لَقَـد
كـان
شـَيخٌ
بالكرامـةِ
يُـذكَرُ
|
يــدقّ
علــى
عُـودٍ
فَيَسـبي
ويسـحُرُ
|
وكـان
برغـدِ
العيـشِ
ينهَـى
ويأمُرُ
|
فَـأخنى
عَلَيـهِ
الدهرُ
والدهرُ
يغدرُ
|
وَخـــانَتهُ
أيــامٌ
بُعَيــد
مشــيبِ
|
فَحَــارَبَ
بالصـّبرِ
الجميـلِ
زمـانَهُ
|
عسـى
أنَّ
هـذا
الصـّبرَ
يُصـلح
شانَهُ
|
فلمّـا
ابتُلـي
بالوُلـدِ
عَـضّ
بَنانَهُ
|
وَفَـــارَقَهُ
صــَبرٌ
لَــدَيهِ
وَخــانَهُ
|
فأصــبحَ
مطــرُوداً
أســيرَ
خطــوبِ
|
فَخَلّـى
عـن
الـدّنيَا
ومـلّ
عِبَادَهـا
|
وتـاهَ
بـأرض
اللـهِ
يطـوي
وهادَها
|
فضـاقَت
بـهِ
الـدّنيَا
فـذمّ
ودادَها
|
ولمّــا
خَلا
بــالنفس
رامَ
رشـادَها
|
فقـال
لهـا
يـا
نفـس
ويحـك
ذوبي
|
فحِينـاً
تَـرَى
بيـنَ
الجبـالِ
ظُهورَهُ
|
وتســمَع
بالوِديـانِ
طَـوراً
زفيـرَهُ
|
يجـولُ
وذاك
العُـودُ
أضـحى
سـميرَهُ
|
رفيقـاً
لَـهُ
فـي
النّائِبَـاتِ
مُجِيرَهُ
|
علــى
صــَدرِه
قــد
ضــَمّه
كحبِيـبِ
|
فَجَــاءَ
إِلــى
نهــرٍ
لِيَجلِـسَ
مَـرّةً
|
وينفــي
همومــاً
ضـايقَته
وحسـرةُ
|
فلمّــا
رَأى
مــاءً
وصــَادفَ
خُضـرَةً
|
وضــمّ
إِلَيـهِ
العـودَ
أرسـلَ
عَـبرَةً
|
وحــنّ
إِلـى
الماضـي
حنيـنَ
غريـبِ
|
ومــا
زالَ
تَـذكارَ
الشـبابِ
يُـرَدِّدُ
|
ويَــذرفُ
دَمعــاً
والحَشــا
تَتَوَقّـدُ
|
يقـــولُ
لِنَهـــرٍ
مــاؤهُ
يَتَجَعّــدُ
|
ســَلامٌ
علــى
نهــرٍ
غليلـي
يُبَـرِّدُ
|
إِذا
جئتُــهُ
أُنهــي
عنـاء
كروبـي
|
فلمّـا
انبَـرى
هـذي
الحَيـاةَ
يودّعُ
|
ويَنحــرُ
نفسـاً
طـالَ
منهـا
توَجّـعُ
|
وأرســلَ
طَرفــاً
باهتــاً
يَتَطَلَّــعُ
|
فَشــاهَدَ
مـا
مِنـهُ
الحَشـَا
تَتَقَطّـعُ
|
وَيجــزَعُ
منــهُ
قلــبُ
كــلّ
رهيـبِ
|
رَأى
غَــادةً
حَسـناءَ
حـارَ
بأمرِهـا
|
تلاعــبُ
أذيــال
النّسـيمِ
بشـعرِهَا
|
فَكَــفٌّ
علــى
خَــدٍّ
وكَــفٌّ
بصـَدرها
|
وتَنــدُبُ
كالخنسـاءِ
فرقَـةَ
صـَخرِها
|
ومــا
مــن
سـمِيعٍ
صـوتها
ومجيـبِ
|
دنا
الشيخُ
منها
وهوَ
يَرثي
جمالها
|
يخاطِبهــا
نُصــحاً
لِيُنعـمَ
بالَهـا
|
يســائلها
لُطفــاً
لِتَشـرَحَ
حالَهـا
|
لَعَــلّ
هُمُومــاً
يَســتطيعُ
زوالَهـا
|
فَتَبقــى
بعيــش
بالحيــاة
خصـيبِ
|
فقـال
لهـا
هـل
أنـتِ
تائِهَـةٌ
هُنَا
|
وتَبكيـنَ
مـن
فَـرطِ
المَشَقّةِ
والعنَا
|
علامَ
علامَ
ذا
البكــاء
وذا
الضـنى
|
بعيشـك
قـولي
هـل
تقطعـت
المُنـى
|
وأنــتِ
كغصــنٍ
بالرّيــاض
رَطيــبِ
|
فـإن
كـان
لا
هـل
قـد
جفـاك
بصَدّه
|
حــبيبٌ
تَجَنّــى
فــي
هــوَاهُ
وودّه
|
لئن
كـان
ذاكَ
الخِـلّ
مـان
بوَعـده
|
فصـبراً
علـى
حكـم
الزمـانِ
وكَيده
|
فبالصــبر
تحلـو
حـالُ
كـل
لـبيبِ
|
ولا
ترفضـي
مـن
ذي
الحياة
سرورها
|
وخلّـي
إِلـى
وقـت
المشـيب
ثبورها
|
أمَامــك
أيّــامٌ
حَــذارِ
غُرُورَهــا
|
تخُــطّ
