أبـى
اللـه
إلا
أن
يكـون
لنـا
الأمـرُ
|
لِتحيَـا
بنـا
الـدُّنيا،
ويفتخرَ
العصرُ
|
وتخــدُمَنا
الأيّــامُ
فيمــا
نَرُومُــهُ
|
وينقـادَ
طوعـاً
فـي
أزِمَّتنـا
الـدّهرُ
|
وتخضــع
أعنــاق
الملــوك
لعزنــا
|
ويُرهِبَهـا
منّـا
علـى
بُعـدنا
الـذِّكرُ
|
بحيـثُ
حَلْلنـا
الأمـنُ
مـن
كـلِّ
حـادثٍ
|
وفـي
سـائر
الآفـاق
مـن
بأسـنا
ذعر
|
بطاعتِنــا
للّــه
أصــبحَ
طوعَنــا
ال
|
أنـامُ،
فمـا
يُعصـَى
لنـا
فيهـمُ
أمـرُ
|
فأيامنــا
فــي
السـلم
سـحب
مـواهب
|
وفــي
الحَــربِ
سـُحبٌ
وبْلُهـنَّ
دمٌ
هَمـرُ
|
قَضـتْ
فـي
بنـي
الـدُّنيا
قضاءَ
زمانِها
|
فَســُرَّ
بهــا
شــطرٌ
وسـِىء
بهـا
شـَطرُ
|
ومــا
فـي
ملـوكِ
المسـلمينَ
مُجاهـدٌ
|
ســوانا
فمــا
يثنيــه
حـر
ولا
قـر
|
جعلَنــا
الجهـادَ
همَّنـا
واشـتغالَنا
|
ولـم
يلهنـا
عنـه
السـماع
ولا
الخمر
|
دمـاء
العـدا
أشهى
من
الراح
عندنا
|
ووقـع
المواضـي
فيهم
الناي
والوتر
|
نُواصــِلُهم
وصــلَ
الحـبيب
وهـم
عِـدىً
|
زيــارتُهم
ينحـطَ
عنَّـا
بهـا
الـوزرُ
|
وثيـر
حشـايانا
السـروج
وقمصـنا
ال
|
دروع
ومنصــوب
الخيــام
لنــا
قصـر
|
تــرى
الأرض
مثـل
الأفـق
وهـي
نجـومه
|
وإن
حســدتها
عزهــا
الأنجـم
الزهـر
|
وهـمُّ
الملـوكِ
البيضُ
والسُّمُر
كالدُّمَى
|
وهمتنــا
الــبيض
الصـوارم
والسـمر
|
صــوارمنا
حمــر
المضــارب
مـن
دم
|
قوائِمُهــا
مــن
جُودنــا
نَضـرةٌ
خُضـرُ
|
نسـيرُ
إلـى
الأعـداءِ
والطّيـرُ
فوقَنا
|
لهَـا
القوتُ
من
أعدائِنَا،
ولنا
النَّصرُ
|
فبـأس
يـذوب
الصـخر
مـن
حـر
نـاره
|
ولُطــفٌ
لــه
بالمـاءِ
ينبجـسُ
الصـَّخرُ
|
وجيــش
إذا
لاقــى
العــدو
ظننتهـم
|
أسـود
الشـرى
عنـت
لها
الأدم
والعفر
|
تَـرى
كـلَّ
شـَهمٍ
فـي
الوغَى
مثلَ
سَهْمِه
|
نفــوذاً
فمــا
يثنيـه
خـوف
ولا
كـثر
|
هـم
الأسـد
مـن
بيض
الصوارم
والقنا
|
لهُم
في
الوغَى
النّابُ
الحديدةُ
والظُّفرُ
|
يـرَوْن
لهم
في
القتلِ
خُلداً،
فكيف
بال
|
لقــاءِ
لقــومٍ
قتلهُــم
عنـدهم
عُمْـرُ
|
إذا
نُســبوا
كـانُوا
