أو كَالَّتِي تغْتَالُ جِذْعَ قَصِيْدَتِي
مَلاكٌ وَدُمُوعْ

(فإن تكن القلوبُ كمِثلِ قلبِي

فلا كَانت إِذًا تلكَ القلُوبُ)

الأبيات 36
أو كَـالَّتِي تغْتَـالُ جِـذْعَ قَصـِيْدَتِي فَتَســِيلُ مِــنْ كَبِـدِي دِمَـاءٌ تُزْهَـقُ
هُـزِّي إليْـكِ بِـأَحرُفِي عَـنْ طِينَتِـي تَســَّاقَطُ الأَطْيَــافُ وَحْيًــا تَنْطِــقُ
فَتَوَضــَّئيْ مِــن مَائِهَــا وتلَثَّمِـي مِــن نورِهَــا فنُطَافُهَــا تتَــأَلَّقُ
هَيهَـاتَ أنْـتِ العِطْـرُ يقْطُرُ نَاثِرَاً مِــن رَاحَتَيْــكِ شــوَاطِئًا تتَرَقْـرَقُ
قِطَــعُ النُّجـومِ تَبَجَّسـَتْ أَضـوَاؤهَا عَيْنَــاكِ مَجْراهَــا بــأُفْقٍ يَــبرُقُ
تِحْنــانُ نَبْضــِكِ بِـالخُلُودِ مُـدَثَّرٌ ترْسـُو النَّـوَارِسُ فِـي رُبَـاكِ وتَخفِقُ
تتَزَمَّلِيْــنَ الشــمْسَ فِـي إِشـرَاقةٍ يَــا أُخْـتَ مَرْيـمَ بالسـَّماء تُحَلِّـقُ
الآن كَفَّنَـــتِ الســَّمَاءُ مَحَــابِرِي بِيَــدِي وأَدْتُّ الحَــرْفَ حَيَّـا يُـرْزَقُ
إذْ قالَ هَل هَبطَ المَلاكُ عَلَى النَّدَى فَانْـــدَسَّ لِلأشــْواقِ قَلْــبٌ يَغْــرَقُ
تِلْـكَ القُـرَى تَقْتَاتُ أَنسِجَةَ الحَشَا فَــالْثَم ثَراهَــا وَالِهَــاً تَتَحـرَّقُ
يَـا أَيُّهَـا الألمُ الشَّرِيْدُ عَلَى دمِي مُتَســَوِّلاً مِــنْ جَيْــبِ جُرحِـي تَلْعَـقُ
وَأنَـا سـَدِيْمُ الحُـزنِ زَلْزَلَ جَبْهَتِي وَالصـــَّبْرُ آخِــرُ فَيْلَــقٍ يَتَــدَفَّقُ
كَفْكِـفْ دُخَـانَ الـوَهمِ فِـي قِيثَارةٍ مِــنْ لَحْنِهَــا تَحْيَـا بِقَلْـبٍ يَعْشـَقُ
يَـا رِقَّـةَ الـوَرْدِ المُبَلَّلِ بِالتُّقى كَالضــّوءِ وهّاجَــاً بِــرَوْضٍ يَشــْهَقُ
تَعْسـَاً لمَلحَمَـةِ الشـَّقَاءِ تَصـُبُّ فِي إِعْصــَارِ أعْمــاقِي جِراحَــاً تَنْطِـقُ
هَـلْ بَحْـرُ عُـروةَ سَوفَ يُطْفِئُ مُهْجَتِي صــَلِّي لأجْلِــي يَــا مَلاكًــا يَرْمُـقُ
سـَلْ كَـوكَبَ العُشـَّاقِ فِـي صـَلَواتِهِ تنْشــَقُّ أَنْفَــاسُ القُبُــورِ وتُصـْعَقُ
للَّراحِلِيـــنَ قوَافِـــلٌ مَطْلِيـــةٌ مِـنْ صـِبغَةِ التَّسـنِيمِ جَنْيَـاً تَلْعَـقُ
كَفَّنْتــمُ الأكْبَـادَ أسـْبَابَ الفَنَـى فَقُلُــوبُ عُــذرَةَ بالسـَّمَاْءِ سـتَخْفِقُ
