أبا المنقوش هل تدري بحالي

أبا المنقوش

قصيدة ناجى به الشاعر جبل (بومنقوش) القريب من بسكرة جنوب الجزائر في أيام إقامته الإجبارية.

الأبيات 28
أبـا المنقوش هل تدري بحالي فـأنت اليوم جاري في الجبال
ببسـكرة النخيـل حططـت رحلي وأنـت بأرضـها حـامي الرحال
رأيتـك مشـرفا أبـدا عليهـا كإشـراف الـولي علـى العيال
رمـاني حـول سـفحك موج دهري أســيرا بعــد أحـداث طـوال
فعشـت بـه كيـونس فـي سـقام لـدى قـومي ولكـن في انعزال
أخــال إقـامتي خـبرا كقـبر حملـت إليـه كالجثث البوالي
أرى الأحيـاء مـن حولي قريبا وهـم بـالعيش عني في اشتغال
وأعـذرهم فعيـن الخصـم يقظى تـرى شـزرا وتنـذر بالوبـال
يعيـش الحـر مثلـك وهـو حـر يلاقــي كـل عصـف وهـو عـالي
أراك تطــاول الأحـداث رأسـا وتصــمد فـي شـموخ واعتـدال
كأنــك قــائد لغــزاة فتـح ترابـــط مســتعدا للقتــال
تلقنهــم بصــخرك درس صــبر وتحفزهــم ببأســك للنضــال
أبـا المنقـوش خـبرني فـإني أحــب شـفاه مثلـك بالسـؤال
ففــي منقـوش صـخرك رائعـات مـن الأسـرار والحكم الغوالي
وألغـاز علـى الأجيـال تملـى يفـوز بحلهـا واعـي الخيـال
مـتى يـأتي بربـك نصـر شـعب يقاســي كـل ألـوان النكـال
مضــت حجــج لـه خمـس شـداد ومـوطنه بنـار الحـرب صـالي
أكـل عصـوره أمـد اضـطهاد؟! وكــل عهــوده أمـد احتلال؟!
لقـد بـذل الفـدى ثمنا وضحى بكــل دم عزيــز منـه غـالي
فهــل آن الأوان لــه ليحضـى بمـا يرجـو المجاهد من منال
فقـال أجـل سيلقى الشعب عزا ويرقــى بالفـدى رتـب الجلال
معـاذ اللـه أن يشـقى ويبقى رهيـن الـذل يوطـأ بالنعـال
ترقــب خيــر مولــود جديـد بمولــده تمخضــت الليــالي
فـإن الثـورة اكتشـفت مداها ولاح لهــا التحــرر كـالهلال
ومـا فـي الجـو من غيم كثيف وإن طـال المـدى فـإلى زوال
وقـل لابـن الجزائر كن صمودا فنصـر اللـه للبأسـاء تـالي
تحــد الأقويــاء بكــل صـبر ووال الاحتجـــاج ولا تبـــال
وإن لـم ينتصـر لـك أي مولى أتاك النصر من مولى الموالي
محمد العيد آل خليفة
44 قصيدة
1 ديوان
محمد العيد بن محمد علي بن خليفة من أشهر الشعراء الجزائريين الذين واكبوا الثورة التحررية والاستقلال، ويعد شعره مرآة لتلك الفترة من تاريخ الجزائر الحديث. لقبه الشيخ عبد الحميد بن باديس بأمير شعراء الجزائر، يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: (رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، وله في كل ناحية من نواحيها، وفي كل طور من أطوارها، وفي كل أثر من آثارها- القصائد الغر، والمقاطع الخالدة، فشعره- لو جمع- سجل صادق لهذه النهضة، وعرض رائع لأطوارها.)

ولد بعين البيضاء بولاية أم البواقي وسط عائلة محافظة متصوفة تنتمي إلى الطريقة التجانية تنحدر من بلدة كوينين من ولاية واد سوف. حفظ القرآن وبدأ تلقي علوم الدين على شيوخ بسكرة، ثم بجامع الزيتونة، وبعد ذلك على علماء الجزائر. درّس في عدة مدارس بمختلف ولايات الجزائر وتولى إدارتها خلال الحقبة الاستعمارية، كما أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، ونشر شعره في جريدة البصائر لسان حال الجمعية وفي العديد من الجرائد الوطنية كجريدة الشهاب وصدى الصحراء ، وكان عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق. 

احتك بأعمدة الحركة الوطنية الإصلاحية مثل العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد العقبي وكان لذلك أثر كبير على إنتاجه الشعري.

اعتقلته السلطات الفرنسية بعد اندلاع الثورة الكبرى بسبب شعره الإصلاحي الدعوي ومواقفه الوطنية، ثم وضع تحت الإقامة الجبرية ببسكرة إلى غاية الاستقلال.

بعد الاستقلال تفرغ الشاعر للعبادة وآثر الخلوة إلى أن وافته المنية بمستشفى باتنة سنة 1979م.

جمع ديوانه أول مرة تلميذه أحمد بوعدو سنة 1952 وعلق على قصائده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وتمت طباعته ويحوي 6797 بيتا، تحت إشراف نجله أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1967.

وتمت طباعة تكملة للديوان سنة 2003 لمحمد بن سمينة تحت عنوان العيديات المجهولة

بالتصرف عن محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد ابن سمينة /ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –الجزائر

 

1979م-
1399هـ-

قصائد أخرى لمحمد العيد آل خليفة

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

يقول الشاعر في إهداء الديوان:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

وفي خاتمة الديوان يشير إلى الفضل الذي يعود للأستاذ أحمد طالب الإبراهيمي نجل الشيخ البشير الإبراهيمي في طباعة الديوان، وكان حينها وزيرا للإعلام والثقافة، يقول:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

القصيدة في الديوان بعناون (أسطر الكون) ويفهم من البيت الرابع أنه كتبها وهو في العشرين من عمره