جميعـاً
بنـي
أَبٍ
|
فطعنهـــم
شـــزر
وضـــربهم
هـــبر
|
يظنُّــون
أنّ
الكفــرَ
عصـيانُ
أمرِنَـا
|
فمــا
عنــدهم
يومـاً
لإنعامنـا
كفـر
|
لَنَـــا
مِنهــمُ
إقــدامُهُم
وولاؤُهــمْ
|
ومنَّـا
لهـم
إكرامُـم
والنَّـدى
الغَمـرُ
|
بِنــا
أُيِّــد
الإســلامُ،
وازدادَ
عــزّة
|
وذل
لنــا
مــن
بعــد
عزتـه
الكفـر
|
قتلنَـا
البِرنْسـَ،
حِيـنَ
سـارَ
بجهلـه
|
تَحـفُّ
بـه
الفُرسـانُ
والعَسـكر
المجـرُ
|
ولـم
يَبـق
إلاَّ
مَـن
أَسْرنا،
وكيفَ
بالب
|
بقَـاءِ
لمـن
أخْنَـتْ
عليه
الظُّبا
البُترُ
|
وفـي
سـجننا
ابـن
الفنش
خير
ملوكهم
|
وإن
لــم
يكــن
خيـر
لـديهم
ولا
بـر
|
كأفعالِنَــا
فـي
أرضِ
مـن
حـانَ
منهُـمُ
|
وقــد
قُتِلــت
فرســانُه
فهــمُ
جُــزر
|
وســلْ
عنهُــم
الـوادِي
بـإقلِيس
إنَّـه
|
إلـى
اليـومِ
فيـه
مـن
دمـائِهمُ
غُـدرُ
|
هــم
انتَشــروا
فيـه
لـردّ
رَعِيلنـا
|
فمـن
تربـه
يـوم
المعـاد
لهـم
نشـر
|
ونحـنُ
أسـرنا
الجوسـَلِين
ولـم
يكُـن
|
ليخْشــَى
مــن
الأيَّــامِ
نائِبـةً
تَعْـرُو
|
وكــان
يظــن
الغــر
أنــا
نـبيعه
|
بمَــالٍ،
وكــم
ظَـنٍّ
بـه
يهِلُـك
الغِـرُّ
|
فلمــــا
اســـتبحنا
ملكـــه
وبلاده
|
ولــم
يبَــق
مــالٌ
يُسـتباحُ
ولا
ثَغْـرُ
|
كَحلنـاهُ،
نبغـى
الأجـرَ
في
فِعلِنا
بهِ
|
وفـي
مثـلِ
مـا
قَـد
نَـالَه
يُحرز
الأجرُ
|
ونحـن
كسـرنا
البغـدوين
ومـا
لمـن
|
كَســــرنَاه
إبلالٌ
يُرجَّـــى
ولا
جَبْـــرُ
|
وقـد
ضـاقت
الـدنيا
عليـه
برحبهـا
|
فلــم
ينجــه
بــر
ولـم
يحمـه
بحـر
|
دعتــه
إلــى
نكـث
اليميـن
وغـدره
|
بــذمَّتِه
النَّفــسُ
الخسيســة
والمكْـرُ
|
وقـد
كـانَ
لـونُ
الخيـل
شـتَّى
فأصبحَت
|
تُعـادُ
إلينَـا،
وهـي
مـن
دَمهِـم
شـُقْرُ
|
تـــوهَّم
عجــزاً
حِلمَنــا
وأناتَنَــا
|
ومـا
العجز
إلا
ما
أتى
الجاهل
الغمر
|
فلمـــا
تمـــادى
غيـــه
وضـــلاله
|
ولـم
يثنـه
عـن
جهلـه
النهي
والزجر
|
برزْنَــا
لــه
كــالليِثْ
فَـارقَ
غِيلَـه
|
وعــادَتُه
كســرُ
الفــرائس
والهَصــْرُ
|
وســِرنا
إليــه
