يا حبّذا عين تفور

القصيدة من مجزوء الكامل وهي في ديوان الشاعر بعنوان وصف نافورة

الأبيات 30
يــا حبّــذا عيـن تفـور حفــت بحافتهـا الزهـور
بـاتت بــ(باتنة) تفيــ ض علـى سـرائرها السرور
فــي روضــة غنــاء قـد غنــت بسـاحتها الطيـور
فــي حوضــها مـاء يجـو ل كـــأنه فلــك يــدور
وتـرى الفقـاقع كـالكوا كـب فيـه تطلـع أو تغور
وتـرى بـه الأسـماك تلــ مـــع كاللآلئ في النحور
تلهــو وتمــرح لا تحـــ ــس بحبسـها بين الصخور
مثــل الطيـور الغاديـا ت الرائحـات على الوكور
بينــا ميــاه فـي صـعو د إذ ميــاه فــي حـدور
فكأنهــا رتــب العبــا د يـديرها صـرف الـدهور
أو كالريــاح فمـن قبـو ل ناوحتــك ومــن دبـور
يـــا حبـــذا فـــوارة نضـحتك مـن مـاء طهـور
فكأنهــــا قــــارورة حـوت الرفيـع من العطور
قــد ضــمختك وأسكرتـــ ـــك ولا كـؤوس ولا خمـور
تركــت شـعورك بالعبيــ ـر يطاول الشعرى العبور
يــا عيـن جـددت النشـا ط لنــا وبـددت الفتـور
فلأنـــت أجمـــل قينــة غنــت فــأطربت الحضـور
هـــذا خريــرك يستفـــ ــز بلحنـه أهـل القبور
صــــلّت مياهــــك للإلا هـــ صـلاة إشـراق ونـور
فكأنهــــا داوود فـــي محرابـه يتلـو الزبـور
قـــد جئت ظلـــك زائرا حســبي بظلـك مـن مـزور
فوجــدت حســنا فيـك لا يطغــى علــي ولا يجــور
متواضـــعا لا بـــالنفو ر إذا اقتربت ولا الفخور
الحســن فيــك ككهربــا ء قويــة يـذكي الشـعور
الحســـن فيـــك مجــدد بيــن العشـية والبكـور
الحســـن فيـــك ممحــض لا ريــب فيــه ولا غـرور
ولــرب ذي وجــه جميـــ ــل نفسـه مـأوى الشرور
قـل للأديـب هـوى الطبيـ ــعة لا يحـول ولا يجـور
فــاهْوَ الطبيعــة إنهـا أم تحوطـــك بـــالبرور
حـــب الطبيعــة طــاهر لا فســق فيــه ولا فجـور
محمد العيد آل خليفة
44 قصيدة
1 ديوان
محمد العيد بن محمد علي بن خليفة من أشهر الشعراء الجزائريين الذين واكبوا الثورة التحررية والاستقلال، ويعد شعره مرآة لتلك الفترة من تاريخ الجزائر الحديث. لقبه الشيخ عبد الحميد بن باديس بأمير شعراء الجزائر، يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: (رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها، وله في كل ناحية من نواحيها، وفي كل طور من أطوارها، وفي كل أثر من آثارها- القصائد الغر، والمقاطع الخالدة، فشعره- لو جمع- سجل صادق لهذه النهضة، وعرض رائع لأطوارها.)

ولد بعين البيضاء بولاية أم البواقي وسط عائلة محافظة متصوفة تنتمي إلى الطريقة التجانية تنحدر من بلدة كوينين من ولاية واد سوف. حفظ القرآن وبدأ تلقي علوم الدين على شيوخ بسكرة، ثم بجامع الزيتونة، وبعد ذلك على علماء الجزائر. درّس في عدة مدارس بمختلف ولايات الجزائر وتولى إدارتها خلال الحقبة الاستعمارية، كما أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، ونشر شعره في جريدة البصائر لسان حال الجمعية وفي العديد من الجرائد الوطنية كجريدة الشهاب وصدى الصحراء ، وكان عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق. 

احتك بأعمدة الحركة الوطنية الإصلاحية مثل العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والشيخ محمد العقبي وكان لذلك أثر كبير على إنتاجه الشعري.

اعتقلته السلطات الفرنسية بعد اندلاع الثورة الكبرى بسبب شعره الإصلاحي الدعوي ومواقفه الوطنية، ثم وضع تحت الإقامة الجبرية ببسكرة إلى غاية الاستقلال.

بعد الاستقلال تفرغ الشاعر للعبادة وآثر الخلوة إلى أن وافته المنية بمستشفى باتنة سنة 1979م.

جمع ديوانه أول مرة تلميذه أحمد بوعدو سنة 1952 وعلق على قصائده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وتمت طباعته ويحوي 6797 بيتا، تحت إشراف نجله أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1967.

وتمت طباعة تكملة للديوان سنة 2003 لمحمد بن سمينة تحت عنوان العيديات المجهولة

بالتصرف عن محمد العيد آل خليفة: دراسة تحليلية لحياته، تأليف أ/محمد ابن سمينة /ديوان المطبوعات الجامعية، ابن عكنون –الجزائر

 

1979م-
1399هـ-

قصائد أخرى لمحمد العيد آل خليفة

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

يقول الشاعر في إهداء الديوان:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

وفي خاتمة الديوان يشير إلى الفضل الذي يعود للأستاذ أحمد طالب الإبراهيمي نجل الشيخ البشير الإبراهيمي في طباعة الديوان، وكان حينها وزيرا للإعلام والثقافة، يقول:

محمد العيد آل خليفة
محمد العيد آل خليفة

القصيدة في الديوان بعناون (أسطر الكون) ويفهم من البيت الرابع أنه كتبها وهو في العشرين من عمره