فَلتُغْـرِق الشـُّطْآنُ أثْبـاجَ الهَـوَى فِــي كَهْـفِ أَحْشـَائِي فَثَـمَّ المَشـْرِقُ
وَلْتَقْطـعِ الأكْـوَانُ أَلْسـِنةَ السـَّمَا فَلَعلنِــي صــوْتَ الوُجــودِ سـأُطْرِقُ
رَبَّـاهُ وَارتَـاعَتْ فَضـَاءَاتُ الْتُّقَـى يَــا صــَرْخَةَ المَأسـَاةِ إِذْ تَتَـدفَّقُ
هَــلْ لِلْســَّمَاءِ مَشـَانِقٌ قُدسـِيَّةٌ؟! تَرْتَــاحُ أَفْئِدَةُ الشــَّقَاءِ فَتُعْتَـقُ
وَرَأيـتُ فِيـكِ الـوَحْيَ يَهْبِطُ بَاسِمَاً والشـَّمْسُ مِـنْ بَسـَمَاتِ ثُغْـرِكِ تُشـْرِقُ
كَحَمَامــةٍ بَيْضــاءَ فِـي أَلحَانِهَـا حَــوْرَاءَ فِــي رَوْضِ الجِنَـانِ تُحَلِّـقُ
قُدْســِيَّةُ النّظــرَاتِ فِـي آمَالِهَـا قِدِّيســةُ الإِيمَــانِ لَمَّــا تُشــْفِقُ!
مَنْســُوجَةٌ بِالضـَّوءِ تَقْطِـفُ أنْجُمَـاً مِــنْ مُقْلَتيْهَــا كـالَّرَّحِيقِ فَتُغْـدِقُ
الصــَّمْتُ يَكْسـُوهَا سـِراجَاً سـَابِحَاً فِـــي أَنْهُــرِ الأَفْلاكِ وَرْدَاً تَعْبِــقُ
وَكَــأَنَّ تَرْنِيـمَ الطُّيُـورِ وَعزْفَهَـا نَــايٌ يُرَتِّــلُ حيْــنَ ثَغْـرَكِ يَنْطِـقُ
وَكَــأنَّ حُــورَ اللـهِ فِـي آيَـاتِهِ مِــن وَرْدِ قَلبِـكِ كَـان رَبِّـي يَخْلقُ!
ســـَمْتُ الســَّمَاءِ عَلَــى جَبِينِــكِ مَرْفَـأ طَافَتْ بِكَعبَتِهِ النَّسَائِمُ تُغْدِقُ
حُســْنُ الجِنَــانِ كَمُضــغَةٍ رَيَّانَـةٍ نُفِخَــت ففَاضـَتْ مِنْـكِ تَاجًـا يَسـْمُقُ
إكْلِيــلُ بِلْقِيــسٍ بِصـَهْوَةِ عَرْشـِهَا مُلْـــكٌ نَســـَائمُهُ عَلَيْــكِ تُعَلَّــقُ
حَســْنَاءُ فِـي خَـدَّيْكِ مِيْلادُ التُّقَـى وَالصـُّبحُ مِـنْ خَلَجَـاتِ نَفسـِكِ يَقْلَـقُ
وطَهَـــارَةٌ وَبَـــرَاءَةٌ وطُفُولَـــةٌ ونَقَـــاوةٌ بِخَرِيرِهَـــا تتَرقْــرَقُ
فَلَــكِ العَبِيــرُ مُضــَمَّخٌ بِنُبُـوءةٍ عِطْــرًا عَلَــى أرْيَـاشِ نُـورِكِ أَزرَقُ
عزان المَعْوَلي
39 قصيدة
1 ديوان

عزان المعولي (1): شاعر وكاتب عماني (من جيل الشباب) ينشر في جريدة الاتحاد وصحف أخرى، صدر له ديوان "ملائك تسكب جرار الغيب" عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة، يقيم في مسقط."

