أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
القصيدة أشهر قصائد إبراهيم المنذر، وهي في بلاد الشام على كل لسان، إلا أنها لم تشتهر نسبتها إليه، وفي كثير من المواقع زيادات على المشهور من أبيات القصيدة لعلها من صنيع الرواة  وقد رأيت من يخطئ فينسب القصيدة إلى أبي القاسم الشابي أو الأخطل الصغير بل في الناس من ينسبها إلى محمد إقبال ! والصواب بلا أدنى مجال للشك أن القصيدة من شعر إبراهيم المنذر، ولكن قصة القصيدة سبقه إليها الشاعر طانيوس عبده (1864- 1926) ويظهر التزام المنذر بحبكة طانيوس واضحا، حيث تسلسل الحركة تماما كما في قصيدة طانيوس، والفرق الوحيد أن المغري في قصيدة طانيوس امرأة وفي قصيدة إبراهيم (امرؤ) وقد سمعت غير مرة أغنية هندية وكانت ترجمتها العربية تتطابق مع قصيدة طانيوس وانشر هنا قصيدة طانيوس عبده للمقارنة:

أحـبـَّهـا  وهي تسبي العابدين وقد           تـصـيـدت قـلبه من داخل الجسدِ
الأبيات 8
أغـرى امـرؤٌ يومـاً غلامـاً جـاهلاً بنقـوده حتّـى ينـال بـه الـوطر
قـال ائتنـي بفـؤاد أمـك يا فتى ولـك الـدّراهم والجـواهر والدّرر
فمضـى وأغمـد خنجـراً فـي صدرها والقلـب أخرجـه وعـاد على الأثر
لكنّــه مــن فــرط سـرعته هـوى فتـدحرج القلـب المضـرج إذ عثر
نــاداه قلــب الأم وهــو معفّــر ولـدي حبيـبي هـل أصـابك من ضرر
فكــأن هـذا الصـوت رغـم حنـوّه غضب السماء به على الولد انهمر
فاســتل خنجــره ليطعــن نفسـَه طعنـا سـيبقى عـبرة لمـن اعتبر
نــاداه قلـب الأم: كـفّ يـداً ولا تطعـن فـؤادي مرتيـن علـى الأثر
إبراهيم المنذر
117 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة: أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتعلم في قرية المحيدثة (بلبنان) وأنشأ مدرسة داخلية سنة 1910 م في (بكفيا) بلبنان، استمرت خمسة أعوام. واشتغل بتدريس العربية. ودرس الحقوق فتولى رئاسة بعض المحاكم. وانتخب نائبا عن بيروت في مجلس لبنان الني أبي سنة 1922 وظل 20 سنة. وعمل في الصحافة. وترأس جمعيات. وكان من المناضلين في سبيل العروبة.ونشر في الصحف والمجلات مقالات كثيرة.وله (كتاب المنذر - ط) في نقد أغلاط الكتاب، و (حديث نائب - ط) استعراض لسياسة البلاد من الاحتلال الفرنسي حتى سنة 1943 و (الدنيا وما فيها - ط) في موضوعات مختلفة، و (رواية - ط) في حرب طرابلس الغرب، وخمس (روايات - خ) تمثيلية، و (ديوان - ط) الجزء الاول منه. وتوفي ببيروت. (عن الأعلام للزركلي)

ولد إبراهيم المنذر يوم 7/ تموز/ 1875 وفي عام 1910 أسس مدرسة «البستان» الداخلية في «بكفيا» التي استمرت خمسة أعوام، ثم أقفلها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914.

وتوفي يوم 25 - 8 - 1950

1950م-
1369هـ-