هو المجد فاطلبه وإن عز طالبه
الأبيات 27
هـو المجد فاطلبه وإن عز طالبه وجــد وإن ضـاقت عليـه مـذاهبه
وسـارع إلـى تشـييد أركانه فلا قـرار لنـا والعـدل هدت جوانبه
ولا تتبــع قـول أمـرئ كـل همـه غــداء شــهي أو كعــاب تلاعبـه
فيصــبح فـي ضـيم ويمسـي بذلـة مخافـة أن ينـأى عليـه حبـائبه
فلا خيـر في هذا وإن للهدى ادَّعى أليس الهدى إيثار ما أنا طالبه
أليـس الهـدى إيثـار سـنة أحمد أما بزغت في المجد شمسا مناقبه
أمـا شـيد العلياء حتى بنى لها مـن العـز بيتـا ساميات مناصبه
وقـد سـلك الصـحب الكرام سبيله وجــانب عنـه ضـلة مـن يجـانبه
وإن أبــاك الــذمر لا شـك أنـه علـى مفرق الجوزاء شيدت مراتبه
وكان على ما قد رأيت من العلى ومثلــك لا تخفـى عليـه منـاقبه
أليس سبيل العز أولى بذي النهى وإن كــدرت للــواردين مشـاربه
وإن جنـان الخلد حفت بمكره الن نفـوس ودون الخيـر تبدو متاعبه
ومن تحت ظل السيف فالتمس البقا إذا حكّمتـه فـي المعادي مضاربه
ولا جبــن إلا أن تــولي هاربــا ولا بأس إن لم يجرع الصبر ناسبه
وأنــت إذا فكــرت أيقنـت أنـه بخـوض المنايا يدرك العز خاطبه
وإن ســلوك الـذل للمـرء فاضـح إذا ما عزيز النفس طابت عواقبه
ألا فاتخـذ أعلـى الأمـور شـهامة وخلـف حليف العجز مع ما يراقبه
وقـم للعلى إن العلى ليس ترتضي سـواك إمامـا للمعـالي تخـاطبه
وكن لمريد الظلم من أعظم البلا إذا نشـبت فـي المسلمين مخالبه
ولا تخــش منــه بطشـه إن كيـده ضـعيف وإن جلـت لـديهم معـاطبه
ومـا حـاذر العجـاز حـي تذللوا سوى كأس ماء الحين والكل شاربه
ومــن كـان ذا علـم بـأن إلهـه ولـي أمـور الخلـق هانت مصائبه
وخــل مــداراة الرجـال فإنهـا هـوان على من عز في الله جانبه
وقــل لأسـير الضـيم لقيـت عـزة حنانيـك إن البـأس يرفـع صاحبه
وإن فـتى لـم يطلـب المجد عمره فقـد خسـر المسـعى وضلت مطالبه
فهـل مبلـغ عني بني المجد إنني علـى العهـد لا أنفك عما أطالبه
وإن صـوبت نحوي الليالي سهامها ودق عظـامي مـن زمـاني نـوائبه
نور الدين السالمي
6 قصيدة
1 ديوان
1914م-
1332هـ-