بدر السما أم نور وجهك يزهر
الأبيات 26
بـدر السـما أم نـور وجهك يزهر لمـــا خطــرت بحلــة تتبخــتر
هــي خلعـة خلعـت قلـوب حواسـد لكــن بهــا أحبــابكم تستبشـر
فـأعجب لهـا مـن خلعـة ديباجها يسـبي العقـول ونـور وجهك أنور
حلـل الجمـال مـع الجلال وزدتها عـن حسـنها وجمـال حسـنك أبهـر
مـا عـاين الـراؤون حسنك بادياً إلا وحقـــك هللــوا أو كــبروا
تحــت الســناجق قـد بـدا لألاؤه نــور علــى علـم ووصـفك أشـهر
يـوم لبسـت المجـد كـان ثنـاؤه بيـن الخلائق فـي المحافـل يذكر
مـا البدر في أفق السماء ونوره بـادي السـناء فنـور وجهك أبدر
قاسـوك بالشـمس المنيرة يا علي بيـن الكـواكب فـي العلا تتبختر
للـــه ســـر فـــي علاك وإنــه يــا كامــل الأوصـاف سـر مظهـر
ورأيــت نعمانــا بخـدك مشـرقا لـي مـن بهـا تلك الشقائق منذر
وجـه الغزالـة والغـزال ولحظـه تحـت البيـارق غيـر أنـك قسـور
ولقـد رقيـت مـن المعـالي رتبة الوصـف بيـن النـاس عنهـا يقصر
واستبشـرت آفـاق تـونس مـذ بدا سـعد السـعود على المنازل يقمر
جـر السـحاب الـذيل عن أرجائها والرعـد زمـزم والحيـا مسـتمطر
مـن كان مثلك في الرئاسة معرقا لا عيــب فيــه إذ يقـول ويفخـر
النــاس مـن مـاء وطيـن أصـلهم فـأعجب لـذاك وأصـل مجـدك عنبر
مـن جـود الخـال الزكي فلم يخب نســلاً ومثلــك بالرئاسـة أجـدر
يـا آل بيـت شـاد حسـن صـنيعكم وروى ثنـاكم فـي البلاد المخـبر
الـدهر منقـاد لكـم مـا تأمروا طوعـاً لـديكم أوردوا أو قصـروا
طـاب الزمـان بكـم وزان بفعلكم كرمــت أواخركـم وطـاب العنصـر
من قال تأثير الكواكب في الورى فالفعـل منكـم فـي النجوم يؤثر
المجــد مجــدكم وعبـد ركـابكم مهمـا فعلتـم قللـوا أو كـثروا
عـش يـا علـي فـي هنـا مسـتقبل لا تختشـي مـن دهرنـا مـا يحـذر
عطـر الثنـا يروي عليك ولم يكن يــوفي بحقــك عـن فخـرك أعطـر
اللــه أولاك البلاد فلــم تــزل تنهـي بمـا ترضـى النفوس وتأمر
ابن أبي دينار
11 قصيدة
1 ديوان

محمد بن أبي القاسم الرعيني القيرواني، أبو عبد الله، ابن دينار.

مؤرخ، شاعر، ولد في القيروان، وتعلم بالكتّاب في مسقط رأسه، ثم ارتحل إلى تونس لمواصلة الدراسة بجامع الزيتونة، ثم تصدر للتدريس بالجامع الأعظم مدة، ثم ولي القضاء في عهد مراد الثاني.

له (المؤنس في أخبار إفريقية وتونس - ط)، (مناقب الأئمة الأربعة - ط)، و(هداية المتعلم في آداب التعلم)، و( رضاب العقيق في الروض الأنيق في مجاراة الإخوان وأحوال الصاحب والصديق).

توفي في تونس العاصمة.

1698م-
1110هـ-