إنا إذا ما ليل نجد عسعسا

الأرجوزة من مشطور الرجز جاءت بعنوان "إلى علماء نجد" في كتاب "آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي" ج4 ص126.

الأبيات 146
إنا إذا ما ليل نجد عسعسا
وغربت هذي الجواري خنسا
والـصبح عـن ضـيائه تنفسا
قـمنا نـؤدِّي الـواجب المقدسا
ونـقطع الـيوم نـناجي الطُّرُسا
ونـنتحي بـعد الـعشاء مجلسا
مـوطَّداً عـلى الـتقى مـؤسَّسا
فـي شِـيخةٍ حديثهم يجلو الأسى
وعـلمهم غـيث يـغادي الجُلسا
كأننا شرب يحث الأكؤسا
من خمرة الآداب عبا واحتسا
خـلائق زهـر تـنير الـغلسا
وهـمـم غُـرٌّ تـعاف الـدَّنسا
وذمـمٌ طـهر تـجافي الـنَّجَسا
يُـحْـيُون فـينا مـالكاً وأنـسا
والأحـمدين والإمـام الـمؤتسا
قـد لـبسوا من هدي طه ملبسا
ضـافٍ على العقل يفوق السندسا
فـسمتهم مِـن سـمته قـد قبسا
وعـلمهم مـن وحـيه تـبجَّسا
بوركتِ يا أرضٌ بها الدين رسا
وَأَمِـنَـتْ آثــاره أن تُـدْرُسا
والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا
جــذلان يـتلو كُـتْبَه مُـدرِّسا
مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا
حـتى إذا مـا جـاء جَلْساً جَلَسَا
منكمشا منخذلا مقعنسسا
مُـبَصْبصاً قـيل له اخْسأْ فخسا
شـيطانه بـعد الـعُرَام خـنسا
لـمـا رأى إبـليسه قـد أبـلسا
ونُـكِّـستْ رايـاتـه فـانتكسا
وقــام فـي أتـباعه مـبتئسا
مُـخَافِتاً مِـنْ صـوته محترسا
وقــال إنَّ شـيخكم قـد يـئسا
مـن بـلد فـيها الهدى قد رأسا
ومـعْلَمُ الـشرك بـها قد طُمِسا
ومـعهدُ الـعلم بـها قـد أسسا
ومـنهلُ الـتوحيد فـيها انبجسا
إني رأيت والحجى لن يبخسا
شُـهـباً عـلى آفـاقِهِ وحَـرَسا
فـطاولوا الـخَلْفَ ومدوا المرَسَا
وجـاذبوهم إنْ ألانـوا الـملمسا
لا تـيأسوا وإن يـئستُ فعسى
أنْ تـبـلغوا بـالحيلة الـملتَمَسَا
ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا
حـتى يروا ضوء النهار حندسا
والـطاميات الـزاخرات يـبسا
وجـنِّدوا جـنداً يَحُوط المحرسا
مَـنْ هَـمُّهُ في اليوم أكل وكسا
وهـمُّـهُ بـالليل خـمر ونِـسَا
وفـيهمُ حـظٌّ لـكمْ مـا وُكِـسَا
ومَـنْ يـجدْ تُـرْباً وماءً غَرَسَا
تـجسسوا عـنهم فـمن تَجَسَّسَا
تَـتَبَّعَ الـخطوَ وأحـصَى النفسَا
تـدسَّسوا فـيهم فـمن تـدسَّسا
دانَ لـهُ الـحظُّ الـقصِيُّ مُسلِسا
وأوضِـعُوا خِـلالهمْ زَكىً خَسَا
واخـتلسوا فَـمَنْ أضاعَ الخُلسَا
تَـلقَونهُ فـي الأخـريات مُفلسا
أفـدي بـروحي التَّيِّهانَ الشَّكسا
يـغـدو بـكل حـمأة مـرتكسا
ومـن يرى المسجد فيهم مَحْبِسا
ومـن يـديل بـالأذان الـجرسا
ومَـنْ يَـعُبُّ الخمر حتَّى يخرسا
ومـن يُحِبُّ الزَّمْرَ صبحاً ومسا
ومَنْ يَخُبُّ في المعاصي مُوعِسَا
ومـن يَـشِبُّ طِـرْمذاناً شرسا
ومَـنْ يُـقِيمُ لـلمخازي عُـرُسا
يـا عـُمَر الـحَقِّ وقيتَ الأبؤسا
ولا لـقيت ما بقيت الأَنْحُسا
لـك الـرضى إنَّ الشباب انتكسا
وانـتـابه داءٌ يـحاكي الـهَوَسَا
وانـعـكستْ أفـكاره فـانعكسَا
وفُـتحت لـه الـكُوَى فـأسلسا
فـإن أبـت نجدٌ فلا تأبى الحسا
فـاقْسُ عـلى أشْرَارِهم كما قسا
سـميُّك الـفاروق فالدين أُسى