عَلَيهـا
النّائِبـاتُ
سـُطورَهَا
|
زمــان
لـديه
المـوت
خيـر
طـبيبِ
|
فَهَمّــت
وقلـبُ
الشـيخِ
زادَ
تَلهّبـا
|
وَرَاحَ
إِلـى
الحسـنَاءِ
يَبغـي
تَقَرّبا
|
ومَـــدّ
يَــديهِ
للفَتَــاةِ
تأدّبــا
|
وقــال
بصــَوتِ
المُسـتَجيرِ
تَحَبّبَـا
|
أجيــبي
نــدائي
يـا
ملاك
أجيـبي
|
فقـالت
وَدمـعُ
العيـنِ
يجري
بزَفرَة
|
أيـا
شـيخ
دعنـي
الآن
أقضي
بحسرة
|
فمــن
حـادث
الأيـام
أنـي
بسـكرَة
|
لعلــي
إذا
م
امـتّ
أحظـى
بنَظـرَة
|
هنالــك
ممــن
مـات
وهـو
نصـيبي
|
فَـواللهِ
قـد
خَلّفـتُ
أهلـي
ومنزلي
|
أرومُ
انفصـالَ
النفـس
منـي
بمعزلِ
|
فَوَاهـاً
حبيـبي
مـاتَ
أمس
وليس
لي
|
ســوَى
حسـرَتي
مـن
بعـده
وتـذللي
|
فيـا
مـا
أُحَيلى
الموتَ
بعد
حبيبي
|
ومـا
برحـت
تشكو
الزمانَ
وما
جرى
|
وتَبكـي
انتحابـاً
والفـؤادُ
تَسَعّرا
|
فيـا
ليـتَ
عَنها
ما
سمعتَ
ولن
تَرى
|
بكاهـا
وذاك
الشـيخ
فيهـا
تحيّرَا
|
وأحشـــاؤه
ذابــت
بحــرّ
لهيــبِ
|
فَلَمّــا
دعاهـا
للمَسـنونِ
المُقَـدَّرُ
|
رَمَت
نفسَها
في
النَهرِ
والشيخُ
ينظرُ
|
وآخِــرُ
مــا
قـالت
أمـوتُ
وأُعـذَرُ
|
عسـى
اللـه
يعفو
عن
فعالي
ويغفرُ
|
ويصـفحُ
عـن
مثلـي
ويمحـو
ذنـوبي
|
هـيَ
النفـسُ
إن
مَلّـت
وزادَ
عَناؤها
|
وفـازَ
علـى
طيـبِ
الحَيـاةِ
شَقاؤهَا
|
يقـولُ
علـى
الدنيَا
السلام
رَجاؤها
|
كـذا
نفـس
ذاك
الشـيخ
عزّ
عزاؤها
|
فـــوَدّعَ
عـــوداً
قــائلاً
بنحيــبِ
|
أيـا
سـَلوَةَ
الأحـزانِ
فيهـا
تَوَلَّعَت
|
عَواطـفُ
أهـل
العشـق
حيـن
تضعضعت
|
فَلَــولاك
آمــالي
قــديماً
تَقَطّعَـت
|
فكـم
راحـةٍ
لـي
فيـك
منـك
توسّعَت
|
وكـم
قلـتَ
للنفـس
الحزينـة
طيبي
|
فـأنت
الـذي
يَبكـي
بغيـر
دمـوعِهِ
|
حُنُــوَاً
وسـكنى
الحـبّ
طـيّ
ضـلوعه
|
فكـم
نحـتَ
مُشـتاقاً
قضـى
بولـوعِهِ
|
حزينـاً
تَفـانى
فـي
الهَوى
بخضوعهِ
|
بلحــنٍ
هــواه
العاشــقون
مـذيبِ
|
ويـا
مُؤنسـي
بعد
انفرادي
وغربتي
|
لقـد
كنـتَ
في
الضّراءِ
فارجَ
كربتي
|
ولـم
تـكُ
إِلاّ
فيـك
لا
عنـك
رغبـتي
|
فـأنت
مقيـمٌ
فـي
حضـُوري
وغَيبَـتي
|
بصــَدرٍ
إِلـى
يـوم
النشـور
رحيـبِ
|
عسـى
الريـح
إن
هَبّـت
تمِيلُ
وتعطفُ
|
وتحتــكّ
بالأوتــارِ
منــكَ
فـترجُفُ
|
فيســري
حنيــنٌ
بـالهَواءِ
ويلطُـفُ
|
ويلمـسُ
روحـي
فـي
الفضـاءِ
ويألفُ
|
فســوفَ
تطيـرُ
الريـحُ
عمـا
قريـبِ
|
ويـا
ريشـَةٌ
تُملـي
معـاني
شعورها
|
فتجلـو
لنَا
الأوتارُ
ما
في
ضميرِهَا
|
ويُظهـر
معنـى
الحبّ
ما
في
سطورها
|
ومـا
أخفَـتِ
الرّنّـاتُ
عنـد
مسيرها
|
عليــك
ســلامٌ
فـي
الضـحى
وغـروبِ
|
وجـادَت
دمـوعُ
الشيخِ
تهمي
بسكبها
|
وضـاقَت
بـه
الـدنيا
بواسع
رحبِها
|
فـألقى
بنَفـسٍ
تَبتَغـي
عَفـوَ
ربّهـا
|
تهيـمُ
اشـتياقاً
نحـو
مركزِ
قطبِها
|
وقلــبٍ
إِلــى
دارِ
البقـاءِ
طـروبِ
|