إلى الفلك لما ارفض ذيالك الحشد
الأبيات 245
إلـى الفلـك لما ارفض ذيالك الحشد تفـرق يبغـي الـزاد والوسـن الجند
وظــل أخيــلٌ والكـرى قاتـل الأسـى بــذكراه فطــرقلاً يــؤرقه الســهد
ينـــوح علـــى إقــدلامه وزمــاعه وكـــل ســـجاياه لخــاطره تبــدو
ويــذكركم حربــاً بهـا جهـداً معـاً وكـم بعبـاب البحـر نـالهم الجهـد
يكــب فيســتلقي يســيراً فينثنــي علــى صــفحتيه والهــواجس تشــتد
فينهـــض ملتاعـــاً تســح دمــوعه وفي الجرف يجري جري من فاته الرشد
فهـام إلـى أن أبلـج الافجـر ساطعاً بـه يستضـيء البحـر والفور والنجد
لمركبـــه شـــد الجيــاد وخلفــه لقـد شـد هكطـورٌ علـى الـترب يمتد
علــى قــبر فطـرق ثلاثـاً بـه جـرى وعـاد ابتغـاء النـوم للخيـم يترد
وغـادر هكطـوراً مكبّـاً علـى الـثرى ولكــن فيبوســاً بـه هـاجه الوجـد
فمــــد عليـــه عســـجدي مجنـــه فلا مســـه ضـــرٌّ ولا مــزق الجلــد
فسـاءت بنـي العليـا مهـانته لـذا لــدى هرمــسٍ طــرّا بإنفـاذ جـدوا
علــى أن آثينــا وهيــرا وفوسـذا تصـدروا ولكـن ليـس يجيبهـم الصـد
علــى قــدس إليـونٍ وفريـام لبهـم وأقــوامه مــا زال يلهبـه الحقـد
ففــاريس ســام الربــتين مهانــةً بمرعـاه مـا وهـو غـض الصـبا وغـد
غـداً قاضـياً بالفضـل للربـة الـتي أبـاحت لـه بئس المنـى ومضـت تغدو
ومــذ لاح ثــاني عشـر فجـرٍ مقـاله أفلـــون ألقــى يستشــيط ويحتــد
بنـي الخلـد آل الجـوركم ساق سخلةٍ وثـورٍ لكـم هكطـور مـن قبـل أحرقا
فهــا هـو ميتـق ليـس مـن تسـتفزه لإنقـــاذه نفـــسٌ تجيـــش ترفقــا
فــــــترمقه زوجٌ وأمٌّ ووالــــــدٌ وطفــلٌ وشــعبٌ هـام وجـداً ليرمقـا
يقومــون بــالفرض الأخيــر وحـوله تـــألق نيــران الوقــود تالقــا
فآخيــل آثرتــم وآخيــل مــا أرى بــه أثـراً للـدين والعـدل مطلقـا
كليـــثٍ غشـــومٍ فاتـــكٍ متغشــمرٍ دهــى السـرب منقضـا وعـاث ومزقـا
فمـا هـو ذو رفـقٍ وقـد غادر التقى نعـم والحيـا أس السـعادة والشـقا
فقــد يفقـد المـرء ابنـه وشـقيقه وخلّاً فيبكــــي ناحبـــاً متحرقـــا
فيســلو وللأقــدار حكــمٌ إذا مضـى رأينـاه قلـب الخلـق للصـبر شـوقا
وهــذا أخيــلٌ منــذ قتــل عــدوه يجـــرره حـــول الضـــرح معلقــا
فمـا ذا ليجـديه ومهمـا عتـا فهـل بــأمنٍ غـدا مـن أن نغـاظ ونحنقـا
ونســـتاء مــن إفراطــه بإســاءةٍ لجسـمٍ فقيـد الحـس بـالترب ألحقـا
فصـاحت بـه هيـرا ولـو كفـؤاً غـدا لآخيـــل هكطـــورٌ مقالـــك صــدقا
فـــذاك غـــذت إنســيةٌ بلبانهــا وذا ربـةٌ ربـت وفـي المجـد أعرقـا
