ياليلُ مالك صُبْحٌ

القصيدة أوردها التيفاشي في "سرور النفس" عقب القصيدة السابقة

 

الأبيات 49
ياليــلُ مالــك صـُبْحٌ يرتـاحُ فيـه العميـدُ
طـال انتظـاري لِبُلْـقٍ تنجــابُ عنهـنَّ سـود
فبــاتَ همــي قرينـي كــــأنّني مــــورود
أرعـى النجومَ فمنها غــــوارب وركـــود
وســــانحٌ وبريـــحٌ وذابــــحٌ وقعيــــد
أقـولُ للـدَّلْوِ صـوبي حتَّـامَ هـذا الصـعود
مــا ترقــبين وسـعدٌ قـد شـَرَّدَتْهُ السـعود
وقبـــل ذاك نعــامٌ مـــــولَّهٌ مطــــرود
للقـوسِ فـي كـفِّ رامٍ ســهمٌ إليهـا سـديد
مــررن شـفعاً وَوِتـراً كمــا تمـرُّ الوفـود
وانقــضَّ منهــنَّ نَسـْرٌ للأُخريـــاتِ طـــرود
كــأنه حيــن أهــوى لهــن بــازٍ صــيود
ومـــرَّ آخــرُ يهــوي فقلــتُ أيــن تريـد
ميامنــــاً لغـــؤور والغــورُ منـه بعيـد
فالفرقــدانِ سـميرا يَ والعيـــونُ هجــود
وآل نعـــشٍ ركـــوعٌ طــوراً طـوراً سـجود
كـــأ نهــنَّ نشــاوى للـراح فيهـا وئيـد
والجـدي في منكبِ القُ طْـبِ كالحصـان يـرود
لـو رام عنـه براحـاً لعــــاقه تقييـــد
وفـي الثريا عن الشَّرْ طِ والبُطَيْــنِ صــدود
كأنهــا بنــتُ مــاء أَسْفَتْ عليها الرعود
تحيَّــرَتْ واســتدارتْ فســــرها تأويـــد
تسـعى هوينـا على إث رهـا اللياحُ الفريد
والتوأمـــانِ فهــذا لاهٍ وذاك طريــــــد
ثــم اسـتقلَّتْ فبـاتت جوزاؤهــا تســتزيد
كـــأنَّ شــعلةَ نــارٍ تشـبُّ فيهـا الوقـود
شـعرى العبـور وأخرى فـي الضوء منها خمود
ومســـتقلٌّ مـــن الاف ق نـــؤوه محمـــود
موصــــَلٌ بــــذراعي ه حَبْلُـــهُ المعقــود
ســما فصــاعدَ حــتى سـاوى بـهِ التصـعيد
كـــأنه ليــثُ غــابٍ تخشــى أذاهُ الأسـود
وفـي يميـنِ شـمال ال عّــوا ســماكٌ عتيــد
مُســَدَّدٌ صــدرَ رمــحٍ فيــه ســنانٌ رصــيد
ورامــــحٌ مســـتعدّ وأعــــزلٌ مســـتفيد
سـَلْمٌ مَـدَى الدهرِ هذا وذاك قِـــرْنٌ عنيـــد
فصـرفةُ الليـثِ عنـه ذاتَ اليســار تحيـد
كأنهــا شــاةُ وحـشٍ فؤادهــــا مـــزؤود
فطـــال ذلــك حَتَّــى نفـى الكرىالتسـهيد
فقلــتُ والليـلُ داجٍ خصاصــــهُ مســـدود
مفصـــَّلٌ بالفيـــافي رواقُـــهُ الممــدود
لـــه بكـــلِّ فضــاءٍ عســــاكرٌ وجنــــود
وقــد تمطَّــى بصـلبٍ تــزلُّ عنـه اللبـود
لا يمتطي الهولَ فيه إلا الشــجاعُ الجليـد
مـا للظلام انحسـارٌ ومــا يكــرُّ جديــد
ولا أرى سـاطع الفـج ر مشـــرقيّاً يعــود
لئن أنــابَ لعينــي إنـــي إذاً لســـعيد
فلـم يَرُعْنِـي وللصب رمُســــْتَغَبٌّ حميــــد
إلا وغفــرُ الزبـانى يلـوحُ فيـه العمـود
كـــــأنه قُرَشــــِيٌّ تهفـو عليـه البنود

