عذر المتيم في عيون العين
الأبيات 24
عـذر المـتيم فـي عيـون العيـن وفتــورهن علــى الغـرام معيـن
كـم مـن شـهيد بين أرجاء الحمي بفتــور الحــاظ وســحر جفــون
ومســـفد مــن نــومهن ومنتــش مـــن ســكرهن وهــائم محــزون
لـم ألـف فـي زمـر الأحبة مسعدا فــي حبهــن ســوى عيـون عيـون
وخشيت من قلبي التقلب في الهوى لمــا اكتــوى فطلبتــه بضـمين
دينـي عليهـن الوصـال وقـد وفا شــرطي فهلا تركــن مطــل ديـون
يـا عـاذلي كـن عاذري في حب من قــد طـال شـوقي نحوهـا وحننـي
لـو أبصـرت عينـاك أقمار البها مــن فــوق كتبـان سـمت وغصـون
ورأيــت طعــن خناصــر بمحـاجر مــن تحــت ليــل ذوائب وقـرون
وشـهدت بـرق مباسـم كالـدرر في أســلاكه والطلــع فـي العرجـون
وشــممت عــرق مواســم بمباسـم لشـــفاهها كــالأري والزرجــون
لعـذرت مـن ملـك الجمـال قياده ولـدنت فـي شـرع الهـوى بالهون
وعلمــت أن لا شـيء يفضـله سـوى مــدح الخليفـة سـيدي المـأمون
علـم تسـربل في العلا حلل الرضي وعلا بتســـليم وحســـن يقيـــن
وسـما بـه الظـن الجميـل لرتبة لـم يـرض قبـل صـعودها بالـدون
عرفـت بـه همـم سـمت مـن زخـرف فأبــان عــن سفسـافه الموهـون
وأتـى الرعيـة حظهـا مـن رفقـة فــإن رهبــة حكمـه فـي الليـن
عــف الضـمائر والجـوارح فيهـم عــن نيــل مظلمـة وكشـف ظنـون
خلــق كــأخلاق النســيم لطيفـة وشــمائل كــالروض غــب هتــون
ومـواهب تحكـي السـحائب عفوهـا بعطـــاء لا نـــزر ولا ممنـــون
مغنــاه مغنــي للمـبيت ولفظـه مغــن عــن التوضـيح والتلقيـن
لـــم تلقــه إلا مشــمر ذيلــه متأهبــا للخيــر غيــر ضــنين
أسـني الـدخائر عنـده ما يقتني لعلا العســاكر أو أمـور الـدين
وألــذ شـيء عنـده عـرض الجيـا د مـع السـلاح المنتقـى المتقون
إدريس العمراوي
16 قصيدة
1 ديوان

إدريس بن محمد بن إدريس العمراوي الإدريسي.

وزير، فقيه، من الشعراء الكتاب المترسلين. كان كريم السجايا طويل النجاد صادق اللهجة. استوزره السلطان محمد بن عبد الرحمن (صاحب المغرب) ووجّهه إلى فرنسة سفيراً أواخر سنة 1276هـ فأقام بباريز 42 يوماً وألف في رحلته كتاباً سماه (تحفة الملك العزيز بمملكة باريز - ط) وصف فيها ما شاهده في سفره من المنتزهات ودور الآثار والسكك والسلاح والسياسة والنظام والمدن، وعاد، فانتدب سفيراً إلى إسبانيا. وتوفي في رباط الفتح.

جمع ديوان أبيه محمد بن إدريس (1264هـ).

1879م-
1296هـ-