متى تترك الأيام دمعيَ لا يجري
الأبيات 20
مـتى تـترك الأيـام دمعـيَ لا يجري وقلـبي المعنَّـى لا يـبيت على جمرِ
وهـل تُنسـِيَنّي مـا مضـى من مصائبٍ يـذوب لهـا الصلد الأَصمُّ من الصخرِ
أَبـى الله أن أَنسى وكيف وفي دمي قـد امـتزجت أحزان خنسا على صخرِ
قد اعتاد قلبي الحزن من صغرِ سنّهِ فلم يدرِ ما طعم المسرَّة في العمرِ
فيـا ليـت كلّـي أَلسُنٌ تنظم الرثا لتعـرب عـن أحـزان قلـبٍ بلا صـبر
أَرى المـوت أحلـى من حياةٍ حزينةٍ تمــرُّ لياليهـا أَمـرَّ مـن الصـبرِ
لئن جـفَّ دمـع العيـن منـي هُنَيهةً ففـي القلـب دمعٌ سائلٌ أبدا يجري
تنــاوَل منــي خـاطفُ الـبين درَّةً بديعـة حسـنٍ تُخجـل الكوكب الدرّي
قـد اغتالها الدهر الخؤُون وحبَّذا لو اغتالني عنها فعاكس في الأمرِ
ترحّلــتِ يـا راحيـل عنـي بسـرعةٍ واشـعلتِ نيران الغَضَى داخل الصدرِ
فيـا اغصـن البان اندُبِنَّ معي على غُصـَينٍ تلقتـهُ يـد الـبينِ بالكسرِ
ويـا زَهرُ فلتَذبُل ويا زُهرُ فاغرُبي على من كزهر الروض كانت وكالزُهرِ
ويـا سـُحُباً كالـدرّ تجـري دموعها لتجـرِ علـى قـبرٍ غـدا صـَدَف الدرِّ
علـى قبر مَن كانت من الغصن رطبهُ ومـن انجـم الأفلاك في منزل البدرِ
ومـن قلـبي العـاني مكـان سوادهِ علـى إنها أصلتهُ بالحزن لو تدري
ومالــكِ قــبرٌ واحــدٌ فقلوبنــا قبـورٌ حَـوَت أمثال شخصك في القبرِ
فلا برحــت تســقي ثــراكِ سـحائِبٌ كسـحب دمـوعي الجاريات على نحريِ
ولا فـتئت تبكـي الحمـامُ بنوحهـا عليـهِ كنـوحي فـي الأصائِل والفجرِ
ولا برحـت تسـقي المراحـم نفسـها كما لحدها يُسقى من العارض الغَمرِ
فيغـدو لهـا في الأوج والأرض منزلٌ يُجـاد بـأنوآءِ المراحـم والقطـرِ
وردة اليازجي
150 قصيدة
1 ديوان

وردة بنت ناصيف اليازجي.

أديبة، من أهل كفر شيما (بلبنان) تعلمت في مدرسة البنات الأميركية ببيروت، وقرأت الأدب على أبيها، ونظمت الشعر، فاجتمع لها ديوان صغير سمته (حديقة الورد - ط)، واقترنت بفرنسيس شمعون سنة 1866م، وسكنت الإسكندرية وتوفيت فيها.

أكثر شعرها في المراثي.

وللآنسة ميّ: (وردة اليازجي - ط) رسالة.

1924م-
1342هـ-