بحجــري قــد أنشــأتها وأبحتهــا لفيلا الــذي مرقــاة ودكــم رقــى
حضــرتم جميعــاً للزفــاف وليمــةً بهــا كلكــم حـول الطعـام تانقـا
وقـد كنت بالقيثار في العرس عازفاً أرب الخنـى إلف الأولى نبذوا التقى
فعارضــها زفــسٌ وقــال لهـا قفـي أهيــرا وأبنــاء العلـى لا تعنفـي
فهكطــور لــن نرعـى كآخيـل إنمـا بــإليون لا مــرءٌ كهكطــور نصـطفي
مــدى عمـره لـم يسـه عـن قربـاته لنــا وعــن التســجيل لـم يتوقـف
ولـم يخـل يومـاً مـذبحي مـن مدامةٍ وشــــحمٍ وإيلامٍ بحســــن تصــــرف
ومــا أنـا بـاغٍ أن نـواريه خفيـةً فمـا الأمـر عـن آخيـل قـط ليختفـي
فثيــتيس بالمرصـاد فـي كـل سـاعةٍ علـــي بهـــا أسترضـــها بتلطــف
فيقبــل مــن فريــام آخيـل فديـةً ويــدفع هكطــوراً إليــه ويكتفــي
فــإيريس هبـت كالريـاح تغـوص فـي خضـم عبـاب البحـر يـدوي لها الجد
ومــا بيــن ســاموس وإمـبرسٍ مضـت إلـى القعر حيث اليم في اللج مربد
كمـا دون قـرن الثـور غاصـت رصاصةٌ لأســـماكه فيمــا المنيــة تعتــد
فثيــتيس ألفـت فـي غيابـة كهفهـا وحشـد بنـات المـاء مـن حـوله عقد
تنـوح علـى ابـنٍ فـي بعيد اغترابه مـن المـوت فـي طـرواد ليس له بدء
فصـاحت أثيتيس انهضي زفس ذو النهى لقـاءك يبغـي فاسـتطيري إلى اللقا
فقـالت ومـاذا رام ذو الطـول إنني أنـا أتحاشـى مجلـس الخلـد والبقا
ولكـن بنـا سـيري فمهمـا يهـج أسىً فــؤادي ففــي زفــس الجلال تحققـا
ومهمــا يكــن مــن نطقـه ومقـاله بغيــر صــوابٍ لــن يفـوه وينطقـا
وإيريـس سـارت وهـي طـارت وراءهـا عليهــا نقـابٌ حالـك اللـون مسـود
أمامهــا انشــق العبــاب فهبتهـا مـن الجـرف للعلياء حيث ثوى الخلد
وحيــث ميــامين العلــى منتـداهم بــه زفـس رب المجـد كللـه المجـد
لـدى زفـس فـوراً أجلسـتها بعرشـها أثينـا وهيـرا أقبلـت نحوهـا تعدو
وهشـــت تعزيهــا وألقــت بكفهــا لهــا قـدحاً يزهـو بعسـجده الوقـد
ولمـا قضـت منـه ارتشـافاً وأرجعـت لهيـرا فزفـسٌ صـاح يبلـغ ما القصد
أثيــتيس إنــي بالتياعــك عــالمٌ وقـد جئتنـي طوعـاً فبغيـتي اعرفـي
سـراة العلـى شـق الشـقاق لفيفهـا لتســـعة أيـــامٍ لـــوم تتـــألف
وهرمـــس حثــت أن يســير بخلســةٍ بجثــة هكطــور الصــريع فتشــتفي
ومــذ رمــت أستصــفيك ودا وحرمـة لآخيــل أبغــي فضــل هـذا التعطـف
فطيــري إليــه بلغـي غيـظ قومنـا ومــن فــوقه غيظــي وفـرط تأسـفي
فهكطـوراً اسـتبقى لدى الفلك حانقاً ليرجعــه خــوف الســخط إن يتخـوف
