قد كنت في جن النشاط والأشر

القصيدة في مدح صديقه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بنعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن احسن بن محمد بن عبد الوهّاب التميمي ، ينصحه فيها بضرورة تعليم البنات ولم يكن مسموحا بذلك في المملكة العربية السعودية.وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 131) بعنوان تعليم البنت 

الأبيات 143
قد كنت في جن النشاط والأشر
كأنني خرجت من طور البشر
وكنت نجدي الهوى من الصغر
أهيم في بدر الدجى إذا سفر
وأتبع الظبي إذا الظبي نفر
أنظم إن هب نسيم بسحر
ما رق من شعر الهوى وما سحر
وأقطع الليل إذا الليل اعتكر
في جمع أطراف العشايا والبكر
وإن هوى نجم الصباح وانكدر
لبيت من أعلى النداء وابتدر
ثم ارعويت بعد ما نادى الكبر
وأكّدت شهوده صدق الخبر
وكتب الشيب على الرأس النذر
باكرني فكان فيه مزدجر
فلست أنسى فضله فيما حجر
ولست أنسى وصله لمن هجر
أكسبني ما يكسب الماء الشجر
حسنا وظلا ولحاء وثمر
طبعني عفوا ومن غير ضجر
على صفات أشبهت نقش الحجر
عقيدتي في الصالحات ما أثر
عن أحمد وما ترامى ونشر
من سير أعلامُها لم تندثر
وسنن ما ضام راويها الحصر
قد طابقت فيها البصيرة البصر
وما أتى عن صحبه الطهر الغرر
والتابعين المقتفين للأثر
وقائدي في الدين آي وأثر
صح براو ما ونى ولا عثر
ومذهبي حب علي وعمر
والخلفاء الصالحين في الزمر
هذا ولا أحصرهم في اثني عشر
كلا ولا أرفعهم فوق البشر
ولا أنال واحدا منهم بشر
وشيعتي في الحاضرين من نشر
دين الهدى وذب عنه ونفر
لعلمه وفق الدليل المستطر
حتى قضى من نصرة الحق الوطر
هم شيعتي في كل ما أجدى وضر
ومعشري في كل ما ساء وسر
وعصبتي في كل بدو وحضر
أما إذا صببت هذه الزمر
في واحد يجمع كل ما انتثر
فخلتي من بينهم أخ ظهر
في الدعوة الكبرى فجلى وبهر
وجال في نشر العلوم وقهر
كتائب الجهل المغير وانتصر
عبد اللطيف المرتضى الندب الأبر
سلالة الشيخ الإمام المعتبر
من آل بيت الشيخ إن غاب القمر
عن الورى خلفه منهم قمر
فجدهم نقى التراب وبذر
ولقي الأذى شديدا فصبر
على الأذى فكان عقباه الظفر
والابن والى السقي كي يجني الثمر
وإن أحفاد الإمام لزمر
محمد من بينهم حادي الزمر
تقاسموا الأعمال فاختص نفر
بما نهى محمد وما أمر
واختص بالتعليم قوم فازدهر
يبني عقول النشء من غير خور
قد جيوش العلم للنصر الأغر
كالسور يعلو حجرا فوق حجر
والجيش محلول الزمام منتثر
ما لم يسور بنظام مستقر
ولم يقده في الملا بعد النظر
من قائد ساس الأمور وخبر
محنك طوى الزمان ونشر
والجيش في كل المعاني والصور
تناسق كالربط ما بين السور
والجيش أستاذ لنفع يدخر
والجيش أشبال ليوم ينتظر
والكل قد سيقوا إليك بقدر
صنع من الله العزيز المقتدر
خل الهوينى للضعيف المحتقر
واركب جواد الحزم فالأمر خطر
فيا أخا عرفته عف النظر
عف الخطى عف اللسان والفكر
ويا أخا جعلته مرمى السفر
وغاية الجمع المفيد في الحضر
تجمعني بك خلال وسير
ما اجتمعت إلا ثوى الخير وقر
وليس فيها تاجر وما تجر
وليس منها ما بغى الباغي وجر
وما تقارض الثنا فينا يقر
إن فضول القول جزء من سقر
فلا أقول في أخي ليث خطر
ولا يقول إنني غيث قطر
وإنما هي العظات والعبر
عرفت مبداها فهل تم الخبر
وبيننا أسباب نصح تدكر
كتمانها غبن وغش ووضرر
لا تنس حوّا إنها أخت الذكر
تحمل ما يحمل من غير وشر
تثمر ما يثمر من حلو ومر
وكيفما تكونت كان الثمر
وكل ما تضعه فيها استقر
فكيف يرضى عاقل أن تستمر
مزيدة على الحواشي والطرر
تزرع في النشء أفانين الخور
ترضعه أخلاقها مع الدرر
وإنها إن أهملت كان الخطر
كان البلا كان الفنا كان الضرر
وإنها إن علمت كانت وزر
أو لا فوزر جالب سوء الأثر
ومنعها من الكتاب والنظر
لم تأت فيه آية ولا خبر
والفضليات من نسا صدر غبر
لهن في العرفان ورد وصدر
وانظر هداك الله ماذا ينتظر
من أمة قد شل نصفها الخدر
وانظر فقد يهديك للخير النظر
وخذ من الدهر تجاريب العبر
هل أمة من الجماهير الكبر
فيما مضى من القرون وحضر
خطت من المجد ومن حسن السير
تاريخها إلا بأنثى وذكر
ومن يقل في علمها غي وشر
فقل له هي مع الجهل أشر
ولا يكون الصفو إلا عن كدر
وإن تيار الزمان المنحدر
لجارف كل بناء مشمخر
فاحذر وسابق فعسى يجدي الحذر
واعلم بأن المنكرات والغير
تدسست للغرفات والحجر
من مصر والشام ومن شط هجر
وأنها قارئة ولا مفر
إن لم يكن عنك فعن قوم أخر
واذكر ففي الذكر إلى العقل ممر
من قال قدما بيدي ثم انتحر
حطها بعلم الدين والخلق الأبر
صبية تأمن بوائق الضرر
واعلم بأن نشأنا إذا كبر
عاف الزواج بابنة العم الأغر
يهجرها بعد غد فيمن هجر
لأنها في رأيه مثل الحجر
ويصطفي قرينة من الغجر
لأنها قارئة مثل البشر
خذها إليك درة من الدرر
من صاحب راز الأمور وخبر
صميمة في المنجبات من مضر
نسبتها البدو وسكناها الحضر
محمد البشير الإبراهيمي
27 قصيدة
1 ديوان
محمد البشير بن محمد السعدي بن عمر بن محمد السعدي بن عبد الله بن عمر الإبراهيمي نسبة إلى قبيلة عربية ذات أفخاذ وبطون تعرف بـ "أولاد ابراهم"، عالم جزائري، أديب، شاعر، وإمام وخطيب مفوه، وعضو جمعية العلماء الجزائريين ورئيسها بعد وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس.

