إنّ دأب الكرام بذل المرام
الأبيات 32
إنّ دأب الكــرام بــذل المــرام وســجايا العظــام عــزّ المضـام
ودليــلٌ علــى شــفوف المعــالي فـي مراقـي الكمـال نفـعُ الأنـام
وكــذا عـزّ ذي المكـارم والفضـل والســـؤدد مرتـــوي كــل ضــام
أيهــا المرتجَــى النجـاح تمسـّك بقـــويّ الخيـــروز لا بالثمــام
وإذا مــا أتــت خطـوب الليـالي وادلهمّـت فاعتصـم ببـاب الكـرام
ولتطـف حـول كعبـة المجد والبشر أيهــا المعتفــي بنَيـل المُـرام
غيـرَ أنّ الجـواد لفـظٌ غـدا معـن اه وقفــا علــى علــيّ الهُمــام
ذلـك الفاضـلُ الـذي فضـُلَت كفّـاه فــي الجــود والكفــاةِ العِظـام
مـن غـدا فـي ذرا المكـارم سـام وعـن اللـوث عرضـه الـدهر حـامي
إن تقـــس آل برمـــك ولهـــاهُم بنـــداه أعــددتهُم فــي اللئام
معصــم الملــك تــاج كـل فخـار رايـــة المجـــد عــدة الأيــام
رايــه الثــاقب المســدّد أضـحى فـي العويصـات مثـل وقـع السهام
نـال بـالرفق والتـدبير مـا لـم يــره غيــره ولــو فـي المنـام
وحـــوى عـــزّة ورفعـــة جـــاه وفخــام أعظــم بــه مــن فخـام
رائق البشــر كلمـا جئتـه أبـدى إليـــك طلاقـــة فـــي ابتســام
وإذا مـــا شـــكوته ضــرّ دهــر وشـــياطينه يقــل فــي ذمــامي
يــا جميـل الفعـال جـاءك مـدحي شــاكراً لــك شــاكيا بــاللئام
نبحتنـــا الكلام ظلمــاً فجئنــا نســــتجير بـــزارةِ الضـــرغام
وعثَـت فـي البلاد بالسـوء والفحشِ وقـــامت بـــالمكر كــلّ مقــام
بفظيــــع قبــــائحٍ لا تُجـــارى وفضـــــيح فعــــائلِ الآثــــام
نصـبوا العـاهرات للناس في الطر قِ عيانــاً ووســّعوا فــي إقـدام
أكلــوا كــل مــا يبـاع فلا حـقّ وألغــــوا وظيفــــة الأحكـــام
وأخــو العلــم والتلاوة هــانوهُ وذوو الفســقِ منهـمُ فـي احـترامِ
يأخـذونَ الرشـا علـى البضع للمَر ةِ وعلـــى كـــل تركــه وخصــام
وتـرى الوقـف بعـد أن كـان حـرا صـــار عبــدا يبــاع بالأســوام
وتلاشـــت رســـومه بيـــنَ مســخٍ وانتهــــابٍ ومطـــرحٍ للقمـــام
أمرضــتهُم جنــونُ حـبّ الـدنانيرِ فأمســــوا كصـــاحبِ البرســـامِ
يــا ولاةَ الأمــور هــذي سـليمانٌ تنـــادي يـــا نَغـــرةَ الإســلام
رفعـت أمرهـا إلـى الحكـم الشهمِ المفـــدّى وســـيفها الصمصـــام
فأقلهـــا ممّــا دهاهــا بحــزمِ يـــا مكيــن الــولاة والحكّــام
واحسـمِ الضـيم يا أخا المجد طرا وكريــــم الآبــــاء والأعمـــام
لا تزالوا بعزّة اللّه مشكور الفعا ل علـــــى مـــــدى الأيـــــام
محمد ماضور
4 قصيدة
1 ديوان

محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ماضور، أبو عبد الله.

شاعر تونسي، من أصل أندلسي، ولد ببلدة سليمان، وكان أبوه قاضياً لجهة الوطن القبلي، تعلم بالكتّاب في مسقط رأسه، ثم واصل الدراسة في جامع الزيتونة بتونس العاصمة، تصدر بعد تخرجه للتدريس بالجامع الأعظم، توفي والده سنة 1199هـ فعاد إلى مسقط رأسه، وقام مقامه في الإمامة والتدريس والقضاء.

من آثاره: (ديوان)، و(مختارات أدبية)، و(تقييدات وحواش كثيرة على الكتب التي كان يقرؤها).

1811م-
1226هـ-