وهــا أنـا إيريسـاً لفريـام منفـذٌ ليمضـي إلـى الأسـطول حتى الفدايفي
فيتحـــف آخيلا بمــا طــاب قلبــه بــه مــن عتــادٍ شــائقٍ ومزخــرف
فلبـت وهبـت مـن ذرى الطـود تنثني لخيـم ابنهـا ألفتـه أكمـده الكمد
وقــد ذبــح الأنصــر إذ ذاك نعجـةً وداروا حـــواليه وزادهــم مــدوا
فخفـــت تحــاذيه ومنهــا تزلفــاً تـدور علـى أعطـافه الكـف والزنـد
وقـالت إلـى م القلـب تقضـم كآبـةً ولا زاد تبغــي أو فراشــاً منمقــا
ولا بــأس أن تلهــو أخيــل بغـادةٍ فســهم المنايــا موشـكٌ أن يفوقـا
بنـــي وزفـــس اختصــني برســالة فحقــدك أربــاب الســيادة أقلقـا
فغيظــوا وزفـس اشـتد يلهـب غيظـه لحفظـك هكطـوراً لـدى الفلـك موثقا
بـه ادفـع وخـذ عنـه الفكاك بديله فقــال قضــى زفـسٌ ولا ريـب مشـفقا
ليـات إذاً مـن يبـذل المـال فديـةً فيرجـــع فيـــه شــائقاً ومشــوقا
فهـذا حـديث الأم فـي الفلك وابنها وزفـس دعـا إيريـس قـال لها ادلفي
بلاغـي مـن شـم الأولمـب بـه اذهـبي وفريــام فـي إليـوم بـالأمر كنفـي
ليـذهب إلـى الأسـطول هكطـور يفتدي وآخيــل يسترضــي وبــالغر يتحــف
ولا يمــض معــه غيــر فيــجٍ معمـر لســوق بغــال المركــب الآن مسـعف
ويرجــع فيهـا قـافلاً بـابنه الـذي قــد اجتــاح آخيــلٌ بحـد المثقـف
ولا يضــطرب خوفـاً ولا يرهـب الـردى فقاتـــل أرغــوصٍ نســير فيقتفــي
فــذاك دليــلٌ معــه يــذهب آمنـاً لمنـــزل آخيـــلٍ بـــآمنٍ موقـــف
وآخيـــل لـــن يغتــاله متعســفاً ويحميـــه ممـــن رامـــه يتعســف
فلا هـــو ذو جهـــلٍ ولا ذو حماقــةٍ ولا نابــذ التقــوى بشـر التعجـرف
ولكنـــه يرعـــى ولا ريــب حرمــةً لمــن جــاءه فــي ذلــة المـتزلف
فـإيريس مثـل الريـح فريـام يممـت فـألفته وسـط الدار من حوله الولد
ولـم تلـف غيـر النـوح بلت ثيابهم دمــوعهم والعــزم بــالحزن منهـد
وفريــام ممــا قــد حثـا متمرغـاً يدنســـه خـــثي ويكنفـــه بـــرد
وفـــي صـــرحه كنـــاته وبنــاته ينحــن لبهــم بعـدهم عظـم البعـد
تــدنت إليــه وهــو منتفــضٌ أسـىً برعــدته ممــا بــه بــرح الفقـد
وقـالت برفـقٍ يـا ابـن دردانسٍ فلا تخــف فبأنبــاء الأســى لـم أكلـف
ولكــن بخيـر العلـم زفـس أسـارني نعــم وهـو أسـمى مشـفقٍ لـك منصـف
يقـول امـض للأسـطول هكطـوراً افتدي وآخيــل فاسترضــي وبــالغر أتحـف
ولامعــك يمضــي غيــر فيــجٍ معمـرٍ لســوق بغــالٍ المركــب الآن مسـعف
فيرجــع فيهـا قـافلاً بابنـك الـذي قــد اجتــاح آخيــلٌ بحـد المثقـف
