دعا بي الشوق إلى الترحال

الأبيات من مشطور الرجز يصف فيها الطائرة أول مرة يركبها،قاصدا المملكة العربية السعودية أيام الملك سعود بن عبد العزيز، وقد مدحه فيها وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 408) 

الأبيات 65
دعا بي الشوق إلى الترحال
والشوق إن يدع غريم كالي
فلم أودّع طلّتي وآلي
حتى امتطيت جمة التصهال
بهيمة صيغت على منوال
واجتمعت والطير في مثال
تدين بالإسراع والإعجال
لا تقتضي بالريث والإمهال
طعامها النار ولا تبالي
تحيى على الإحراق والإشعال
فاعجب لها مشدودة الرحال
بالليل والإبكار والآصال
سمينة في الخصب والإمحال
وثيقة الأضلاع والأوصال
لم تَشْكُ من أين ولا كلال
قد جمعت غرائب الأشكال
طيارة تهزأ بالجبال
وبالشعاب الخضر والأوحال
وبالروابي الغبر والتلال
ما وطئت قط على الرمال
إلّا بقدر الرفع والإنزال
إن حركت زفت زفيف الرال
وزأرت في الجو كالرئبال
كأنها سفينة في الآل
وآية العلم بكل حال
مبصرة جلت عن الجدال
وتقطع الألف من الأميال
في مثل عمر ساعة الوصال
بالطير لا بالوخد والأرقال
يا حسنها قريبة المنال
لو لم تكن مدنية الآجال
أن بليت بالنقض والإخلال
لم تعتمد إلّا على عزوال
يا سعد دالت دولة الجمال
فاسعد إذا ما شئت باشتمال
لا تخش من ملامة العذال
بما جرى ذكرك في الأمثال
عوذتها بكلمة الجلال
وبالحواميم وبالأنفال
وما أتى في سبعه الطوال
نؤم نجدًا برزة المجالي
ذات الرّبى والأكم الحوالي
بالنور والحصباء كاللآلي
سحر النهى وفتنة الخيال
ومبعث الشعر الرصين الغالي
ومرتمى شوارد الأمثال
ومنبت الأمجاد والأبطال
مجلى البيان الحر والأمثال
فاض على الملوك والأقيال
وألحق النساء بالأطفال
وفار من نميره السلسال
فجال بين جالها والجال
زرنا سعودًا كعبة الآمال
وواحد الآحاد في الرجال
ومورد القصّاد والحلَّال
ومصدر النزاع والنزال
شب مع التوحيد والكمال
على التُّقَى وصالح الأعمال
مملكة مشدودة الأوصال
بالعلم والعقل وبالرجال
محمية الغابات بالأشبال
محبوكة الأطراف بالعمّال
موزونة الأبعاد والأطوال
إلى حدود الشام والعوالي
محفوفة بالسعد والإقبال
محمد البشير الإبراهيمي
27 قصيدة
1 ديوان
محمد البشير بن محمد السعدي بن عمر بن محمد السعدي بن عبد الله بن عمر الإبراهيمي نسبة إلى قبيلة عربية ذات أفخاذ وبطون تعرف بـ "أولاد ابراهم"، عالم جزائري، أديب، شاعر، وإمام وخطيب مفوه، وعضو جمعية العلماء الجزائريين ورئيسها بعد وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس.

ولد لعائلة علمية عريقة، فتلقى تعليمه الأول على يد عمه، ثم رحل إلى الحجاز سنة 1913م فكان من مدرسي الحرم النبوي الشريف، كما أتم تلقي علوم الدين على شيوخ المدينة المنورة. وكان ذا ملكة حفظ خارقة.

رُحّل إلى دمشق إبان ثورة الشريف حسين بن علي سنة 1917، فعمل بها مدرسا إلى أن عاد ليلتحق بحركة الإصلاح في الجزائر، فساهم في تأسس جمعية العلماء المسلمين وكان رائدا من رواد النهضة الجزائرية. وله رحلة شهيرة للتعريف بالقضية الجزائرية طاف بها مصر وباكستان والعراق والشام وبلاد الحجاز.

له مقالات ومحاضرات عديدة جمعها نجله أحمد طالب الإبراهيمي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)  الذي يقع في خمسة مجلدات، في زهاء 2500 صفحة، وفيها يترجم لنفسه فيسرد ما ألف من كتب ثم يقول: (وهناك محاضرات وأبحاث كتبها عني التلامذة في حين القائها، وهناك فتاوى متناثرة. ولكن أعظم ما دونت، ملحمة رجزية نظمتها في السنين التي كنت فيها مبعدًا في الصحراء الوهرانية، وهي تبلغ ستة وثلاثين ألف بيت من الرجز السلس اللزومي في كل بيت منه، وقد تضمنت فنونًا من المواضيع: تاريخ الإسلام ووصف لكثير من الفرق التي حدثت في عصرنا هذا، وللمجتمع الجزائري بجميع فرقه ونحله، ولأفانين في الهزل للمذاهب الاجتماعية والفكرية والسياسية المستجدة، والإنحاء على الابتداع في الدين، وتصوير لأولياء الشيطان، ومحاورات أدبية رائعة بينهم وبين الشيطان، ووصف للاستعمار ومكائده ودسائسه وحيله وتخديراته للشعوب للقضاء على مقوماتها. ولم أقرأ للرجاز رجزًا سلسًا يلتحق بالشعر الفني مثل هذه الملحمة إلّا لابن الخطيب في نظم الدول، ولشوقي في رجز دول العرب وعظماء الإسلام، ولبعض الشناقطة) اهـ

ويبدو أن أرجوزة الملحمة ضائعة، ولم يصلنا منها إلا الأبيات التي أشار إليها جامع الآثار.

بالتصرف عن ترجمته لنفسه في الجزء الخامس من كتاب " آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي"، أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب الإسلامي للنشر، الطبعة الأولى 1997.

1965م-
1385هـ-

قصائد أخرى لمحمد البشير الإبراهيمي

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة من أرجوزته الضائعة ةهي في كتاب  (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4/ ص403)  وهي أرجوزة ضائعة لم يصلنا منها إلا أبيات أشير إليها في كتاب الآثار.

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة من قصيدة له بعنوان (فلسطين) وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) ج4 ص 215

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة لزومية من قصيدة له يداعب بها صديقا له في دمشق وهي في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 401) من فصل بعنوان "مداعبات إخوانية" 

محمد البشير الإبراهيمي
محمد البشير الإبراهيمي

الأبيات قطعة لزومية من قصيدة له في وداع صديق له في كراتشي وهي منشورة  في كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (ج4 ص 403) من فصل بعنوان "مداعبات إخوانية"