يا وقاكَ الرحمنُ داءً وبيلا
الأبيات 19
يــا وقــاكَ الرحمـنُ داءً وبيلا كــم طــوى فـي مـدارج الأكفـان
يجتنـي العمـرَ زهـرةٌ تلـو أخرى لا رعــى اللـهُ عهـده مـن جـاني
إنـه الموت والحياة فلا عيش فير جـــــى ولا ممــــاتٌ ففــــاني
إنــه اليــأس والرجــاءُ عـدوا نِ فضــــدان فيـــه مجتمعـــان
إنــه كــل مـا بقـي مـن رجـاءِ إنــه كـل مـا مضـى مـن أمـاني
فهــو مثــل النسـيم رق اعتلالا وهـو مثـل الشـموع فـي الذوبان
وهــو يحتــاج للهــواءِ نقيــاً منعشـــــاً للأرواح والأبــــدان
وهــو يحتــاج للغــذاء مريًّــا وهــو والفقــر ليــس يجتمعـان
وهـــو يحتــاج للســكون وهــل يسـكن صـدرٌ كالمـاءِ في الغليان
وهــــو يحتـــاج كـــل شـــيءٍ ولا يبلـغ مـن شيئه سوى الحرمان
كــان كالغصــن ناضـراً فـالتوى فـي الـروض من دون سائر الأغصان
كــان كــالزهر فائحــاً جــاده قطـرُ الندى كان وردة في الجنان
كــان كــالكوكب المنيــر تلالا فــي ســماءٍ بهيجــة اللمعــان
ذبــل الزهــرُ نوانطفـا النـور واندكت صروح الشباب دك المباني
لا لأن الــــدواءَ عــــزَّ ولـــك نَّ الــذي عــزَّ نصــرة الإخــوان
أيهـا النـاس رحمة فابسطوا الا يـدي ولا تبخلـوا ببـذل الجمـان
إن خيــر الأزهــار تلــك الـتي مـا غرسـتها اليـدان فـي بستان
غرسـت فـي القلـوب حـتى إذا ما نبتــت ســميت بزهــر الحنــان
ارحموا ترحموا فما أعوز الإنسان نُ الاّ مراحــــــم الإنســــــان
طانيوس عبده
254 قصيدة
1 ديوان

طانيوس بن متري عبده.

من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.

ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.

من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.

1926م-
1345هـ-