ولا تضــطرب خوفـاً ولا ترهـب الـردى فقاتـــل أرغــوصٍ نســير فيقتفــي
فــذاك دليــلٌ معــه يــذهب آمنـاً لمنـــزل آخيـــلٍ بـــآمنٍ موقـــف
فآخيــل آثرتــم وآخيــل مــا أرى لمــن جــاءه فــي ذلــة المـتزلف
طـــارت وفريـــامٌ لســاعته أمــر أبنـــاءه لنعــد مركبــة الســفر
ولهــا تشــد بغالهـا وتعلـق الـز زنبيــل ثـم لحجـرة النـوم انحـدر
قــد كــان ثــم أعــد كـل نفسـيةٍ وثمينــةٍ يشــتاق رؤيتهــا البصـر
لأســـير للأســطول وابنــي أفتــدي وأخيـل أتحـف مـا يشـاء مـن الغرر
فــإذا بفكــرك لــي سـريعاً صـرحي أمــا أنــا فلــذاك غايـة مطمحـي
والقلـب يـدفعني إلـى فلـك العـدى وجيوشــهم قــالت ومـدمعها انهمـر
ويلاه أيــن حجــىً عرفــت بـه لـدى طــروادةٍ حــتى وفــي قـوم العـدى
أتســير وحــدك للسـفين إلـى فـتىً لـك كـم فـتىً بطـلٍ همـامٍ قـد قهـر
لا شــك قلبــك كالحديــد ألا تــرى آخيـــل غـــدّاراً عنـــا وتجــبرا
فلئن رآك أتيـــــت لا رفــــقٌ ولا عطــفٌ لــديه وخلتــه فــوراً غـدر
فلننـــدبن بصـــرحنا فــي معــزل فسـوى الهـوان لـه القضـا لم يغزل
ولــه الهلاك أتيــك منــذ ولــدته فــي البعـد عنـا لا تبللـه العـبر
وفريســــةً للغضـــف ويلا يغتـــدي بحمــــا عـــتيٍّ ظـــالمٍ متمـــرد
مـن لـي بـذا السـفاك أقضـم كبـده قضـــماً فلا أبقـــي عليــه ولا أذر
إن يقــض هكطــورٌ فلا نكســاً قضــى لكـــن لكـــل كريهـــةٍ متعرضـــا
فــي الـذود عـن طـروادةٍ ونسـائها مـا انتـابه جزعـق ولا عـرف المفـر
فأجابهــــــا بجلالٍ ربٍّ عظمــــــا خلــي الملام فقــد نــويت مصــمما
لمــن تصــرفي عزمـي فلا تقفـي إذاً كوقـوف طيـر الشـؤم فـي هذا المقر
لــو جــاءني بــالأمر عــرافٌ هنـا أو كــــاهنٌ أو عـــائفٌ متكهنـــا
لرغبــت عنــه وقلــت ذلــك كـاذبٌ وصــرفت فـوراً عـن مقـالته النظـر
لكـــن تلـــك إلاهـــة أبصـــرتها وســمعتها وبــذا اليقيـن أطعتهـا
ولقـد رضـيت بـأن يـوافيني الـردى بيـن العـدى إن كـان ذا حكم القدر
فلئن أضــم ابنــي الحـبيب وغلـتي أشــفي ليفتــك بــي أخيـل بـذلتي
ثــم الخــزائن قـام يفتـح مخرجـاً مــن كــل منضـودٍ بهـن أثنـي عشـر
مــن بردهــا ونقابهــا وشــعارها وكــذاك جفانـاً أربعـاً كـان ادخـر
ومنصـــتين كــذلك الكــأس الــتي إثراقـــةٌ قـــدماً إليـــه أهــدت
وبهـــا حبتـــه وافــداً برســالةٍ فأضــافها لفلكــاك هكطــور الأبـر
وتكأكــأ الطــرواد فــي أبــوابه فمضـــى يعنفهـــم بمـــر خطــابه
عنـي أيـا قـوم الهـوان افرنقعـوا أفلــم يــبرح فـي مقـامكم الكـدر
