وثقتَ بنصر اللّه تمّ لك النصر
الأبيات 34
وثقـتَ بنصـر اللّـه تـمّ لك النصر وعنـد احتباك العسر جاملك اليسر
علـيّ علـوت النـاس قـدرا ورفعـةً تسـاعدك الـدنيا ويخـدمك الـدهر
فجـــدّك منصـــورٌ وأنــت مؤيّــد وربّــك فعّــاٌ وقــد قضــيَ الأمـر
وإن مكــر الأعـدا بسـوء فعـالهم فصـاحب مكـر السـوء حلّ به المكر
ومـا عـذرهم والعفـو منـك سـجيّة أكـان نهـار الكاف في غدرهم عذر
ألمّـا يـروا في يوم وسلات ما جرى علـى صـخره لو كان يستخبر الصخر
وحجــر ســبيب ف ســبيبة قـادهم إلـى اسـرهم والعفـو منّ به الحرّ
وقــد غرســت أوراقهــم بعروسـة وبعــد عـروس لا يكـون لهـم عطـر
لـك اللّـه كـم تعفو قبيح فعالهم وليـس لهـم عمّـا مننـت بـه شـكر
علـيّ أبـا الهيجـاء تنحو لنحوهم حروبــا فلا زيـد هنـاك ولا عمـرو
فلا ســيف إلا مــا هـززت ولا فـتى سـواك لهـا يرجـى إذا صـعب الأمر
ويـوم التقـى الصـفان يـوم محجّل فـــأوّله حشـــر وآخـــره نشــر
بعثــت لهـم بـالرعب كـل كتيبـة طيـورا تـؤم الحـرب يقـدمهم صقر
وجيــش خميــس بالكمــاة تعــدّه علـى الأرض يمشي ليس يحمله البحر
علــى صـافنات مـن جيـاد سـوابق قوادمهــا شــهب لواحقهــا شـقر
رأوا عجبـا مـا يذهل العقل دونهُ وإن كـان جـل القوم ليس لهم حجر
ســماءٌ قتــامٌ والنجــوم أســنّة بوارقهــا بــرق أهلّتُهـا البشـر
فولّـوا حيـارى والمنايـا توابـع تمـرّ بهـم زحفـا وقـد قصر العمر
وقـد وردوا حـوض الـردا بصدورهم مـــذاقتهُ هـــمّ ومطعمـــه مــرّ
كتبــت بهنــديّ خطوطــا وأعجمـت بخطيّهــا والنقـط يقبلـه السـطر
فأمسـوا سـكارى مـن كـؤوس منيّـة منقعـة فـي السـم نكهتهـا الخمر
فمـالت علـى الأقدام منهم رؤوسهم ولا عجـب للـرّأس مـال بـه السـكر
وكــم هــارب تحـت الظلام بروحـه وآخــر ملقــى فـي جـوارحه بـتر
وأظلمـت الآفـاق عنهـم فلـم يبـن إلـى أحـد مـن عظـم روعتـه قطـر
يــودّ ظلام الليــل مــدّ رواقــه وظـل علـى الآفـاق ليـس لـه فجـر
وفـرّق بيـن الهـام والجسـد الذي تكنّفهــا رمــيٌ وفــارقه السـتر
وإن بكـت الخنسـاء عن فقد صخرها زمانا فعنهم ناحبا كم بكى الصخر
تقاســمت الأفــال منــك ومنهــم فمنـك لهـم روع ومنهـم لك العمر
وكـم نظمـوا كيـدا فلم يغن عنهم إذا كنـت ممّن شأنه النظم والنثر
علــيّ همــام زاده اللّــه رفعـة إمامـا مقامـا في علاه سرى البدر
أميـر جيـوش العز في دولة الهنا وبــاي بلاد الغـر بواتضـح الأمـر
تــراه إذا مـا جئتـه فـي مهمّـة يلـوح علـى مـرأ محاسـنه البشـر
عليــه مــن الرحمـان كـل تحيّـة تمــدّ بــأعوام ويتبعهـا الـدهر
ولا زال أهلا للمحامـــد والثنــا وفيـه وفـي عليـاه ينتظـم الشعر
ابن أبي دينار
11 قصيدة
1 ديوان

محمد بن أبي القاسم الرعيني القيرواني، أبو عبد الله، ابن دينار.

مؤرخ، شاعر، ولد في القيروان، وتعلم بالكتّاب في مسقط رأسه، ثم ارتحل إلى تونس لمواصلة الدراسة بجامع الزيتونة، ثم تصدر للتدريس بالجامع الأعظم مدة، ثم ولي القضاء في عهد مراد الثاني.

له (المؤنس في أخبار إفريقية وتونس - ط)، (مناقب الأئمة الأربعة - ط)، و(هداية المتعلم في آداب التعلم)، و( رضاب العقيق في الروض الأنيق في مجاراة الإخوان وأحوال الصاحب والصديق).

توفي في تونس العاصمة.

1698م-
1110هـ-