نَـصرُ بْن حجَّاج الفتى وما أسا
غـرَّبَـهُ إذ هـتفتْ بـه الـنِّسا
ولا تُـبـال عـاتِـباً تـغطرسا
أوْ ذا خَـبـالٍ لـلـخنا تَـحَمَّسا
أو ذا سُـعارٍ بـالزِّنَى تَـمرَّسا
شـيـطانه بـالمنديات وسـوسا
ولا تـشمت مِـنهمُ مـن عطسَا
ولا تـقـف بـقبره إنْ رُمـسا
ولا تـثـقْ بـفـاسق تَـطَيْلَسَا
فـإن فـي بُـرْدْيهِ ذئـباً أطلسا
وإن تــراء مُـحفياً مُـقَلْنِسَا
فَـسَلْ بـه ذا الـطُّفيتين الأملسا
تـأَمْرَكَ الـملعونُ أو تَـفَرْنَسَا
يـا شَـيْبَةَ الحَمْدِ رئيس الرُّؤَسَا
وَوَاحِـدَ الـعصرِ الـهُمَامَ الكَيِّسَا
ومـفتيَ الـدِّينِ الـذي إنْ نَبَسَا
حَـسِبْتَ فـي بُـرْدَتهِ شيخَ نَسَا
راوي الأحـاديثِ مُـتُوناً سُلَّسَا
غُـرّاً إذا الراوي افترى أو دَلَّسَا
وصَـادِقَ الـحَدْسِ إذا ما حَدَسَا
ومُـوقِـنَ الـظَّـنِّ إذا تَـفَرَّسَا
وصـادعاً بـالحقِّ حـين هَمَسَا
بـه الـمُرِيبُ خـائفاً مُـخْتَلِسَا
وفـارسـاً بالمعنيين اقـتبسا
غـرائـباً مـنها إيـاس أَيِـسَا
بـك اغْـتَدَى رَبْعُ العلوم مُونِسَا
وكـان قـبلُ مـوحشاً مـعبِّسَا
ذلَّـلْتَهَا قَـسْراً وكـانت شُـمُسَا
فـأصبحتْ مثلَ الزُّلاَلِ المحتسا
فـتحتَ بـالعلمِ عـيوناً نُـعَّسَا
وكـان جَـدُّ الـعلم جَـداً تَعِسَا
وسُـقْتَ لـلجهل الأُسَـاة النُّطُسَا
وكـان داءُ الـجهلِ داءً نَـجَسَا
رمـى بـك الإلحادَ رامٍ قَرْطَسَا
وَوَتَـرَتْ يـد الإلـهِ الأَقْـوُسَا
وجَـدُّكَ الأعْـلَى اقْتَرَى وأَسَّسَا
وتـركَ الـتَّوحيدَ مَـرْعِيَّ الْوَسَا
حَـتَّى إذا الشركُ دَجَا وَاستحلسا
لُـحْتَ فـكنتَ في الدَّيَاجِي القَبَسَا
ولـم تَـزَلْ تَفْرِي الْفَرِيَّ سَائِسَا
حـتى غـدا الليلُ نهاراً مُشْمِسَاً
يــا دَاعِـيـاً مُـنَاجياً مُـغَلِّسَا
لَـمْ تـعْدُ نَـهْجَ القوْم بِرّاً وائْتِسَا
إذْ يُـصْبِحُ الـشَّهْمُ نَشِيطاً مُسْلِسَا
ويُـصْبِحُ الـفَدْمُ كـسولاً لَـقِسَا
كـان الثَّرى بينَ الجُمُوع مُوبِسَا
فـجئتَهُ بـالغيثِ حَـتَّى أَوْعَـسَا
قُـلْ لِلأُلَى قادوا الصفوف سُوَّسَا
خَـلَّوا الـطَّريقَ لِـفَتىً ما سَوَّسَا
وطَـأْطِئُوا الـهَامَ لـه والأَرْؤُسَا
إنَّ الـنَّفِيسَ لا يُـجارِي الأَنْفَسَا
ويا رعى الله سعودا وكسا
دولته العز المكين الأقعسا
أحيى المهيمن به ما اندرسا
من الحدود أو وهى وانطمسا
وددت لو أن المدى تنفسا
حتى أراه بالغا أندلسا
أعطاه ملكا مثله لم يؤنسا
لم يعطه كسرى ولا المقوقسا
من دوحة غرسها من غرسا
فبسقت فرعا وطابت مغرسا
لاذ به العرب فواسى وأسا
وبذل المال وحاط الأنسا
غيث إذا قطر السماء انحبسا
ليث إذا الليث انثنى وانخنسا
وأين ليث للوحوش انتهسا
ممن حبا الآلاف مالا وكسا
وقاه ربي كل ما ضر وسا
ودام ما قر ثبير ورسا
محمد البشير الإبراهيمي
27 قصيدة
1 ديوان
محمد البشير بن محمد السعدي بن عمر بن محمد السعدي بن عبد الله بن عمر الإبراهيمي نسبة إلى قبيلة عربية ذات أفخاذ وبطون تعرف بـ "أولاد ابراهم"، عالم جزائري، أديب، شاعر، وإمام وخطيب مفوه، وعضو جمعية العلماء الجزائريين ورئيسها بعد وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس.