أو مــا لكـم مـن تنـدبون بـدوركم حــتى تزيــدوني أســىص بزفيركــم
أو ليــس حســبي أن يلظينــي أسـىً زفــــــسٌ وأســـــىً بزفيركـــــم
ولســـوف تلفـــون الأذى كــل الأذى إذ بتــم مــذ مــات أسـهل مأخـذا
لا أبصـــرت عينـــاي دك معـــاقلي مـن لـي بزجـي قبـل ذلـك فـي سـقر
واســتاقهم بالصــولجان فــأدبروا مــن وجهــه وبنيــه أقبــل يزجـر
هيلينســــاً فـــاريس هيفوثوســـاً فمـــون ذيفوبــاً أغــاثون الأغــر
أنطيفنــاً فــوليت ســفاك الــدما وكــذاك تاســعهم ذيــوس الأيهمــا
ألقـــى أوامــره عليهــم ســاخطاً حنقـــاً وكلهـــم بحــدته انتهــر
عجلاً أولـد السـوء يـا رهـط القشـل يــا ليتكـم طـرّاً فـدا ذاك البطـل
ويلاه واعظــم الشــقاء فكــم فـتىً لـي كـان فـي إليـون قـرمٍ ذي خطـر
لــم يبــق لـي أحـدٌ فلا لهفـاه لا مسـطور ذاك القـرن قـرن بني العلى
وأبــو الفــوارس إطرويـل ومنيـتي هكطـور مـن ربـا غـدا بيـن البشـر
قــد كــان أشــبه بـابن رب معـرق منــــه بمولـــودٍ لإنســـي شـــقي
طــرّاً أبــادهم الــوغى مســتبقياً لــي زمــرةً واقبحهـا بيـن الزمـر
رنامـــــةً رقاصـــــةً كذابـــــةً وبنــــي البلاد ســـوامها ســـلابة
أفلا شــــددتم مركــــب ونضـــدتم هـذا المتـاع لكـي أسـير على الأثر
جــزع البنــون لزجــره وتــألبوا ولشــد مركبــة البغــال تــأهبوا
طيـــارةٌ صــنعت حــديثاً وازدهــت فبسـطحها الزنبيـل في الحال استقر
والنيـر نيـر البقس كان على الوتد محقوقــفٌ فــي ظهــره حلـق العـدد
فــاتوا بـه وكـذاك بالسـير الـذي فيـــه وتســيعة أذرعٍ طــولاً قــدر
بــالنير رأس الجـذع حـالاً أدخلـوا والســـير حــوليه ثلاثــاً حولــوا
مــن تحـت ذاك الجـذع أحكـم عقـده مـن ثـم كلهـم إلـى الصـرح ابتـدر
منــه اســتقلوا يشـحنون المركبـه بفكـــاك هكطـــورٍ لآخيـــلٍ هبـــه
مـن بعـد ذا عمـدوا إلـى فرسين في أكنــــاف عنتــــه إذا بتلطــــف
فبنفســه مــع فيجــه فــي صــرحه فـي الحـال شـدهما ولـم يرع الكبر
وقفــت أمــام الخيـل تنـدبه إلـى صـب المدامـة قبـل أن يلـج الخطـر
قــالت إليـك الكـأس خـذها واسـكب زلفـى وحسـن العـود مـن زفـس أطلب
مــن زفـس مـن إليـون يرمـق طرفـه مـن طـود إيـذا حيـث فـي علياه قر
تمضــي علــى رغمــي فســله يرسـل لـك طيـره الميمون ذا الطول العلى
فــإذا أتاكــإلى يمينــك ســانحاً ورأيتـــه جئت العـــداة بلا حــذر
لكنمـــا إن ظـــل زفـــسٌ معرضــا وبـذي الرسـالة منـه لم يبد الرضا
