قسوت على الشرق يا آرثرُ
الأبيات 17
قسـوت علـى الشـرق يا آرثرُ بحقـد الجبـان الـذي يثـأرُ
فهلا ثَبـــتَّ ولكـــنْ فَــرَرْتَ ببتــان والهــولُ مستشــزر
فـــررت علــى زورق مســرع يمـرُّ بـه المـوج مـا يشـعر
ولمــا رميـتَ علـى الآمنيـن قنابــــلَ ذَريـــة تســـعر
مئاتُ الأُلــوفِ مــن الآمنـات وأطفـــالِهِن بهــا دُمــروا
قتلـتَ الصـغيرَ وسمْتَ الكبير هوانــا بــه أنْتُــمُ أجـدر
فظــائعُ نيـرونُ لـم يأتِهَـا ولا موســــيلني ولا هتلـــر
فَصـَدَّ العواطـفَ أَهـلُ العقول أحنـوا لك الرأَسَ واستغفروا
فصـرت صـغيرا بمـا قد عملتَ وخصــمُكَ فــي نبلــه أكـبر
أراك عــدوُّكَ نُبْــلَ القتـال ونُبْــلُ الهزيمــةِ لا ينكــر
فقلنـا العداوةُ وسطَ القلوب إذا مـا طغـت فهـي لا تبصـر
ولكــنَّ فــي كوريــا منكُـم دمــارا إلــى ربــه يجْـأَر
أتنقـذُها بالـدمار المُحِيـقِ ولــم يبــق بيـت ولا متجـر
فلـونُ الـدماءِ ولونُ الحريق كلـــونِ مبـــادئهم أحمــر
عـتيَّ العتـاةِ إلـى لا رجـوعَ لهاويـــة وســـطها تُقْــبرُ
أيا مارسَ الحرب بئس الفعال فعالُـكَ فـي الشـرق والمخبر
زرعـتَ لقومـك بغـضَ القـرون يُـــورِّثُهُ الأَصـــغَر الأكــبر
خالد الفرج
126 قصيدة
1 ديوان

خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.

شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:

إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائرا

وسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.

له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.

1954م-
1373هـ-