كــم
طـوى
الـدهرُ
عليهـا
أُممـا
|
ومحاهــا
مــن
ســجلّ
الكائنـات
|
هكــذا
يطــوي
ويمحــو
طالَمــا
|
ســـنواتٌ
فيــه
تَتلــو
ســنوَات
|
دوَلٌ
فـــي
دورهــا
قــد
لعِبَــت
|
ثــمّ
بــادت
وبـدت
أخـرى
تـدول
|
وبهــذا
الكــون
أســرارٌ
خَبَــت
|
نحــت
مكنوناتهـا
نـار
العقـول
|
ومطايـا
الفكـر
فيهـا
قـد
كَبَـت
|
حــائراتٍ
لا
تَعــي
كيــف
تجــول
|
بَينَمــا
المَــرءُ
يُــرى
مُبتسـما
|
ولــهُ
الأيــام
تبــدو
زاهــرات
|
إذ
تــرَاهُ
يــذرف
الــدمع
دمـا
|
شــَرقاً
مــن
حزنِــه
بــالعبَرَات
|
هـذِه
الـدنيَا
ومـا
فيهـا
غـرور
|
عبَثـاً
ترجـو
مـن
الـدنيا
السّلام
|
أرضــعَتنَا
ثَــديَ
أنــسٍ
وســرور
|
وسـَقَتنا
المـرّ
مـن
بَعـد
الفطام
|
فـــإلامَ
هــذه
الــدّنيَا
تجــور
|
إِنّ
هــذا
ليـس
مـن
شـأنِ
الأنـام
|
حكــمَ
اللــه
بنــا
مــا
حَكَمـا
|
فاقصـرِ
البحـث
بهـذي
الغامضـات
|
وبحبـــلِ
اللــه
كُــن
مُعتَصــِما
|
لا
تَســل
عمّــا
بطــيّ
الخافيـات
|
عنــدما
ســلطانة
البحــر
سـَرَت
|
لَيلَــةً
تزهــو
بــأبهَى
الحلَــلِ
|
كعــرُوسٍ
فــي
الـدّجى
قـد
خطـرت
|
وهــيَ
بكــرٌ
بالشـقا
لـم
تَحفـلِ
|
وعقــول
النــاس
منهــا
ســُحِرَت
|
عَجَبـــاً
لمّــا
رأوهَــا
تَنجَلــي
|
كشـــهابٍ
نورُهــا
شــَقّ
الســّما
|
أو
غَـدت
إحـدى
النجوم
السابحات
|
ليـتَ
شـعري
فـي
الـوَرَى
من
علما
|
أنهــا
خُطَّــت
بســفر
الحادثـات
|
فـــدَعوها
تَتَبــاهى
عــن
رضــى
|
مَـا
لَهـا
فـي
السـيرِ
مـن
مُنتَقِدِ
|
حســَدتها
رُبّمــا
زُهــرُ
الفَضــَا
|
فَأصـــابَتها
بِعَينـــش
الحَســـِدِ
|
أو
هـوَ
النـاموس
فـي
حكم
القضا
|
لـــم
يـــدَعهَا
تَتَبــاهى
لِغَــدِ
|
صــَدَمَت
طــودَ
جَلِيــدٍ
قــد
سـَما
|
لــم
يُعِيـرُوه
اعتِنَـاءً
والتِفَـات
|
إنّمــا
لمــا
بهـا
الخطـبُ
طمـى
|
علِمـوا
كيـفَ
اصـطِدام
الرّاسـيات
|
صـــيحَة
للــه
لمّــا
ازدَحَمُــوا
|
قــامَ
مـوجُ
البحـرِ
منهـا
وقَعَـد
|
آهِ
لَــــو
للبَحـــر
عَقـــلٌ
وَدَم
|
كــان
لَمــا
عَـاينَ
الخطـب
جَمَـد
|
كــم
عــرُوسٍ
عــن
عريـسٍ
فصـَمُوا
|
مثلمــا
تُفصــمُ
رُوحٌ
عَــن
جَســَد
|
تَقـــرَعُ
الســـنّ
عَلَيــهِ
نَــدمَا
|
وَتُنَـــاجي
رَبّهَـــا
بالحَســـرَات
|
ربّ
إِنـــي
عِفــتُ
روحــي
ألَمــا
|
لَيتَنـي
مـا
كنـتُ
في
هذي
الحياة
|
طَيَّــرُوا
البَـرقَ
بأرجَـاءِ
الأثيـر
|
فَغَـــدا
فِيــهِ
يصــِيحُ
المَــدَدا
|
فــي
فضــَاءٍ
عنـدهُ
عَـزّ
النّصـير
|
وبحـــورٍ
جَــرّدَت
ســيفَ
الــرّدى
|
وكــبير
القَـومِ
فِيهِـم
كالصـّغير
|
لمَلاكِ
المَــــوتِ
كُــــلٌّ
ســـَجَدا
|
فانشـَنَت
كرباثيـا
مـن
بعـد
مـا
|
مَــزّقَ
الــبرقُ
أَديــمَ
السـّمَوَات