لا أغرينـــك أن تســـير لفلكهـــم مهمــا رغبــت ولـب مهجتـك اسـتعر
فأجابهــا لـن أعصـينك يـا امـرأه بســط الأكــف لزفـس نعـم التـوطئه
فلعلـــه عطفـــاً يـــرق وأمـــره فـــوراً لجاريـــة بخــدمته صــدر
فـــدنت بـــإبريقٍ وطـــسٍّ تـــذهب مــاء الطهــور علــى يـديه تسـكب
والكـأس مـن بعـد الوضـوء أراقهـا فــوق الحضـيض لزفـس دفـاع الضـرر
وإلـى السـماء أقـام ينظـر واقفـاً فـي وسـط تلـك الـدار يصـرخ هاتفا
أأبـا العـوالم زفـس مـن إيذا علا يــا مـن لأمـر جلالـه الكـل اأتمـر
ســكن أخيــل فلــي يــرق وأرســل لـي طيـرك الميمون ذا الطول العلي
فــإذا أتــاني عـن يمينـي سـانحاً ورايتـــه جئت العـــداة بلا حــذر
فــدعاكه زفــس اســتجاب وأرســلا فـي الحـال أصـدق كـل أطيار الفلا
نســراً زفيفــاً كاســراً ذا قتمــةٍ بالأسـمر الفتـاك فـي العـرف اشتهر
جنحــاه قــد نشــرا كصـفقي حجـرة شــماء فــي صــرح الغنــا مبنيـة
فتنســـم الطــرواد خيــر ظهــوره لمــا يمينــاً فــوق إليــونٍ ظهـر
فهنـــاك فريــامق لســاعته علــى كرســـيه بجميــل بشــراه اعتلــى
واســتاقها فمضــت تغيــر بــداره ورتاجهـا مـن وقـع ذاك الجـري صـر
وأمـــامه حــث البغــال وأســرعا إيـــذوس معتليــاً محــالا أربعــا
جريـا بـإليونٍ وكـل ذويـه إلـى ال آثــار تنـدب نـدب مـن ميتـاً قـبر
حــتى إذا اجتـازا بأسـواق البلـد للســـهل جــدا لا يحوطهمــا أحــد
وإلـى ديـارهم انثنـى الأبنـاء وال أصــهار مــع كـل الجمـاهير الأخـر
لمـا رأى زفـس والشـيخان قـد ولجا فـي السـهل رق لفريـام وهـاج شـجا
نـادى ابنـه هرمس المحبوب قال لكم أحببـت بيـن بنـي الإنسـان أن تلجا
وإن تشــأ تســتجبهم فاصــحبن إذاً فريـام فهـو إلـى الأسـطول ق خرجـا
لا يعلمـــن بــه بيــن الملا أحــدٌ حـــتى إذا جـــاء أخيلاً فلا حرجــا
لبــاه قاتــل أرغــوصٍ وفــي عجـلٍ خفيــه أوثــق فـي رجليـه مبتهجـا
خفــان مـن عنـبرٍ صـيغا ومـن ذهـبٍ في البحر والبر مثل الريح قد درجا
والصـولجان الـذي يلقي السبات على مـن شـاء أو يوقظ الوسنان إن خلجا
بـه مضـى مثـل لمـح الطرف ينزل في تلـك السـهول بحـرف البحـر مـدلجا
وراح يحكــي أمــبراً جــد نحوهمـا عـذاره خـط فـي شـرخ الصـبا بلجـا
وقــبر إيلــوس لمـا جـاوزا وقفـا وقـد أغـار علـى الغـبراء جيش دجى
همــا بـأن يـوردا للنهـر خيلهمـا مــع البغـال فهـب الفيـج منزعجـا
رأى الإلاه فنــادى يـا ابـن دردنـسٍ تــرو وانظـر وقفنـا موقفـاً حرجـا
