "تبع الأتباع"  في ترجمة الأمير منصور بن طلحة الخزاعي المصعبي وهي الترجمة 621 في الكتاب، والكتاب ضائع منذ زمن قديم  إلا