آهِ
طِيــبُ
العيــش
عنــي
نَزَحَـا
|
وَجيـــوشُ
الهــمّ
ســَدّت
طُرُقــي
|
وفَشــا
الشــيبُ
برَأســي
فَمَحَـا
|
صـــبغَةً
كــانت
بــهِ
كالغَســَقِ
|
قَلَبَـت
قلـبي
علـى
جمـرِ
الغَضـَا
|
نُـوَبُ
الأيـامِ
فـي
عهـدِ
المَشـيب
|
وبأحشـــائي
حُســـَامٌ
مُنتَضـــى
|
ضـَاقَ
عَنـهُ
ذلـك
الصـّدرُ
الرّحيب
|
يــا
شـباباً
يـومَ
عنـي
أعرَضـَا
|
دبّ
فـي
جسـمي
الضـّنى
أيّ
دبيـب
|
فأنــا
ذاك
الّــذي
مَــا
برحَـا
|
دامِـــعَ
العَيـــن
كَــثيرَ
الأرَقِ
|
صــارَ
لمّــا
بنــتَ
عَنـهُ
شـَبَحَا
|
لا
يُــرَى
لــولا
لهيــب
الحــرَقِ
|
يـا
شـباباً
كان
لي
نِعمَ
الرّفيق
|
أينَمــا
ســرنا
وفـي
أيِّ
مَكـان
|
نَســتَمِدّ
الحُـبّ
مـن
بحـرٍ
عميـق
|
وغَــرَامٌ
مُطلَــقٌ
فِيــهِ
العِنـان
|
فـي
زَمـانٍ
كـان
لي
نِعمَ
الصّديق
|
آه
واشــوقي
لــذَيّاكَ
الزّمــان
|
حيــثُ
كــوبُ
الحـبّ
فيـهِ
طَفحَـا
|
وَحُمَيّــا
الحُـبِّ
قلـبي
قـد
سـُقي
|
وَحُمَيّــا
اللّــذّات
منــهُ
مَرَحَـا
|
عنـــد
رَوضٍ
بالصـــّفَا
مُنــدَفِقِ
|
فَـدعا
الـدهرُ
علَينَـا
بالشـتات
|
فَتَفَرّقنَـــا
كَـــأن
لــم
نَكُــنِ
|
مثـل
بـرقٍ
أومَمَـت
تلـكَ
الحياة
|
أو
كحلــمٍ
مــرّ
عنــد
الوَســَنِ
|
صــَبّتِ
الــدنيَا
علـيّ
الحَسـَرَات
|
وَزَمَـــاني
يَنقَضـــي
بـــالمِحَنِ
|
بــاتَ
قَلــبي
بالأســى
مُتّشــِحا
|
وجُفـــوني
غمضــهَا
لــم
تــذُقِ
|
يَــا
شــَباباً
مُنـذُ
عنـي
جَمَحَـا
|
لــم
أزَل
أرعَــى
نجــوم
الأفُـقِ
|
تائِهاً
في
الليلِ
ما
بينَ
الصّخور
|
عنـدَ
شاطي
البَحرِ
في
ضَوءِ
القمر
|
اسـألُ
الأمـوَاجَ
عـن
أهلِ
القُبور
|
ومــن
الأفلاكِ
استَقصــي
الخبَــر
|
وأزُورُ
الــرّوضَ
أُصــغي
للطيـور
|
عنــدما
غَنّــت
وقـد
لاحَ
السـَّحَر
|
كلّمــا
هَــبّ
نسـيمٌ
فـي
الضـّحى
|
أو
شــَدَت
وَرقــاءُ
بيـن
الـوَرَقِ
|
يــا
شــبابي
لــك
ذكـرٌ
قـدحَا
|
جــذوَةً
تمحُـو
بجسـمي
مـا
بقـي
|
نَخَــرَ
الحــزنُ
عِظــامي
وَمشــى
|
فــي
فـؤادي
مسـرِعاً
فـي
تَلَفِـي
|
يــا
شـبابي
لا
تُصـَدّق
مَـن
وَشـى
|
عُــد
فـإني
ذلـك
الخـلّ
الـوَفي
|
وَرَعــاكَ
اللــهُ
رفقـاً
بالحَشـَا
|
فَبِهَــا
مــا
بَينَنــا
سـرٌّ
خَفِـي
|
شـــَفّها
وَجــدٌ
بهــا
فَاتّضــَحَا
|
مــن
حِجــابٍ
بــالجَوَى
مُنخــرِقِ
|
ولَهـــا
قَلــبٌ
عَلَيهــا
رَشــَحا
|
نــزوَةُ
حَمــرَاءَ
لَــون
الشــّفَقِ
|
يــا
شـباباً
قَـد
طـوَتهُ
بعـدما
|
نشـَرَتهُ
فـي
الدّنى
أيدي
الدهور
|
كنــتُ
كــالمغرُور
فيـهِ
مثلَمـا
|
كــان
غَيـري
فـي
هَـوَاهُ
بغـرُور
|
كــان
ظَنّـي
فيـهِ
يبقـى
طالَمـا
|
أنـا
بـاقٍ
عنـدما
الدنيَا
تجُور
|
فــإذا
بالــدهرِ
فيــهِ
شــَطَحَا
|
وأنـا
فـي
مـا
بقـي
مـن
رَمَقِـي
|
صــحت
لمّــا
للنّـوَى
قَـد
جَنَحَـا
|
يـا
شـبابي
هـل
لنـا
أن
نَلتَقي
|
بـاطِلاً
أدعـو
شـبابي
كـي
يَعـود
|
فَكَــأني
بِشــبابي
عَهــد
عــاد
|
إنمـا
قـد
قِيـلَ
في
دارِ
الخُلود
|
سـوفَ
نلقـى
ربّنـا
يـومَ
المَعاد
|
فـإلى
ذاكَ
اللّقـا
أرعى
العهود
|
يـا
شـبَابي
لابِسـاً
ثـوبَ
الحِداد
|
لــيَ
طَــرفٌ
بالبُكـا
قـد
صـَفحا
|
وَلِنَفســـي
غَيـــرهُ
لــم
يَــرُقِ
|
أتَعـاطَى
فـي
اعـتزالي
القَـدحَا
|
لَيتَنــي
مِــن
سـكرَتي
لـم
أفِـقِ
|