أرى امـرءاً جـاء بـالحتف هـل هرباً نلـوي الجيـاد وفـوراً نطلب الفرجا
أو فــوق ركبتــه نحنــي ومرحمــةً نرجـو عسـاه لنـا أن يسـتجيب رجـا
فارتـاع فريـام خوفـاً واقشـعر أسىً وقــد غـدا مـزبئر الشـعر ملتعجـا
لكـن دنـا هرمـسٌ يهـوي علـى يـديه يلقـي السـؤال بليـن القول ممتزجا
علام يــا أبتـا والنـاس قـد وسـنت بـذي البغـال وهـذي الخيـل ترتحـل
هنـــا الأخـــاءة هلا خفــت شــرهم وكلهـــم لــك بالعــدوان مشــتعل
مــا بالــك الآن لـو وافـاك أيهـم بـذا الريـاش وسـتر الليـل منسـدل
مــا كنـت غـض شـباب والرفيـق أرى شـيخاً فمـا لـك فـي دفـع الأذى قبل
فلا تخـف ضـرري بـل فـالق بـي عضدا لــك انــبرى وأبــاه فيـك يمتثـل
فقــال فريــام يعلـوه الجلال أجـل بنــي غيــر مقـال الحـق لـم تقـل
لكـن أرى بعـض آل الخلـد قد بسطوا علــي كفهــم فــي الموقـف الجلـل
إلــي أســروا بســيارٍ نظيــرك ذي قــدٍّ وحســن وعقــل نــادر المثـل
أهلاً وطـــوبى لأهــلٍ أنــت فرعهــم فقـال يـا شـيخ خيـر القـول ترتجل
فــأطلعني طلــع الأمــر أيـن تـرى يسـاق فـي الليل هذا الحلي والحلل
أتطلبــن بقاصــي الــدار مؤتمنـاً لهــن أم كــل إليـونٍ عـرا الوجـل
فرمتــم هجرهــا لمــا نـأى وقضـى هـول الأخـاءة هكطـور ابنـك البطـل
فقـال مـن أنـت مـن أي الأرومـة يا مـن ذكر حتف ابني المنتاب يبسط لي
أجـاب يـا شـيخ هل ذاك امتحانك لي إذا جئت خــبري عـن هكطـور أمتثـل
فكــم بصــرت بــه للفلـك مكتسـئاً جيــش الأخـاء وسـيف الحتـف يمتثـل
وكــم رأينــا وأكبرنــا ومانعنـا آخيــل غيظــاً علـى أتريـذ نقتتـل
فــي قـوم أعـوانه وافيـت منتظمـاً بفلكـــه وإلــى المرميــد أتصــل
أبـي فلقطـور مـن أهـل اليسار غدا شــيخاً حكــاك بنـوه سـبعةً كملـوا
فعنـــده ســـنةٌ ظلــوا وســابعهم أنـا حملـت مـع الإغريـق مـذ حملوا
لمـا اقترعنـا فسـهمي دون أسـهمهم بـــدا فــأمر أخيــل جئت أمتثــل
والآن أنفـــذني للســـهل مرتقبــاً فقـد عرا القوم من كف الوغى الملل
ســيحملون علــى إليـون مـن غـدهم والصـيد عـن ردعهم ضاقت بها الحيل
فقــال فريــام إمـا كنـت منتسـباً إلـى ابـن آيـاك فاصـدقني بلا مهـل
أجســم هكطــور آخيــلٌ رمـى قطعـاً للغضـف أم قـرب تلـك الفلك لم يزل
فقــال لا منســرٌ لا نــاب عـاث بـه لكــن جثتــه للخيــم قــد حملـوا
فـي القرب من فلك آخيلٍ لقد بزغ اث نـا عشـر فجـراً عليـه وهـو معتقـل
فلا عــــراه فســــادٌ أو تخللـــه دودٌ تخلـل بهمـاً فـي الـوغى قتلوا
وكلمــا طــر فجــرٌ حــول صــاحبه أخيــل طــاف بــه بـالعنف يجتـذل