|
وَجَـــرَت
تَـــوّاً
تَشــُقّ
الظُّلَمَــا
|
نحـوَ
مَـن
ضـاقَت
بهم
سبلُ
النجاة
|
لـم
يكـن
للخيـل
في
الحربِ
صَهيل
|
لا
ولا
فيهـــا
صـــَلِيلٌ
للســيوف
|
مُهَــجٌ
فــي
لَجــجٍ
بــاتت
تسـِيل
|
جَزَعــاً
مــن
مشــرَفيّاتِ
الحتـوف
|
وسـَرَاةُ
القـومِ
كـم
منهُـم
قتِيـل
|
كـانَ
لـو
يحيَـا
بـه
تَحيَـا
ألوف
|
كــم
شــجاعٍ
قـد
عَنَـا
مستسـلما
|
وهــو
لا
يعنــو
لحـدّ
المرهفـات
|
وأبـــيّ
النفـــس
أودى
كَرَمـــا
|
كَفِــداءٍ
عــن
نفــوس
الســيّدات
|
يــا
لَــهُ
ليلاً
تَجَنّــى
واعتَــدى
|
رَاخيـاً
مِنـهُ
عَلـى
الصـّبحِ
سـِتار
|
مَــأتَمٌ
للنّــاسِ
فيــه
قَـد
غَـدا
|
وهـو
عـرسٌ
عنـد
حيتـانِ
البِحَار
|
كــم
كمــيٍ
ســيفه
قــد
أَغمـدا
|
وشــجاعٍ
حيـثُ
سـارَ
القَـومُ
سـار
|
صــَبّتِ
الــدّنيَا
عليهِــم
نِقَمــا
|
وبهــم
قــد
ضــَاقَتِ
المُنفرجـات
|
وغَــدا
مَـن
كـانَ
يرَعـى
الـذمما
|
مثـل
مـن
كـانوا
لدى
الحقّ
جُناة
|
وَتَلَـوا
لمّـا
دنـا
وقـتُ
الـوَدَاع
|
رَبّنَـــا
إنّـــا
إِلَيـــكَ
أَقــرَبُ
|
عَلَلُـــوا
أنفســـهُم
بالإجتِمَــاع
|
عَــل
مُــرّ
المــوتِ
فِيــهِ
يَعـذُبُ
|
وَهــوَوا
فـي
قـاعِ
بحـرٍ
أيّ
قـاع
|
مَـــاؤهُ
هَيهـــات
فِيــهِ
ينضــبُ
|
فَـاحفَظَن
يـا
بحـر
تلـكَ
الرّمَمَـا
|
إنهـــا
تُعــزَى
لأًبطــالٍ
كُمَــاة
|
ليــس
للــدُّرّ
الــذي
فيـكَ
كَمَـا
|
لرُفـــاتٍ
مثـــل
هــذي
حَســَنَات
|
يـا
نُجومـاً
رَافَقَـت
هـذا
الوُجُود
|
مــن
دُهــورٍ
وبِهـا
اللـه
عليـم
|
بلغــت
كرباثيــا
ذاكَ
المَقَــام
|
حيــثُ
أشــباحُ
الــرّدى
تَزدَحِــمُ
|
خَطفَـت
مـن
مخلـبِ
المـوتِ
الزّؤام
|
كـلّ
مَـن
فـي
البحـرِ
حَيّـاً
منهُـمُ
|
وبهــم
جـاءَت
إِلـى
هـذا
الحِمـى
|
فَأحَلّوهَـــا
مَكَـــانَ
النّيـــرَات
|
ليــتَ
ذا
الــدهر
بهــذا
خَتَمـا
|
وَكَفانَـــا
شـــَرَّهُ
والنّائِبَـــات
|
لــم
يكُــن
للخَطــبِ
إِلاّكِ
شــُهود
|
فوق
ذاك
البحر
في
الليل
البهيم
|
كيـفَ
حـال
القوم
في
دار
الخلود
|
يـا
تُـرَى
هـم
فـي
نعيمٍ
أم
جحيم
|
فَلَعَمــــري
ليــــسَ
إِلاّ
حُلُمـــا
|
ذلــك
الفِــردَوس
قَصـّتهُ
الـرّوَاة
|
وجحيــم
القَــومِ
أمســى
عِنـدَما
|
خبطــوا
فــي
لجّــجٍ
فـي
ظُلُمـات
|
سـلّ
سـيف
الصـبحِ
مـن
غمد
الظلام
|
وتَــوَارَت
فــي
الفضــاءِ
الأنجُـمُ
|
بلغــت
كرباثيــا
ذاكَ
المَقَــام
|
حيــثُ
أشــباحُ
الــرّدى
تَزدَحِــمُ
|
خطَفـت
مـن
مخلـبِ
المـوتِ
الزّؤام
|
كـلّ
مَـن
فـي
البحـرِ
حَيّـاً
منهُـمُ
|
وبهــم
جـاءَت
إِلـى
هـذا
الحِمـى
|
فأحَلّوهَـــا
مَكَـــانًَ
النيَـــرَات
|
ليــت
ذا
الــدهر
بهــذا
خَتَمـا
|
وَكَفانَـــا
شـــَرَّهُ
والنّائِبَـــات
|