حيــن
هـابَ
لقاءَنـا
|
وبـان
لـه
مـن
بأسـنا
البـؤس
والشر
|
فـــولّى
يُبــارى
عــائراتِ
ســِهَامِنَا
|
وفـي
سـمعه
مـن
وقـع
أسـيافنا
وقـر
|
وخلَّـــى
لنـــا
فُرســـانَه
وحُمــاتَه
|
فشــطر
لــه
قتــل
وشــطر
لـه
أسـر
|
ومــا
تنثنــي
عنــه
أعنـة
خيلنـا
|
ولـو
طـار
فـي
أفق
السماء
به
النسر
|
إلــى
أن
يـزور
الجوسـلين
مسـاهماً
|
لــه
فــي
ديـاج
مـا
لليلتهـا
فجـر
|
ونرتَجِــعَ
القــدسَ
المُطهَّــر
مِنهُــم
|
ويتلـى
بـإذن
الله
في
الصخرة
الذكر
|
إذا
اســتَغْلقتْ
شـمُّ
الحصـونِ
فعنـدنَا
|
مَفاتحُهــا:
بيضــٌ،
مضــاربُها
حُمــرُ
|
وإنْ
بلـدٌ
عـزَّ
الملـوكَ
مَرامُه
ورُمناهُ
|
ذلَّ
الصــــّعبُ
واستُســــهِلَ
الـــوعرُ
|
وأضـــحى
عليــه
للســهام
وللظبــا
|
ووقـع
المذاكي
الرعد
والبرق
والقطر
|
بنَـا
اسـتَرجَع
اللْـهُ
البلادَ
وأمَّـن
ال
|
عبــادَ،
فلا
خَــوفٌ
عليهــم
ولا
قَهــرُ
|
فتَحنـا
الرُّهَـا
حيـن
استباحَ
عداتُنا
|
حماهــا
وســنى
ملكهـا
لهـم
الخـتر
|
جعلْنَـا
طُلـى
الفُرسـان
أغمـادَ
بِيِضنا
|
وملَّكنَــا
أبكارَهــا
الفتكـة
البكـر
|
وتـــلُّ
عِـــزَازٍ،
صـــبّحتهُ
جُيوشــُنَا
|
وقــد
عجــزت
عنــه
الأكاسـرة
الغـر
|
أتَــى
ســاكنُوها
بِالمفاتيــحِ
طاعَـة
|
إلينــا
ومسـراهم
إلـى
بابنـا
شـهر
|
ومــا
كــلُّ
مَلْــكٍ
قــادِرٍ
ذو
مَهابـة
|
ولا
كــل
ســاع
يســتتب
لــه
الأمــر
|
ومِلْنــا
إلــى
بُــرج
الرَّصـاصِ
وإنَّـه
|
لكاســد
لكــن
الرصــاص
لــه
قطــر
|
وأضـــحت
لأنطاكيـــة
حـــارم
شــجىً
|
وفيهــا
لهَـا
والسـَّاكِنينَ
بهـا
حَصـرُ
|
وحصــن
كفــر
لاتــا
وهـاب
تـدانيا
|
لَنَــا،
وذُراهــا
للأَنُــوقِ
بــه
وَكـرُ
|
وفــي
حِصـن
باسـُوطَا
وقَـورَصَ
ذَلَّـتِ
ال
|
صـّعابُ
لنـا،
والنّصـرُ
يقـدمُهُ
الصـبرُ
|
وفاميـــة
والبـــارة
اســتنقذتهما
|
لنـا
همَّـة
مـن
دونهـا
الفَرعُ
والغَفرُ
|
وحصـــن
بســـرفود
وأنـــب
ســهلت
|
لنَـا،
واسـتحالَ
العُسرُ،
وهو
لنَا
يُسرُ
|
وفــي
تــل
عمــار
وفـي
تـل