لتعجبــــن إذا أبصـــرته ترفـــاً لا نقـــع دنســه والجــرح منــدمل
كـم طعنـةٍ فهقـت فيـه قـد انـدملت كـأن آل العلـى تلـك الـدما غسلوا
لا شـــك ودوه حــتى بعــد مصــرعه عـن ذلـك البطـل القهـار ما غفلوا
فطـاب قلبـاً وصـاح الشـيخ واولـدا يـا حبـذا الـبر للأربـاب مـن عمـل
لـم ينـس مـا عاش أرباب الألمب ولا هـم أغفلـوه ولـو بعـد انقضا الأجل
فهـذه الكـأس خـذ منـي وكـن عضـدي بعــونٍ آل العلـى فـي هـذه السـبل
حـــتى لخيمـــةٍ آخيـــلٍ تبلغنــي فقــال هرمــس ليـس شـيمتي النحـل
مهمـا أكـن حـدثاً مـا أنـت تطمعني بنـــائلٍ عــن أخيــلٍ خفــة تصــل
أخشـاه والنفـس تـأبى أن تمـد يدي لســـلبه إن عقــبى ذلــك الفشــل
لأصــحبنك حــتى لــو بعغيــت إلـى بلاد أرغـــوس ذات الشــأن تنتقــل
وليـس بـرّاً وبحـراً ما ظللت على عه دي تمســك مــن كــف العـدى الأسـل
وهــب هرمــس للكرســي واسـتلم ال عنـان والسـوط ثـم اسـتاق منتهجـا
وهمــة الخيــل أورى والبغـال وال حفيــر حـالاً لأسـوار الحمـى اتلجـا
ألفـى العيـون أعـدت زادهـا فعلـى أجفـانهم صـب تهجاعـاً بهـا اندمجا
وراح يفتــح أرتــاج الخصــار بلا عنــا ويــدفع أزلاجــاً بهـا زلجـا
وبالهدايـــة وفريـــامٍ ومركبـــه أم الخيـام وفـي بطـن الحمـى زلجا
حتى إلى الخيمة الشما التي رفع ال مرميــد لابــن أيـاك ملكهـم عرجـا
مـن أسـوؤق السـرو شيدت تحت أغمية مـن المـروج بهـا البرودي قد مرجا
وحولهـا الـدار شـيدت تحـت أعمـدةٍ والبــاب مــزلاج سـروٍ واحـدٌ رتجـا
ثلاثـــةٌ منهـــم بــالعنف تــدفعه لكنمــا دفعــه آخيــل مــا زعجـا
بــوجه فريــام خــف الـرب ينتحـه وبالهدايـة إلـى ذاك الفنـا ولجـا
وصـاح مـن بعـد ذا لمـا ترجـل يـا ذا الشــيخ هرمـس مـن والاك لا رجـل
أبـي نصـيراً إليـك اليـوم انفـذني وهــا أنــا الآن مـاضٍ عنـك انفصـل
لــن أظهــرن لآخيـلٍ فمـا لبنـي ال علــى جهــاراً ولاء الإنــس تتبتـذل
وأنـت رح وانظـرح مـن فـوق ركبتـه وسـله رفقـاً عسـى يصـغي لمـا تسـل
وباســـم فيلا وثيـــتيسٍ ونفطلـــمٍ ناشــده يــرن لــدمع منـك ينهمـل
سليمان البستاني
139 قصيدة
1 ديوان

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.

كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.

ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.

ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.

وكان يجيد عدة لغات.

أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.

1925م-
1343هـ-