ما لِي بِعادِيَةِ الْأَيَّامِ مِنْ قِبَلِ
الأبيات 36
مـا لِـي بِعادِيَـةِ الْأَيَّـامِ مِـنْ قِبَلِ لَـمْ يَثْنِ كَيْدَ النَّوَى كَيْدِي وَلا حِيَلِي
لا شــَيْءَ إِلَّا أَبــاتَتْهُ عَلــى وَجَـلٍ وَلَـمْ تَبِـتْ قَـطُّ مِـنْ شـَيْءٍ عَلى وَجَلِ
قَـدْ قَلْقَـلَ الـدَّمْعَ دَهْـرٌ مِنْ خَلائِقِهِ طُـولُ الْفِـراقِ وَلا طُـولٌ مِـنَ الْأَجَـلِ
سَلْنِي عَنِ الدِّينِ وَالدُّنْيا أُجِبْكَ وَعَنْ أَبــي ســَعِيدٍ وَفِقْــدَيْهِ فَلا تَســَلِ
مَـنْ كـانَ حَلْـيَ الْأَمانِي قَبْلَ ظَعْنَتِهِ فَصــِرْتُ مُـذْ سـارَ ذا أُمنِيَّـةٍ عُطُـلِ
نَـأيُ النَّـدى لا ثَنـائِي خُلَّـةً وَهَوىً وَالْفَجْعُ بِالْمَجْدِ غَيْرُ الْفَجْعِ بِالْغَزَلِ
لَئِنْ غَـدا شـاحِباً تَخْـدِي الْقِلاصُ بِهِ لَقَــدْ تَخَلَّفْــتُ عَنْـهُ شـاحِبَ الْأَمَـلِ
مُلْقَى الرَّجاءِ وَمُلْقَى الرَّحْلِ فِي نَفَرٍ الْجُــودُ عِنْــدَهُمُ قَــوْلٌ بِلا عَمَــلِ
أَضـْحَوا بِمُسـْتَنِّ سَيْلِ الذَّمِّ وَارْتَفَعَتْ أَمْـوالُهُمْ فِـي هِضابِ الْمَطْلِ وَالْعِلَلِ
مِنْ كُلِّ أَظْمَى الثَّرَى وَالْأَرْضُ قَدْ نَهِلَتْ وَمُقْشـَعِرِّ الرُّبـا وَالشُّمْسُ في الْحَمَلِ
وَأَخْـرَسِ الْجُـودِ تَلْقَى الدَّهْرَ سائِلَهُ كَــأَنَّهُ واقِــفٌ مِنْــهُ عَلــى طَلَـلِ
قَـدْ كـانَ وَعْـدُكَ لِـي بَحْراً فَصَيَّرَني يَـوْمُ الزِّماعِ إِلى الضَّحْضاحِ وَالْوَشَلِ
وَبَيَّــنَ اللــهُ هَــذا مِـنْ بَرِيَّتِـهِ فِـي قَـوْلِهِ: خُلِـقَ الْإِنسـانُ مِنْ عَجَلِ
لِلَّــهِ وَخْــدُ الْمَهـارِي أَيَّ مَكْرُمَـةٍ هَــزَّتْ وَأَيَّ غَمــامٍ قَلْقَلَــتْ خَضــِلِ
خَيْـــرُ الْأَخِلَّاءِ خَيْــرُ الْأَرْضِ هِمَّتُــهُ وَأَفْضـَلُ الرَّكْـبِ يَقْـرُو أَفْضَلَ السُّبُلِ
حُطَّــتْ إِلـى عُمْـدَةِ الْإِسـْلامِ أَرْحُلُـهُ وَالشـَّمْسُ قَـدْ نَفَضَتْ وَرْساً عَلى الأُصُلِ
مُلَبِّيــاً طالَمــا لَبَّــى مُنــادِيَهُ إِلـى الْـوَغى غَيْـرَ رِعْدِيـدٍ وَلا وَكَلِ
وَمُحْرِمـاً أَحْرَمَـتْ أَرْضُ الْعِـراقِ لَـهُ مِـنَ النَّدَى وَاكْتَسَتْ ثَوْباً مِنَ الْبَخَلِ
وَسـافِكاً لِـدِماءِ الْبُـدْنِ قَـدْ سُفِكَتْ بِــهِ دِمـاءُ ذَوِي الْإِلْحـادِ وَالنِّحَـلِ
وَرامِيــاً جَمَـراتِ الْحَـجِّ فِـي سـَنَةٍ رَمـى بِهـا جَمَراتِ الْيَوْمِ ذِي الشُّعَلِ
يَـرْدِي وَيُرْقِـلُ نَحْـوَ الْمَرْوَتَيْنِ كَما يَـرْدِي وَيُرْقِـلُ نَحْـوَ الْفارِسِ الْبَطَلِ
تُقَبِّـلُ الرُّكْـنَ رُكْـنَ الْبَيْـتِ نافِلَةً وَظَهْــرُ كَفِّــكَ مَعْمُـورٌ مِـنَ الْقُبَـلِ
لَمَّـا تَرَكْـتَ بُيُـوتَ الْكُفْـرِ خاوِيَـةً بِـالْغَزْوِ آثَـرْتَ بَيْـتَ اللهِ بِالْقَفَلِ
وَالْحَـجُّ وَالْغَـزوُ مَقْرُونـانِ فِي قَرَنٍ فَـاذْهَبْ فَـأَنْتَ زُعـافُ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ
نَفْسـِي فِـداؤُكَ إِنْ كـانَتْ فِداءَكَ مِنْ صــَرْفِ الْحَـوادِثِ وَالْأَيَّـامِ وَالـدُّوَلِ
لا مُلْبِــسٌ مــالَهُ مِـنْ دُونِ سـائِلِهِ سـِتْراً وَلا ناصـِبُ الْمَعْـرُوفِ لِلْعَـذَلِ
لا شَمْسـُهُ جَمْـرَةٌ تُشـْوَى الْوُجُوهُ بِها يَوْمــاً وَلا ظِلُّــهُ عَنَّــا بِمُنْتَقِــلِ
تَحُـولُ أَمْـوالُهُ عَـنْ عَهْـدِها أَبَـداً وَلَـمْ يَـزُلْ قَـطُّ عَـنْ عَهْـدٍ وَلَمْ يَحُلِ
سـارِي الْهُمُـومِ طَمُوحُ الْعَزْمِ صادِقُهُ كَـــأَنَّ آراءَهُ تَنْحَــطُّ مِــنْ جَبَــلِ
أَبْقَـى عَلـى جَوْلَـةِ الْأَيَّامِ مِنْ كَنَفَيْ رَضـْوى وَأَسـْيَرُ فِـي الآفـاقِ مِنْ مَثَلِ
نَبَّهْـتَ نَبْهـانَ بَعْدَ النَّوْمِ وَانْسَكَبَتْ بِـكَ الْحَيـاةُ عَلـى الْأَحْياءِ مِنْ ثُعَلِ
كَـمْ قَـدْ دَعَـتْ لَـكَ بِالْإِخْلاصِ مِنْ مَرَةٍ فِيهِــمْ وَفَـدَّاكَ بِالْآبـاءِ مِـنْ رَجُـلِ
إِنْ حَـنَّ نَجْـدٌ وَأَهْلُـوهُ إِلَيْـكَ فَقَـدْ مَـرَرْتَ فِيـهِ مُـرُورَ الْعـارِضِ الْهَطِلِ
وَأَيُّ أَرْضٍ بِــهِ لَــمْ تُكْـسَ زَهْرَتَهـا وَأَيُّ وادٍ بِــهِ ظَمــآنُ لَــمْ يَســِلِ
مـا زالَ لِلصـَّارِخِ الْمُعْلِـي عِقِيرَتَهُ غَـوْثٌ مِنَ الْغَوْثِ تَحْتَ الْحادِثِ الْجَلَلِ
مِـنْ كُـلِّ أَبْيَـضَ يَجْلُـو مِنْـهُ سائِلُهُ خَــدّاً أَســِيلاً بِـهِ خَـدٌّ مِـنَ الْأَسـَلِ
أَبو تَمّام
486 قصيدة
1 ديوان

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.

أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،

كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.

في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.

وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.

وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.

845م-
231هـ-

قصائد أخرى لأَبو تَمّام

أَبو تَمّام
أَبو تَمّام

عثرت على هذه الأبيات النادرة اليوم 10 أيلول / 2017 في تاريخ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري/ فصل "تبع الأتباع"  في ترجمة الأمير منصور بن طلحة الخزاعي المصعبي وهي الترجمة 621 في الكتاب، والكتاب ضائع منذ زمن قديم  إلا