خالـد
|
وفــي
حِصــْن
ســلقينٍ
لمملَكــة
قصـرُ
|
ومــا
مثــل
راونــدان
حصـن
وإنـه
|
لمَمتنعٌـ،
لـو
لـم
يسـهل
لـه
القَسـرُ
|
وكـم
مثـلِ
هـذا
مـن
قلاعٍ
ومـن
قـرًى
|
ومُزدَرَعَــاتٍ
لا
يحيــطُ
بهــا
الحصــرُ
|
فلمـا
اسـتعدناها
مـن
الكفـر
عنوة
|
ولــم
يَبـقَ
فـي
أقطارِهَـا
لهـمُ
أَثْـرُ
|
رددنــا
علــى
أهـل
الشـآم
ربـاعهم
|
وأملاكَهُمـ،
فـانزاحَ
عنهـم
بها
الفَقرُ
|
وجــاءتهم
مــن
بعــد
يـأس
وفاقـة
|
وقـد
مسـَّهُم
مـن
فقـدها
البؤْسُ
والضُّرُّ
|
ومـرَ
عليهـا
الـدَّهرُ،
والكُفـرُ
حاكِمٌ
|
عليهــا،
وعمـرٌ
مـرَّ
مـن
بعـدِه
عُمْـرُ
|
فنـالهُم
مـن
عَوْدِهـا
الخيـرُ
والغنَى
|
كمـا
نالنـا
مـن
ردهـا
الأجر
والشكر
|
ونحـنُ
وضـعنا
المكْـسَ
عـن
كـلِّ
بلـدة
|
فأصــبح
مســروراً
بمتجــره
الســفر
|
وأصــبحت
الآفــاق
مـن
عـدلنا
حمـى
|
فكُـــدر
قَطاهـــا
لا
يُروّعهــا
صــَقرُ
|
فكيـف
تُسـامِينَا
الملـوكُ
إلـى
العُلا
|
وعزمهـــم
ســـر
ووقعاتنـــا
جهــر
|
وإن
وَعــدُوا
بـالغزوِ
نَظمـاً،
فهـذه
|
رؤوس
أعـــاديهم
بأســـيافنا
نــثر
|
سـنلقى
العـدا
عنهـم
بـبيض
صقالها
|
هــداياهم
والبـتر
يرهفهـا
البـتر
|
ومـا
قولُنـا
عـن
حاجة
،
بل
يسوءُنا
|
إذا
لـم
يكـن
فـي
غزونـا
لهـم
أجـر
|
خزائنُنَـا
ملأَى
،
ومَـا
هِـي
ذُخرُنـا
ال
|
معَــدُّ،
ولكــنَّ
الثــوابَ
هـو
الُّـذخْرُ
|
ملكنـا
الـذي
لـم
تَحـوِهِ
كـفُّ
مالِـكٍ
|
ولـم
يَعرُنَـا
تِيـهُ
الملـوكِ
ولا
الكبرُ
|
فنحـن
ملـوك
البـأس
والجود
سوقة
ال
|
تواضـــع
لا
بــذخ
لــدينا
ولا
فخــر
|
عزَفنـا
عـنِ
الدُّنيا،
على
وجدِهَا
بِنَا
|
فمنهـا
لنـا
وصـلٌ،
ومنّـا
لهـا
هَجـرُ
|
وأحسـن
شـيء
فـي
الـدنا
زهـد
قادر
|
عليهــا
فمــا
يصـبيه
ملـك
ولا
وفـر
|
ولـولا
سـؤال
اللـه
عـن
خلقـه
الـذي
|
رعينــاهم
حفظــاً
إذا
ضـمنا
الحشـر
|
لمَلْنَـا
عن
الُّدنيا،
وقِلنا
لها
اغربي
|
لـك
الهجـر
منا
ما
تمادى
بنا
العمر
|
فمــا
خيـر
ملـك
أنـت
عنـه
محاسـب
|
ومملكـة
مـن
بعـدها
المـوتُ
والقـبرُ
|