قضت أحسابنا أن لا ندينا
الأبيات 32
قضــت أحسـابنا أن لا نـدينا لحكـم الحادثـات وإن رزينـا
وعــزم صــادق يـأبى علينـا لغيـر المكرمـات وإن بلينـا
وحــاولت العلا منــا نفــوس لهـا شـرف يفـوق الطائلينـا
نحـاول نصـر ديـن الله جهرا وإطفــاء لبغــي المعتـدينا
ونحتسـب المصـائب والرزايـا ثوابــا عنـد رب العالمينـا
فلا يحسـب فـتى أنـا انثنينا عـن العليـا لما فيها لقينا
لقينـا هـدم ركـن كـان حصنا مـن البلـوى ونـورا مستبينا
همـام ليـس يرضى غير صيد ال كمـاة الصـيد بين الصائدينا
لـه همـم تـدوس النجـم تيها وعــزم يبهــر المتأملينــا
فكــم ملــك لــه عـز منيـع تمنّـى مـن مهـابته المنونـا
وكـم دانـت لـه بـالرغم قوم تعــاطت موثقـا أن لا تـدينا
وبــاغ فــي عشــيرته عزيـز تحــالف قــومه أن لا يهونـا
أضـاف بلحمـة العصـيان جهرا وكفــر قــومه ذاك اليمينـا
ومشـكلة بهـا العلماء أضحوا بــداجي ليلهــم متحيرينــا
فحـل عوصـيها وأمـاط عنهـا نقـاب الجهـل بين العارفينا
وكـم مـن معتـف لـم يلف إلا بســاحته مــرام المعتقينـا
أبـا عيسـى لقـد أتعبت قوما أتـوا للمجـد بعـدك خاطبينا
فكــم جيـش سـحبت وكـم كمـي قتلـت وكـم أنلـت السائلينا
وكــم مجــد علـوت وكـم علاء سـموت وكـم قمعـت المعتدينا
فمـن للمجـد بعـدك والمعالي ومـن للحكـم بيـن المسلمينا
لقـد قضـيت عمـرك فـي مـرام تقاصــر عنـه جـل الأقـدمينا
وأعطيـت الشـهادة وهـي أعلى مقــام نــاله المتقربونــا
فـإن نـرزأ بمثلـك يـا همام فبالمختـار قبلـك قـد رزينا
لقـد دفنـت بقـبر أنـت فيـه خصــال الأكرميــن الأفضـلينا
جزاك الله عن ذا الدين خيرا جـزاء المحسـنين المخلصـينا
وأنهــض للبريـة فـي ذراهـا فــتى بطلا يقــد الـدارعينا
يرى الإحجام في الهيجا حراما ويعتقـد التقـدم منـه دينـا
تـزف لـه الخلافـة بيـن قـوم أبـاة الضـيم كهف الملتجينا
يـرون الحـق في طرف العوالي وأن المجــد نهـج الأربعينـا
فيحيـي مـا أمات الدهر قدما ويبنــي للعلا حصــنا حصـينا
ويطلـع للهـدى شمسـا علينا وينشـر سـنة المختـار فينـا
عليـه مـن إلـه العـرش أزكى صــلاة مـا دعـاه الكاملونـا
نور الدين السالمي
6 قصيدة
1 ديوان
1914م-
1332هـ-