(1) والمَعْوَلي نسبة إلى ملك عُمان قبل الإسلام : مَعْوَلة بن شُمس وبه سُميت ولاية وادي المعاول إحدى ولايات سلطنة عمان، وقد سماهم صاحب العقد الفريد في بطون الأزد قال : (ومَعْولة، بنو شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نَصر بن هوازن. ومن بني مَعْولة بن شمس: الجُلَنْدي بن المُسْتكين صاحبُ عُثمان، وابنه جَيْفر،

وكَتب النبيّ عليه الصلاة والسلام إلى جَيْفر وعُبيد ابني الجُلَنْدِي) وذكر ذلك مفصلا ابن الكلبي في "نسب معد واليمن الكبير" في "ابناء غالب بن عثمان"  وابن حزم مختصرا في "الجمهرة" والشائع في ضبط "المعولي" اليوم أنها بفتح الميم وسكون العين وفتح الواو، وكذا ضبطها السمعاني في الأنساب، قال: (هذه النسبة إلى معولة، وهو بطن من الأزد ويقال له المعاول أيضاً) إلا أن الحازمي نص على غير ذلك قال في "عجالة المبتدي": "المُعَوِّلِي" وبخط أبي نصر بضم الميم وفتح العين وكسر الواو المشددة، منسوب إلى مُعَوِّلَة بن شُمْس بن عمرو بن غَنْم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زَهران بن الأزد أخي حُدَّان بن شُمْس، بطن من الأزد منهم عُمَارة المُعَوِّلي، وقال ابن سعد في كتابه: المَعَاول بطن من الأزد.) وفي "توضيح المشتبه"  للحافظ ابن ناصر الدين (المعولي: بالكسر، كذا قيده ابن نقطة. قلت: وكذلك العزُّ ابن الأثير في "تهذيب الأنساب" وذكر أنه الصواب، وفيه نظر، فإنَّ هذه النسبة إلى معولة بن شمس بن عمرو بن غنم، بطن من بني زهران بن الأسد، قاله الأصمعي بفتح الميم، والعين المهملة، وهي مسكنة. وكذلك ذكره ابن الكلبي بالفتح في "الجمهرة". وقال أبو سعيد الحسن بن عبد الله السِّيرافي: معولة بن شمس، بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الواو مخففة. وقاله بالفتح أيضاً أبو حيان التَّوحيدي وغيرهم. وصحح الفتح أبو العباس أحمد بن فرج الإشبيلي الحافظ، فيما وجدته) ثم علق على قول الحافظ ابن حجر (والمعولي بالفتح عمارة بن مهران المعولي) قال: (في تفرقة المصنِّف بين المكسور والمفتوح من هذه النسبة نظر، إنما هي نسبة واحدة إلى معولة بن شمس المذكور آنفاً، وقد اختلف في فتح أوله وكسره، والأكثر الفتح، وهو الأصحُّ، ومع هذا فابن السمعاني لم يذكر عمارة هذا وقال البخاري في "تاريخه": قال سليمان بن حرب: كانوا يقولون: المعولي، وليس بالمعولي. انتهى. ووجدت الميم مكسورة بخط أُبيّ النَّرسي في "التاريخ") وتجدر الملاحظة هنا أن الحافظ ابن ناصر الدين أخطأ في نقل كلام الحافظ ابن حجرفلم ينقله كاملا وإنما نقل أوله !! انظر ذلك في كتابه "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" وهو الكتاب الذي علق عليه الحافظ ابن ناصر الدين بكتابه "توضيح المشتبه"

 

 

 

 

 

قصائد أخرى لعزان المَعْوَلي