راع القلوب مصاب جاء بالعجب
الأبيات 15
راع القلـوب مصـاب جـاء بالعجب نـابت بـه دموع الورى عن الحسب
وقـــد بــدا خاطبــا لصــدمته طـالت بشـرح البلايا السن الخطب
مـا للزمـان يرينـا كـل نائبـة تزيـل معنـى رضـا الايام بالغضب
ليـس المنـون بمغـض عـن تطلبنا بـل دايمـا يقتفي الاثار بالطلب
كـل سـبيل منايـا الـدهر مسلكه ولـو تسـامت معـاليه على الشهب
ومـا الحيـاة سـوى طيف يمر بنا وصـدق ميعـاده نـوع مـن الكـذب
فلا تكـن فـي بقـاء باسـطا يـدا فـذاك ما ناله في العالمين نبي
كـل سيمضـي ويبقـى ذكـره حسـنا ان كـان ممن بتقوى اللَه ذا داب
ختـم المحـرم فيـه حـل خطب ردى مصــابه عمنـا بالوجـد والحـرب
بسـلخه عـاد وجـه البشر منسلخا وكـل قلـب بنـار الـبين ذا لهب
زكـي نفـس بتقـوى اللَـه طـاهرة لقــد علا بصـفاها ارفـع الرتـب
مـن خشـية اللَـه نور فوق جبهته يهدي الى الرشد والايمان كل غبي
قـد كـان حـرزا لـبيروت يرد به عنهـا خطـوب تروع الكون بالنوب
وليـس بيـروت خُصـَّت بالمصـاب به بــل كـل قطـر عليـه أي مضـطرب
وليبـكِ مسـجد يحـي موت بدر علا قـد كـان يحييه بالاذكار والقرب
إبراهيم الأحدب
19 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن علي الأحدب الطرابلسي.

شاعر أديب، ولد في طرابلس الشام، ونصب مستشاراً في الأمور الشرعية لحاكم مقاطعة الشوفين (في لبنان) سنة 1267هـ، ولما نشبت فتنة النصارى والدروز في لبنان سنة 1276 عاد إلى طرابلس، وطلب إلى بيروت سنة 1277 فجعل نائباً في المحكمة الشرعية ثم كاتباً أول فيها، وتولى تحرير جريدة (ثمرات الفنون) ثم انتخب عضواً في مجلس المعارف ببيروت، وتقلد كثيراً من الرتب السلطانية. كان سريع الخاطر ينظم القصيدة في جلسة واحدة. من تآليفه (فرائد اللآل في مجمع الأمثال - ط)، و(كشف الأرب عن سر الأدب - ط)، و(تأهيل الغريب - ط)، و(فرائد الأطواق - ط) مقامات في الأخلاق، و(تسعون مقامة - خ) على نسق مقامات الحريري، و(كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان - ط) وله نحو عشرين رواية وثلاثة دواوين شعرية أحدها (النفح المسكي - ط) ويقدر ما نظمه بثمانين ألف بيت. مات في بيروت.

1891م-
1308هـ-