الأبيات 28
أتســتقبل الــدهر مستبشـراً ومـن شـيمة الـدهر أن يغدرَا
فــإن أقبلــت غــر أيــامه تـراه علـى الفـور قد أدبرا
يســــوق حــــوادثه جمـــة لمـن شاء في الناس أن يبصرا
فــإن ســالموه تصــدى لهـم وإن نظمــوا شــملهم بعـثرا
رمــى نصــب أعيننـا فارسـاً يفـــوق بجرأتــه القســورا
فكــم رفـع الصـوت مسـتنجداً لقـــومي وللحــق مستنصــرا
ومـــن هــز للحــق أقلامــه كمـن هـز مـن أجلـه الأسـمرا
فقـــدنا بفقـــدانه ســيدا لخدمـــة أوطـــانه شـــمرا
وإنّــا لنشــعر مــن فقــده بكسـر مـن الصـعب أن يجـبرا
فمــا همــة الحـر أو نفسـه تبــاع علـى الأرض أو تشـترى
فيـا لهـف نفسـي علـى مجلـس علـى الكـره مـن شخصه أقفرا
ومـا هـو في الظعن كي ننبري نعــــد لأوبتـــه الأشـــهرا
فيــا ليـت مـن جـل مقـداره تكـــون منيتـــه كـــالكرى
ولـو كـان للمـرء أن يثـأرا مـن المـوت مـا عز أن نثأرا
ويدهشـــني أنــه يمهــل ال شـــقي ويســـتعجل الخيــرا
ألا فـاغنموا الخير إن الفتى ســيلقى المنــون وإن عمـرا
ومهمـــا تســامى بألقــابه اذا لــم يكـن عـاملا يـزدرى
ولكـــــن جلائل أعمـــــاله تســامى بــه لرفيـع الـذرى
وكـــم راح غـــر بألقــابه ضـميرا بجـوف الـثرى مضـمرا
بإنجــاب مثلــك فــي قريـة تـتيه علـى الحاضـرات القرى
فنــم فـي هـدوء وفـي غبطـة فجهــدك فــي حينــه أثمـرا
لقد عاقني الحزن عن أن أجيد فيــك القصــائد أو أنــثرا
فعــذراً لمثلــي إذا قصــرا فمثلــي جــدير بـأن يعـذرا
هـو الحـزن فـرض علـى مثلـه ولكـن مـن الـدين أن نصـبرا
ومـاذا عسـى المرء أن يقدرا وقــد نفـذ اللـه مـا قـدرا
وهــل مـن عـزاء علـى فقـده ســوى أن هـذا مصـير الـورى
وأنـــا ســـنذكره فاضـــلا علـى الجبـن والملق استكبرا
ســنذكره مــا حيينــا فـان قضـــينا ســيذكره مــن درى
حمزة الملك طمبل
58 قصيدة
1 ديوان

حمزة الملك طمبل.

شاعر وناقد مجدد اشتهر بمقالاته عن الأدب السوداني، صدر له كتاب الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه وديوان الطبيعة في مجلد واحد.

نشأ في مصر، وعين في السودان في السلك الحكومي بواسطة الإنجليز ولذلك انصبت دعوته على نبذ ما هو عربي وإسلامي بالتالي مصري وكانت هذه رغبة الإنجليز بالانفراد بحكم السودان دون مصر.

كتب عنه العقاد منوهاً مشيداً، وكان قد التقاه طفلاً وكان ظريفاً مرحاً، وهو من أبناء أرقو في شمال السودان، وكان والد الشاعر حمزة ملكاً لمملكة أرقو كما يذكر نعوم شقير في كتابه تاريخ السودان، وهو من استقبل من تبقى من المماليك بعد مذبحة القلعة الشهيرة مستضيفاً لهم.

وللشاعر حمزة الملك طمبل قصر من طابقين في الناحية الشمالية من مدينة أرقو مبني بطوب مصنوع من الطين، وعرض جداره ربما يكون أكثر من المتر، ويقع على شاطئ النيل مباشرة.

فحمزة الملك طمبل رائد مهم من رواد التجديد في الأدب السوداني لا يستطيع باحث تجاوزه، لكنه في الجانب السياسي يفتقد ميزة التجديد تماماً، بل يضع نفسه موضع المؤاخذة حين يتورط في مدح الإنجليز والحركة الوطنية من حوله حبلى بثورة كبرى.