الأبيات 22
يـا ربِّ قـد بعتُ كُتبي فحســبيَ الـذلُّ حسـبي
بعــتَ الصـَّفِي برخيـصٍ ومثلـــهُ المتنـــبي
وابـنَ هـاني ويـا ما هُنَئتُ فيـــهِ وصــحبي
كـــذا القلائد لمَّــا غلـــت قلائدُ كســـبي
عقيانهــا يــايَنَتني فبــان إفـراط كربـي
خريـدة القصـر أضـحت عـن قصـر يـدّي تنـبي
والتفــتزانيُّ افــتى تصــريفُهُ فعـل خطـبي
تعــدادها زاد وجـدي والعــدّ يـوجب ثلـبي
فالصـمت عن ذكر كنزي أولـى لتخفيـف ما بي
لا درَّ درُّ زمـــــــانٍ فــرق بينــي وكُتـبي
وليتنــي لــو تقضـَى مـن قبـل بيعـيَ نحبي
وكـــل هـــذا لأنــي عصــوتُ بــالاثم ربـي
وفُقـت أهـل المعاصـي طــرّاً بـافراط ذنـبي
فمـا تـرى عـدتُّ القى مــن القصـاص المهـبِ
أو مــن يقينـيَ منـهُ والاثــم يـوجب عتـبي
الاَّك اذ انـــت ربــي وفـــي الخلاص محــبي
اليــك وجهــتُ وجهـي يا ذا السميع الملبي
فــانعم بتوبـة عبـدٍ مــن الغوايـة مسـبي
بجــاه بكــرٍ بتــولٍ شــفيعتي يـوم كربـي
منــي عليهــا ســلامٌ عـن خـالص الحب ينبي
مــن عبــد رقٍّ يرجـي مـن فضـلها خيـر قربِ
فــذاك غايــة سـؤلي ومنيــتي وهـو حسـبي
نعمة الحلبي
4 قصيدة
1 ديوان

نعمة بن الخوري توما الحلبي.

شاعر، ناثر، ولد في مدينة حلب أواخر القرن السابع عشر، وكان أبوه توما أحد الكهنة الملكيين نافذ الكلمة سامي الكعب في قومه، شرع نعمة بدراسة مبادئ العلوم على أدباء مدينته فأتقنها بوقت قريب، ثم أخذ يتعلم الشرع والفرائض، وحفظ شيئاً كثيراً من أشعار العرب ونوادرهم وأخبارهم، واشتهر بين أصحابه بأدب النفس وعلو الهمة وثبات العزيمة، وكان عذب اللسان خفيف الشمائل فرغب أدباء الشام ووجهاؤهم في مجالسته وأعجبوا برقة محاضرته.

1769م-
1183هـ-