محمد بن يزيد بن محمد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان الأموي المسلمي الحصني ، شاعر من كبار شعراء العصر العباسي، قال كلاب بن حمزة: ولم نعلم أحداً من العرب في الجاهلية والإسلام وصَفَ خيل الحلبة العشرة بأسمائها وصفاتها وذكَرَها على مراتبها غير محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان، واقتصر ابن المعتز من شعره على ذكر قصيدته التي رد بها على الوزير عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي فجرت له بسببها قصة مشهورة، إذ قصده ابن طاهر في حصنه "حصن مسلمة" في الجزيرة الفراتية، فكانت بينهما قصة طويلة انتهت بالعفو عنه وانضمامه إلى رجال ابن طاهر، وانفرد ابن المعتز بقوله في آخر القصة (فأفرغ بعد ذلك الحصني شعره في مدح آل طاهر.)  ولم يصلنا من هذا الشعر شيء يذكر، ويرد في القصة خبر جارية له سوداء كانت معه في القصر، فلعل هذه الجارية تلميذة الإمام مالك بن أنس واسمها عائدة وفي أخبار الحصني:  كانت جارية حالكة اللون تروي عن الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وغيره من علماء المدينة المنورة وهبها محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان للحبيب بن الوليد المرواني فقدم بها إلى الأندلس 

وقصيدته في الرد على ابن طاهرهي القصيدة الوحيدة التي اختارها ابن المعتز من شعره، وهو أول من ترجم له من المؤرخين، وذلك في كتابه "طبقات الشعراء" وكناه أبا الأصبغ وهي كنية مسلمة أيضا . وجدير بالذكر هنا أن محمد بن يزيد الحصني هذا هو الجد السادس للأديب الأندلسي الشهير أبي بكر ابن الأزرق (1) وقد ترجم ابن الأبار للحصني في صدد ترجممته لابن المرخي في كتابه "معجم رجال القاضي أبي علي الصدفي" في ترجمة ابن المرخي قال بعدما ذكر قصة القصيدة التي منها (حتى إذا ما الحوت في حوض من الدلو كرع) والشعر للحصني أنشده ابن قتيبة في كتاب الأنواء له وذكره أيضاً غيره ..وقيل له الحصني لأنه كان ينزل حصن مسلمة جده بديار مضر فنسب إليه وهو محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان ويكنى أبا الأصبغ وكان شاعراً محسناً مدح المأمون وهجا عبد الله ابن طاهر وعارضه وكان محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي يناقض أبا الأصبغ هذا وصفه ونسبه أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني في كتاب معجم الشعرا من تاليفه ومنه نقلت ذلك ) وانظر في هذه الموسوعة ترجمة الشاعر منصور بن طلحة الخزاعي وفيها قصيدة لأبي تمام في التنديد ببني طاهر، لا وجود للقصيدة في ديوانه.

(1)  أبو بكر ابن الأزرق محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس بن محمد بن يزيد، وهو الحصني ، ابن محمد ابن مسلمة بن عبد الملك بن مروان، وولد سنة تسع عشرة وثلاثمائة بمصر، وتوفي بقرطبة في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، 

قصائد أخرى لمحمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة في البصائر والذخائر لأبي حيان قال: وقال محمد بن يزيد الأموي: 

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة أشهر ما وصلنا من شعر الحصني، وفي قافية البيت الأول عدة روايات منها (تحميل ومنها تخييل) عارض بها الوزير الخطير عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق (1) الخزاعي ورد عليه قصيدته التي يفخر فيها ببطش والده بالأمين أخي المأمون، ولابد

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة من شعر الحصني في "العقد الفريد" رد بها على طاهر بن الحسين والد عبد الله الذي رد عليه بالقصيدة السالفة قال ابن عبد ربه:

محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي
محمد بن يزيد الحصني المسلمي الأموي

القصيدة من نوادر شعر الحصني ذكرها الخالديان في "الأشباه والنظائر" تعليقا على قول حميد بن ثور في وصف فرخ حمامة: