الأبيات 61
ســـبحان مـــن لا يقــى إلا وجهــه وتقدســـت اســماؤه طــول المــدى
أي مــا سـواه إلـى الفنـاء مـآلهُ إن كـان مـن أهـل الضـلال أو الهدى
بكــت المـدارس والمجـالس إذ بـدا سـهم الـرَّدى بأبي المعالي المقتدى
أســتاذنا القصــاب ركــن بلادنــا مــن كــان بحـراً بـالعلوم مُسـَدّدا
قـد كـان مـن كـل المـذاهب حاويـاً مــا قــد حـواه الشـافعيُّ وأزيـدا
أومالــك وأبــو حنيفــة ثــم مَـن قـد كـان يُـدعى بـابن حنبـل أحمدا
أســفا علــى طـود العلـوم تصـدعت أركــانه وكــذا الســَّنام تبــددا
أســفاً علــى بحـر المكـارم مـاؤه قـد غيـض والأسـماك حـل بهـا الردى
بكــت المحــابر بعـد فقـد ملاذنـا مــن بعـده مـن ذا يَمـدُّ لهـا يـدا
وكــذلك الكتــب القديمــة بعــده معنـــاهم عــن كــل تــال شــُرَّدا
إن المُهَـــذَّبَ قـــد تـــألَّى أنــهُ لســواه لا يبــدي طريــق الاهتِــدا
بـــل لا يـــزال ملازمـــاً لمحلــه حزنــاً إلـى يـوم القيامـة مُرصـدا
والروضــة الحســناءُ لـو أبصـرتها تبكــي دمــاً فـوق السـطور منضـَّدا
فلمســلم قــال البخــاري مقســما بعـد الفـتى القصـاب قـد صرنا سدى
علــم البــديع عليـك يبكـي حَسـرة والمســتقيم مــن البيــان تـأوّدا
علــم المعــاني صـار لا معنـى لـه مـن بعـد فقـدك واسـتهانَ به العدا
بحــر العـروض فـذاك أضـحى معرضـا عمــن ســواك ولــم يَبُـلَّ لـه صـدا
النحــو مــن ينحــوه بعـدك سـيدي يــا سـبويه الـوقت يـافرّا المـدى
علــم الحــديث فلا يُحــدّث بعــدكم لمحـــــدَّثٍ إلا بكـــــى تنهِّــــدا
الفقــه قــد يبكيــك طـول زمـانه إذ لا ينــال ســواك منـه المقصـدا
قــد كنـت أصـلاً فـي الأصـول محكمـاً قـد تهـدي فيـه مـن يـروم الاهتِـدا
قـد كنـت فـي التوحيـد فردا مفرداً وشــريعة المختــار كنــت مؤيَّــدا
قــد كنــت واللــه كريمـاً مكرمـا للقاصـــدين وتبســطِنَّ لهــم يــدا
مــا حــلّ ســاحتكم فقيــر مُعــدِمٌ غلاّ ونــــال مُــــرادَهُ وتــــزوّدا
فضــلاً عــن المـال التقـى وتحـولت أحــوالُهُ مــن شــقوة بــل أسـعدا
يــا أهــل ديــرِ عَطيــةٍ وســواهُمُ هـذا الـذي قـد كـان فيكـم مرشـدا
فقَــدَ الحيـاةَ فهـل تطيـب حيـاتكم مـن بعـده مـن قـال إي فقـد اعتدى
صــبوا الــدموعَ لفقـده لا تبخلـوا أســفي عليــه حســرة طـول المـدى
يـا مصـر هـل بُلِّغـتِ مـا قـد نابنا بملاذنـا بحـر العلـوم بحـرِ النَّـدى
الشــيخ عبــدالقادر القصــابُ مـن قــد كــان أزهـرك الزهيـر مُشـِيَّدا
عشــرين عامـاً مـع ثمـان قـد قضـى فيــه إلــى أن صـار شـيخاً مفـردا
في الزهد والعلم الشريف وفي التقى ولكــل طــاغ مــن غــوايته هــدى
قـــد جــاءه أمــر الإلــه وحَلَّــهُ فـــرآه منتظـــراً لـــه متجــردا
فرحــاً بِلقيــا اللــه جــل جلالـه وَلِكَــي يــرى روحَ الوجــودِ محمـدا
وصـــحابه فهـــم لأجـــل قـــدومه لبسـوا الحريـرَ وقـد تحلـوا عسجدا
يــا مصــرُ عَــزَّي أهلــك ومريهمـو أن يلبســوا ثــوب الحـداد مؤبِّـدا
يــا شــام هــل شـامت بلادك مثلـه جـــوداً وزهــداً وإمامــاً مقتــدى
كلاّ فـــذاك هــو الوحيــد بعصــره وبغـــابر أو مقبــل لــن يوجــدا
يــا شــام هــل نتجـت بلادك مثلـه جـــوداً وزهــداً وإمامــاً مقتــدا
يــا شــام هــل شـامت بلادك مثلـه لا والــذي خلــق الســماء وأوجـدا
حلـــف الزمــان ليــأتين بمثلــه حنــث الزمانوقــال زوراً واعتــدى
الشـؤم بعـد أبـي المعـالي حـل في أنحــاء ســوريا الزمــان ووطــدا
قــد كــان واللــه تقيــاً صـالحاً قــد كـان قوامـاً إذا الليـل هـدا
قــد كــان صــَوّاماً لغــاب وقتــه قـد كـان فـي الشـرع الشريف مقيدا
تالهــــل إن مصـــابنا بجنـــابه كمصــاب خيــر المرســلين محمــدا
طاشــت لــهُ لــبُّ الرجـال فبعضـهم خــرس وبعضــهمو لــه قــد أقعـدا
تـــالله إن مصـــابه لوحــلَّ فــي رضـــوى لـــدك بســـرعة وتبــددا
إذ أنـــه نجـــى البلاد وأهلهـــا مــن ظلمـة الجهـل المضـل وأنجـدا
حــتى بنــور العلـم صـاروا كلهـم طــوبى لـه ولمـن بـه منـا اقتـدى
فهــو الــذي تبـع الرسـول بقـوله وبفعلــــه وبخلقــــه فتســــودا
لا يختشــي فــي اللــه لومــة لائم قــد كــان عــن هـذر مخـل مبعـدا
يــــا ربنـــا بمحمـــد وبـــآله وصــحابه والتـابعين أولـي النـدى
أدعــوك تنــزل غيـث رحمتـك الـتي فيهــا غمـرت ذو المعاصـي والهـدى
فــي قـبر عبـدالقادر القصـاب مـن فــي جنــة الفــردوس صـار مخلـدا
فعليــه مــا هــب الصـبا ونسـيمه مــن ربنـا الرضـوان يـأتي سـرمدا
واغفــر لناظمهــا الحقيـر ذنـوبه ابــن الرفــاعي مـن يسـمى أحمـدا
ولوالــديه وكــل مــن يــدعو لـه بـــالخير ثـــم أحبـــه وتــوددا
ولنــاظرٍ فيهــا وعيبــاً إن يجــد يغضــي وإن خللاً يســدد مــا بــدا
ثــم الصــلاة علــى النــبي وآلـه والصــحب والأتبــاع ينبـوع الهـدى
إن رمتــم يــوم الوفــاة مؤرخــاً للــــه عـــفّ معظمـــا وممجـــدا
إن رمتــم يــوم الوفــاة مؤرخــاً غـاب النسـي أو المعـالي المقتـدى
عبد القادر القصاب
77 قصيدة
1 ديوان

عبد القادر بن محمد بن حسين القصاب، أبو المعالي الدير عطاني.

أديب شاعر، وعالم أزهري ورع، ولد في ديرعطية من ريف دمشق، رحل إلى دمشق وتتلمذ على يد شيخها الشيخ عبد القادر بن صالح الخطيب في مدرسة الخياطين لمدة سنتين، ثم رحل إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف عام 1288هـ، مكث في الأزهر سبعة وعشرين عاماً متعلماً ومعلماً وأستاذاً، عاد إلى بلدته عام 1315هـ وأقام معهداً شرعياً في بلدته على غرار الأزهر درس فيه كل مواده وانتفع به خلق كثير، وأقام الجمعية الخيرية الدينية. انتقل إلى رحمته تعالى في ديرعطية ودفن به عام 1360هـ.

من آثاره: (رسالة في التوحيد والحض على على طلب العلم) و(رسالة في الحكم والأمثال)، و(رسالة في النحو، و(نظم متن الدليل في فروع الفقه الحنبلي).

1941م-
1359هـ-