يدعو النبي بعمِّه فيجيبه

وفي ترجمة أبي عمرو الشيباني في تاريخ بغداد:

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا المظفر بن يحيى الشرابى حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله المرثدي عن أبي إسحاق الطلحي قال أخبرني أحمد بن محمد بن إبراهيم قال قال لي أبو عمرو الشيباني كنت أسير على الجسر ببغداد فإذا أنا بشيخ على حمار مصرى بسرج مدينى فعلمت أنه من أهلها فكلمته فإذا فصاحة وظرف فقلت من أنت قال أنا من الأنصار قال ثم قال لي ابتداء أنا بن المولى الشاعر إن كنت سمعت به قال قلت أي

والله لقد سمعت به أنت الذي تقول:

الأبيات 15
يــدعو النـبي بعمِّـه فيجيبـه يـا خيـر من يدعو النبي جلالا
ذهـب الرجـالُ فلا أحـس رجـالا وأرى الإقامـة بـالعراق ضـلالا
وأرى المرجـي للعـراق وأهلـه ظمـــآن هـــاجِرةِ يؤمــل آلا
وطربـت إذ ذكـر المدينة ذاكرٌ يـوم الخميـس فهاج لي بلبالا
فظللـتُ أنظر في السماء كأنني أبغــي بناحيـة السـماء هلالا
طربـاً إلـى أهل الحجاز وتارةً أبكــي بــدمعٍ مسـبلٍ إسـبالا
فيقـال قـد أضـحى يحـدث نفسه والعين تذرف في الرداء سجالا
إن الغريـب إذا تـذكر أوشـكت منـه المـدامع أن تفيـض عِلالا
ولقــد أقـول لصـاحبي وكـأنَّه ممـــا يعالــجُ ضــُمِّنَ الأغلالا
خفـض عليـك فمـا يُرد بك تَلقَه لا تكــثرنَّ وان جزعــت مقـالا
قد كنت إذ تدع المدينة كالذي تـرك البحـار ويمَّـمَ الأوشـالا
فأجـابني خـاطر بنفسـك لا تكن أبـداً تُعـد مـع العيال عيالا
واعلـم بأنـك لـن تنال جسيمةً حــتى تجشــِّم نفسـك الأهـوالا
إنـي وجـدّك يـوم أتـرك زاخراً بحــراً يُنفـل سـيبهُ الأنفـالا
لأضـلُ مـن جلـب القـوافي صعبةً حــــتى أذلَّ متونهـــا إذلالا
ابن المولى
21 قصيدة
1 ديوان

محمد بن عبد الله بن مسلم، مولي بني عمرو ابن عوف من الأنصار. شاعر متقدم مجيد، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، من اهل قباء، كان ظريفاً عفيفاً، حسن الهيئة، وهو القائل:

وبالناس عاش الناس قدماً ولم يزل    من الناس مرغوب إليه وراغب

ولد ونشأ في المدينة، ومدح بها عبد الملك بن مروان، وأسنّ، حتى لحق الدولة العباسية فمدح قثم ابن العباس (أمير اليمامة) وآخرين، ورحل إلى العراق فاتصل بالمهدي العباسي ومدحه، وسافر إلى مصر، فأكثر من مدح يزيد بن حاتم المهلبي.

786م-
170هـ-