ولد لعائلة علمية عريقة، فتلقى تعليمه الأول على يد عمه، ثم رحل إلى الحجاز سنة 1913م فكان من مدرسي الحرم النبوي الشريف، كما أتم تلقي علوم الدين على شيوخ المدينة المنورة. وكان ذا ملكة حفظ خارقة.

رُحّل إلى دمشق إبان ثورة الشريف حسين بن علي سنة 1917، فعمل بها مدرسا إلى أن عاد ليلتحق بحركة الإصلاح في الجزائر، فساهم في تأسس جمعية العلماء المسلمين وكان رائدا من رواد النهضة الجزائرية. وله رحلة شهيرة للتعريف بالقضية الجزائرية طاف بها مصر وباكستان والعراق والشام وبلاد الحجاز.

له مقالات ومحاضرات عديدة جمعها نجله أحمد طالب الإبراهيمي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)  الذي يقع في خمسة مجلدات، في زهاء 2500 صفحة، وفيها يترجم لنفسه فيسرد ما ألف من كتب ثم يقول: (وهناك محاضرات وأبحاث كتبها عني التلامذة في حين القائها، وهناك فتاوى متناثرة. ولكن أعظم ما دونت، ملحمة رجزية نظمتها في السنين التي كنت فيها مبعدًا في الصحراء الوهرانية، وهي تبلغ ستة وثلاثين ألف بيت من الرجز السلس اللزومي في كل بيت منه، وقد تضمنت فنونًا من المواضيع: تاريخ الإسلام ووصف لكثير من الفرق التي حدثت في عصرنا هذا، وللمجتمع الجزائري بجميع فرقه ونحله، ولأفانين في الهزل للمذاهب الاجتماعية والفكرية والسياسية المستجدة، والإنحاء على الابتداع في الدين، وتصوير لأولياء الشيطان، ومحاورات أدبية رائعة بينهم وبين الشيطان، ووصف للاستعمار ومكائده ودسائسه وحيله وتخديراته للشعوب للقضاء على مقوماتها. ولم أقرأ للرجاز رجزًا سلسًا يلتحق بالشعر الفني مثل هذه الملحمة إلّا لابن الخطيب في نظم الدول، ولشوقي في رجز دول العرب وعظماء الإسلام، ولبعض الشناقطة) اهـ

ويبدو أن أرجوزة الملحمة ضائعة، ولم يصلنا منها إلا الأبيات التي أشار إليها جامع الآثار.

بالتصرف عن ترجمته لنفسه في الجزء الخامس من كتاب " آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي"، أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي للنشر، الطبعة الأولى 1997.

1965م-
1385هـ-

قصائد أخرى لمحمد البشير الإبراهيمي

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة من أرجوزته الضائعة ةهي في كتاب  (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4/ ص403)  وهي أرجوزة ضائعة لم يصلنا منها إلا أبيات أشير إليها في كتاب الآثار.

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة من قصيدة له بعنوان (فلسطين) وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) ج4 ص 215

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة لزومية من قصيدة له يداعب بها صديقا له في دمشق وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 401) من فصل بعنوان "مداعبات إخوانية" 

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة لزومية من قصيدة له في وداع صديق له في كراتشي وهي منشورة  في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 403) من فصل بعنوان "مداعبات إخوانية"