على مثل هذا الخطب ينصدع الصدر
الأبيات 22
علـى مثل هذا الخطب ينصدع الصدر وتنكسـف الشـمس المنيـرة والبدر
وتبكـي عيـون المكرمـات وما لها إذا لـم تجـد بالدمع عهد ولا عذر
كـأن علـى الـدهر الخـؤون إليـة بـأن يفجـع الأكبـاد فيمن له خطر
وممـا يجـل الخطـب أن بني الدنا أضـــرهم كــثر وأنفعهــم نــزر
ولـولا وفـور النقـص لم ينع كامل ولـولا ندور التبر لم يشرف التبر
علـى قـدرها تعطى النفوس وتبتلى وفـي الموطن المرهوب يختبر الحر
وكـائن عـذلنا الـدهر وهو بصرفه دؤوب كـأن الـدهر فـي أذنـه وقر
دهانـا الـردى فيمـن نود بقاءها وأرثنـا مـا ليـس يـدفعه الصـبر
أسـى لـو يمس البحر بعضه ما جرى ولـو مـس صـم الصخر لانفلق الصخر
ونكـدا يضـيق المرء عن حمل جزئه فلحظتـــه يــوم وأيــامه دهــر
فمـن لـذوي الباسـاء يجبر كسرهم ومـن لوظيـف الذكر إن أزف الفجر
ومـن للأيـادي البيض والهمم التي إذا ذكـرت ينحـط عن سمكها النسر
كفـى بجميـل الـذكر زاد الراحـل إلـى حيـث رب الذخر ينفعه الذخر
ايـا قـبر لـو أنصـفت طـرت مسرة فقـد حل فيك العز والمجد والفخر
وأصــبحت محمــودا بخيـر كريمـة وتـاقت إليـك الأفق والأنجم الزهر
وروضـا حبـاه اللـه منـه عنايـة فعـاجت لـه الأملاك والأوجـه الغـر
ســقاك مــدى الأيـام صـيب رحمـة وفـاح على الأرجاء من طيبك النشر
وأيــد بالصـبر الجميـل أميرنـا علـى حـادث فـي مثلـه يعظم الأجر
وإن لــه أعلــى الإلــه مقــامه ثباتا إذا ما الغير زعزعه الذعر
وحلمـا يعيـد الصـعب سـهلا وخيرة وعزمـا تهـي عن درك رتبته السمر
فلا نظــرت عليــاه بعــد كريهـة ولا حفهــا إلا الســعادة والبشـر
ودام ســرير الملـك يسـمو بعـزه كمـا يزدهـي من يمن طلعته القطر