ولد لعائلة علمية عريقة، فتلقى تعليمه الأول على يد عمه، ثم رحل إلى الحجاز سنة 1913م فكان من مدرسي الحرم النبوي الشريف، كما أتم تلقي علوم الدين على شيوخ المدينة المنورة. وكان ذا ملكة حفظ خارقة.

رُحّل إلى دمشق إبان ثورة الشريف حسين بن علي سنة 1917، فعمل بها مدرسا إلى أن عاد ليلتحق بحركة الإصلاح في الجزائر، فساهم في تأسس جمعية العلماء المسلمين وكان رائدا من رواد النهضة الجزائرية. وله رحلة شهيرة للتعريف بالقضية الجزائرية طاف بها مصر وباكستان والعراق والشام وبلاد الحجاز.

له مقالات ومحاضرات عديدة جمعها نجله أحمد طالب الإبراهيمي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)  الذي يقع في خمسة مجلدات، في زهاء 2500 صفحة، وفيها يترجم لنفسه فيسرد ما ألف من كتب ثم يقول: (وهناك محاضرات وأبحاث كتبها عني التلامذة في حين القائها، وهناك فتاوى متناثرة. ولكن أعظم ما دونت، ملحمة رجزية نظمتها في السنين التي كنت فيها مبعدًا في الصحراء الوهرانية، وهي تبلغ ستة وثلاثين ألف بيت من الرجز السلس اللزومي في كل بيت منه، وقد تضمنت فنونًا من المواضيع: تاريخ الإسلام ووصف لكثير من الفرق التي حدثت في عصرنا هذا، وللمجتمع الجزائري بجميع فرقه ونحله، ولأفانين في الهزل للمذاهب الاجتماعية والفكرية والسياسية المستجدة، والإنحاء على الابتداع في الدين، وتصوير لأولياء الشيطان، ومحاورات أدبية رائعة بينهم وبين الشيطان، ووصف للاستعمار ومكائده ودسائسه وحيله وتخديراته للشعوب للقضاء على مقوماتها. ولم أقرأ للرجاز رجزًا سلسًا يلتحق بالشعر الفني مثل هذه الملحمة إلّا لابن الخطيب في نظم الدول، ولشوقي في رجز دول العرب وعظماء الإسلام، ولبعض الشناقطة) اهـ

ويبدو أن أرجوزة الملحمة ضائعة، ولم يصلنا منها إلا الأبيات التي أشار إليها جامع الآثار.

بالتصرف عن ترجمته لنفسه في الجزء الخامس من كتاب " آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي"، أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي للنشر، الطبعة الأولى 1997.

1965م-
1385هـ-

قصائد أخرى لمحمد البشير الإبراهيمي

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة من أرجوزته الضائعة ةهي في كتاب  (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4/ ص403)  وهي أرجوزة ضائعة لم يصلنا منها إلا أبيات أشير إليها في كتاب الآثار.

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة من قصيدة له بعنوان (فلسطين) وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) ج4 ص 215

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة لزومية من قصيدة له يداعب بها صديقا له في دمشق وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 401) من فصل بعنوان "مداعبات إخوانية" 

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة لزومية من قصيدة له في وداع صديق له في كراتشي وهي منشورة  في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 403) من فصل بعنوان "مداعبات إخوانية"